(فيديو وصور) للمرة الأولى منذ 20 سنة… أفغانستان بلا قوات أميركية

النشرة الدولية –

توعد الرئيس الأميركي جو بايدن تنظيم “داعش” في أفغانستان بمزيد من الهجمات ومواصلة الحرب ضد الإرهاب في هذه البلاد ودول أخرى، معتبرا أن عمليات الإجلاء من أفغانستان تمت بنجاح واكتملت رغم المخاطر والصعوبات العديدة.

وفي خطاب حول انسحاب قوات بلاده من أفغانستان بعد حرب استمرت 20 عاماً، أشار بايدن الى انه ما بين 100 إلى 200 أميركي ما زالوا في أفغانستان.

وأشار إلى أن “90 في المئة من الأميركيين في أفغانستان الذين أرادوا المغادرة كانوا قادرين على ذلك”، لافتا الى إن الولايات المتحدة لديها القدرة على التأكد من وفاء “طالبان” بالتزاماتها لضمان سلامة مرور الأميركيين.

وأوضح بايدن أن الاختيار في أفغانستان كان إما المغادرة أو التصعيد، مؤكدا مواصلة واشنطن العمل لمساعدة المزيد من الأشخاص المعرضين للخطر على مغادرة أفغانستان.

وقبل ساعات قليلة من خطابه الهادف لاعلان انتهاء الانسحاب الاميركي من أفغانستان رسمياً، وطي صفحة الحرب الاطول في تاريخ بلاده، كانت كابول، بمطارها ومؤسساتها تحت سيطرة حركة “طالبان” التي سارعت الى الاستيلاء على تبقى من مخلفات القوات الاميركية والاجنبية المنسحبة من البلاد.

وفي اليوم الأول لخروج القوات الأجنبية من البلاد، كانت بعض آثارها لاتزال واضحة في العاصمة.

ويقول مراسل شبكة “ٍي أن أن ” إن الحواجز الخرسانية العالية التي تحمي المكاتب الحكومية والمجمعات المهمة والتي تسببت أيضاً بأزمات مرورية كانت أزيلت في الأيام الأخيرة، إلا أن السفارة الأميركية عند مستديرة مسعود بقيت محصنة خلف أسوار عالية، فيما تسلم ملسحو الحركة الحواجز المحيطة بها.

وأزيلت العلامات التي اعتبرتها “طالبان” مسيئة لها بعد سقوط الحكومة، لكن بعض الملصقات الكبيرة لأحمد شاه مسعود، الزعيم الطاجيكي التاريخي الذي حارب السوفيات، وقتل قبل هجمات 11 أيلول (سبتمبر) بأيام كانت لاتزال معلقة في الشوارع.

واللافت أن بعض صور الرئيس الأفغاني المخلوع لم تنزع بعد.

احتفالات و… رقص

وفيما يلف الغموض يكتنف البلاد التي تدخل مرحلة جديدة من تاريخها، انشغلت حركة  “طالبان” وأنصارها، اليوم الثلثاء، بالاحتفال بمغادرة آخر الجنود الأميركيين أفغانستان الإثنين، فأطلقت العنان لأبواق السيارات في قندهار، واستعرض مقاتلو الحركة قواتهم الخاصة في مطار كابول، فيما رفعوا رايات الحركة في كل مكان، وسادت أجواء احتفالية بين عناصر الحركة المتشددة.

https://youtu.be/mhEiI0b2iX4

في العاصمة، تقدم المتحدث الرئيسي باسم “طالبان” ذبيح الله مجاهد مجموعة من المسؤولين على مدرج المطار، فيما ارتسمت على وجهه ابتسامة  عريضة.
وقال شخص اسمه عبد الله في شريط فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: “اليوم هو يوم استقلال الإمارة الإسلامية. نهنئ جميع الإخوة المسلمين والأمة الأفغانية”. وتابع: “نلوح بعلم النبي محمد”.

 

وكانت آثار الفوضى التي شهدها مطار كابول خلال عمليات الإجلاء ظاهرة جداً، إذ تناثرت رصاصات فارغة  قرب كل المداخل ونقلت صور لنفايات في كل مكان.
خلال الأيام الـ15 التي تلت سيطرة “طالبان” على العاصمة في 15 آب (أغسطس)، شهد محيط المطار تجمع حشود كبيرة في محاولة للصعود على متن رحلات الإجلاء التي نظّمتها الدول الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة.
وتغيّر أيضاً مزاج القادة الجدد لأفغانستان، إذ إن مقاتلي “طالبان” أبدوا فرحتهم عبر التسليم باليد على السائقين والركاب.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة دخول الوحدة العسكرية الخاصة لحركة “طالبان” المسماة “لواء بدري 313” حظائر القاعدة العسكرية في مطار كابول، وسيطرتها على مروحيات أميركية الصنع من طراز “شينوك” (CH-46E Sea Knight) تابعة للجناح الجوي لوزارة الخارجية الأميركية.
وليل أمس، أضاءت الألعاب النارية سماء كابول ومدن أخرى ابتهاجاً بما اعتبرته “طالبان” انتصاراً لها.
وانطلقت “طالبان” من قندهار عام 1996، قبل أن تغزو سريعاً بقية البلاد التي سيطرت عليها حتى عام 2001، عندما أطاحها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة.
وشهدت البلاد احتفالات متفرقة بخروج القوات الاميركية.
وتجمع نحو عشرة من الرجال والأطفال في الصندوق الخلفي لشاحنة خفيفة غنمتها “طالبان” من الشرطة الأفغانية السابقة. وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأشرطة فيديو تظهر مجموعات من الرجال يرقصون ويصفقون على صوت الموسيقى رغم أن الإسلاميين كانوا قد حظروها خلال فترة توليهم السلطة في التسعينات.
 انسحاب آخر عسكري أميركي
وكان الميجر جنرال كريس دوناهو قائد الفرقة 82 المحمولة آخر عسكري أميركي يستقل الرحلة الأخيرة من أفغانستان قبل دقيقة واحدة من حلول منتصف الليل الاثنين.
الصورة التُقطت بجهاز للرؤية الليلية من نافذة جانبية في طائرة النقل سي-17، وتَعرض بلونيها الأخضر والأسود صورة غائمة للجنرال وهو يتجه إلى الطائرة الرابضة على المدرج في مطار حامد كرزاي بكابول، وقد نشرتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بعد ساعات من إنهاء الولايات المتحدة وجودها العسكري الذي دام 20 عاما في أفغانستان.
ولأنها لحظة تاريخية، قد تحتل صورة رحيل دوناهو موقعا بجانب أخرى لجنرال سوفيتي كان يقود رتلا مدرعا عبر جسر الصداقة إلى أوزبكستان، حين انسحب الجيش الأحمر انسحابا نهائيا من أفغانستان في 1989.
وإتماما لعملية عسكرية أمكنها بمساعدة دول حليفة إجلاء 123 ألف مدنى من أفغانستان، رحلت آخر طائرة تحمل على متنها قوات أمريكية في جنح الليل.
وعلى الرغم من أنها صورة ثابتة، بدا دوناهو يتحرك بخفة بينما خلا وجهه من التعبيرات. كان يرتدي زيه القتالي كاملا، ويضع نظارة للرؤية الليلية فوق خوذته، ويتدلى سلاحه من يده بجانبه. كان عليه أن يترك أفغانستان وراءه في نهاية المطاف وأن يصل لبر الأمان.
على النقيض، ظهر الجنرال بوريس جورموف، قائد الجيش الأربعين للاتحاد السوفيتي في أفغانستان، في الصور وهو يسير متأبطا ذراع ابنه على الجسر الممتد فوق نهر آمو داريا حاملا باقة من الزهور الحمراء والبيضاء.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button