هيبة الدولة و«الحق في السكوت»
بقلم: أحمد الصراق

النشرة الدولية –

قام شيخ قبيلة قبل سنوات، وربما كان يعمل موظفا في الحكومة حينها، بإطلاق تسمية او لقب «أمير» على نفسه، بحيث أصبح يخاطب بأمير القبيلة الفلانية!

مرت الأيام والشهور ولم يتعرض له أحد ولا حتى بملاحظة، فتبعه في ذلك غالبية شيوخ القبائل، وأصبحت التسمية خلال فترة قصيرة تقليدا، وخاصة من بعض المتعصبين القبليين.

مع تغير المزاج العام ووصول نواب «أصوليين» للبرلمان، بدأ البعض منهم يغير ويبدل في نص القسم المطلوب من كل نائب النطق به أمام الأمير وبقية أعضاء المجلس، بعد انتخاباتهم مباشرة، وفي أول جلسة، والذي لا تصح نيابة النائب عن الأمة من دونه.

ومرت الأيام والسنون ولم يلفت أحد نظر ذلك النائب أو غيره لعدم دستورية، أو صحة العبث بنص القسم، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، فقام آخرون بالتمادي في الأمر وتقليده، ولا أدري ما حكم ذلك عند من بيده الأمر.

كما رفض أكثر من مدير مدرسة ونائب، وفي عشرات المناسبات، الوقوف للنشيد الوطني أو/واحترام مراسيم رفع علم الدولة، لأنهم ربما يعتقدون أن معزوفة موسيقية أو قطعة قماش لا تستحق الاحترام، وبقوا جالسين في أماكنهم، علما بأن المذكرة التفسيرية للدستور، تقدم شرحا للمادة الخامسة منه، ومدى أهمية رمزيته!

وبما أن لا أحد اعترض على تصرف هؤلاء وعدم احترامهم للرمز الوطني، فقد تبعهم آخرون في ذلك.

قد يتعلل البعض بأن القسم والعلم والسلام الوطني أمور جاهلية وليست من الدين، وهذا قد يكون صحيحا، ولكن هل من الدين التوسط لابن القبيلة أو الطائفة حتى لو كان متهما بجريمة جنسية خطيرة؟

كيف يمكن تبرير الدخول في انتخابات قبلية مجرمة بحكم القانون، الذي أقسم هؤلاء على احترامه والعمل به؟

لماذا يصرون ويحللون التمسك بعصبيات معينة، ويلجأون لواسطات غير مشروعة، ثم يرفضون الوقوف للسلام الوطني بحجج دينية؟

السلام الوطني ليس لعبة لكي يتم التصرف إزاءه بهذه الخفة، بل كلمات حماسية مع مقطوعة موسيقية تثير وتمدح تاريخ البلاد وتقاليدها ونضالات شعبها، ومعترف بها من الدولة كنشيد وطني رسمي، ويستحضر مدائح تاريخ وتقاليد الأمة. وعدم الاعتراف بالسلام أو النشيد الوطني هو اعتراض على أحد رموز الدولة التي نستظل جميعا بخيراتها.

الخلاصة: من حق الجهات المعنية السكوت عن تصرفات بعض النواب، وآخرهم فايز غنام الجمهور، في عدم الوقوف، احتراما للسلام الوطني، مع بقية الحضور، ولكن هذا «الحق في السكوت» يجب أن يشمل الكل، وليس فقط عددا من النواب!

ملاحظة: قام بالأمس مسؤول في دولة خليجية بالطلب من الجالسين في الصفوف الأمامية مغادرة الاحتفالية المقامة على شرفه، لأنهم لم ينهضوا عند عزف السلام الوطني للدولة.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button