الولايات المتحدة تتخلى عن “بنجشير” الوحيدة في مواجة طالبان وتعلن إنتهاء مهمتها
قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، خلال مؤمر صحفي عقده مساء الخميس: المهمة العسكرية للولايات المتحدة في أفغانستان انتهت”.
إلا أنه أكد في الوقت عينه أن بلاده تحتفظ بحقها في “شن ضربات لمكافحة الإرهاب من الخارج في حال استدعت الحاجة الرد على اي تهديدات قد تطال المصالح والأراضي الأميركية. وتابع موضحا “هذا ما نعتزم القيام به، لكن الأمر يختلف تماما عن تنفيذ مهمة عسكرية طويلة الأمد في أفغانستان”.
وجاء هذا الرد الأمريكي الرسمي على سؤال لأحد الصحفيين حول ما إذا كانت الولايات المتحدة عازمة مواصلة تقديم المساعدة إلى القوات المناهضة لحركة طالبان في إقليم بنجشير الأفغاني، بعد أن فشلنت مفاوضات طالبان مؤخرا في إخضاع هذا الإقليم من دون حرب لسلطتها، مما جدد القتال العنيف بين الطرفين خلال الساعات الماضية.
ويبدو أن “جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية” بقيادة زعيمها المحلي الشاب أحمد مسعود والتي تسيطر حتى الآن على إقليم وادي بنجشير، شمال شرق العاصمة الأفغانية كابل، رفضت الخضوع لمحادثات طالبان الضاغطة لتسليم الإقليم من دون حرب، مما تركها وحدها في مواجهة طالبان عسكريا، وقد وقعت خلال الساعات الماضية هجمات كثيفة متبادلة واشتبكات ضد عناصر الجانبين، فيما أكد كل من الجانبين أنه كبّد الجانب الآخر خسائر فادحة في الأرواح.
ففي حين قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد “بدأنا العمليات بعد فشل المفاوضات مع الجماعة المسلحة المحلية”. وتابع قائلا إن مقاتلي الحركة دخلوا بنجشير وسيطروا على بعض الأراضي، مؤكدا أن ” الأعداء تكبدوا خسائر فادحة”، بحسب تعبيره.
أكد متحدثا باسم جبهة المقاومة أن مقاتليه يسيطرون بالكامل على جميع الممرات والمداخل، وأنهم صدوا محاولات للسيطرة على منطقة شُتل عند مدخل الوادي.
كما أضاف ان قوات الجبهة قتلت أعدادا كبيرة من مقاتلي طالبان على جبهتين منذ اندلاع الاشتباكات أول مرة في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
يذكر أن بنجشير هي آخر منطقة أفغانية تقاوم حكم طالبان، حيث تعتبر معقل القيادي الشهير أحمد مسعود نجل نجل القائد أحمد شاه مسعود، أحد الشخصيات البارزة في المقاومة الأفغانية الذي تم اغتياله عام 2001.