رحيل المفكر والمناضل والقائد الوطني الفلسطيني الكويتي الدكتور شفيق ناظم الغبرا
توفى المناضل الفلسطيني الكويتي وأستاذ العلوم السياسيّة في جامعة الكويت، الدكتور شفيق ناظم الغبرا، 68 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، وهو الرجل الأكاديمي والمحلل السياسي الثائر.
ونعى محمود العالول ابو جهاد نائب رئيس حركة فتح المناضل والقائد الوطني الرحل شفيق الغبرا، وكتب على صفحته الشخصية على الفيسبوك، ” رحمة الله عليه. مؤلم جدا رحيله. وهو صديق ورفيق درب. ومناضل من نمط متميز. سيبقى ماثلا في الذاكرة. وفي سيرة البطولة والعطاء ”
المرحوم شفيق الغبرا، من أصول فلسطينية، ويحمل الجنسية الكويتية وهو ابن الطبيب المرحوم ناظم شفيق عطا الله الغبرا، طبيب قلب كويتي من أصل فلسطيني. ولد في حيفا بفلسطين، وتوفي في الكويت.
وقد تعايش المرحوم شفيق وعائلته، صعوبات الشتات عندما فرت عائلته الفلسطينية إلى مصر بعد نكبة 1948 وانتقلت لاحقًا إلى الكويت. كما عرف الكفاح العسكري كمقاتل ضمن صفوف حركة فتح، وشغل مناصب إدارية كمؤسس وأول رئيس للجامعة الأميركية في الكويت. لكنه اختار، في نهاية المطاف، التدريس والبحث.
التحق المناضل المرحوم شفيق الغبرا عقب تخرجه من جامعة جورج تاون الاميركية، كمقاتل ب “السرية الطلابية” التابعة لحركة فتح أوائل السبعينات، وانطلق من جنوب لبنان، ليبدأ بعدها أولى خطواته في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
إنّ تجربة الغبرا النضالية جعلته جريئاً في أطروحاته السياسية والأكاديمية، مع الكثير من التواضع “لأن التجربة القتالية جعلته يستصغر أي أمر أقل من الموت.
الدكتور شفيق الغبرا، اصدر سلسلة من المؤلفات والكتب، كان أبرزها كتابة بعنوان «حياة غير آمنة: جيل الأحلام والإخفاقات» (بيروت: دار الساقي، 2011).
وهذا الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية مفصّلة تستعيد أبرز محطات حياته منذ ولادته في الكويت سنة 1953 لأسرة حيفاوية (أصلها من دمشق) هاجرت جراء النكبة إلى مصر، ثم هاجر والده الطبيب إلى الكويت وعاش فيها منذ ذلك الوقت، وأصبح كويتي الجنسية، لكنه ظل فلسطيني الهوى والانتماء.
يروي شفيق الغبرا في سيرته هذه كيف التحق بحركة فتح، وهو القادم من جامعة جورجتاون في الولايات المتحدة الأميركية، وكيف خضع لدورة عسكرية في بلدة مصياف بسورية، وكيف ترك أميركا بصورة نهائية وجاء إلى لبنان ليلتحق مباشرة بالعمل العسكري وليس بالعمل الإعلامي أو الدبلوماسي أو السياسي. فقد تزامن وصوله إلى بيروت مع اغتيال معروف سعد في صيدا سنة 1975، ثم اندلعت الحرب الأهلية، ووجد الكاتب نفسه في معمعان المعارك فانخرط فيها. ثم يسرد قصة «السرية الطلابية» التي أُسست بُعيد أحداث أيار 1973، وتحول اسمها إلى «الكتيبة الطلابية» ثم إلى «كتيبة الجرمق»، والتي قاتل عناصرها في معركة الطبية في بيروت (كلية الطب التابعة للجامعة اليسوعية والواقعة في إحدى نقاط طريق الشام)، ودافعوا عن حي البرجاوي، وقاتلوا بشهامة في مرتفعات صنين وتلال العرقوب، وشاركوا في التصدي للإسرائيليين وجماعة سعد حداد في جبال البطم وتلة مسعود وتلة شلعبون… وغيرها من المواقع الملتهبة.
د. شفيق الغبرا
أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة الكويت منذ العام 1987. كاتب ومحلل له إسهامات فكريّة حول الدولة والمجتمع وحول التغير السياسي والاجتماعي في الدول العربية والخليجية. شغل منصب الرئيس المؤسس للجامعة الأميركية في الكويت (2003 – 2006) ؛ مدير المركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة الكويت (2002 – 2003)؛ مدير المكتب الإعلامي الكويتي في واشنطن العاصمة (1998- 2002)؛ رئيس تحرير مجلة العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت 1996 -1999. لديه سبعة كتب وعشرات البحوث. صدر له عن “دار آفاق” الكويت(2010) نسخة مطورة من كتابه الكويت: دراسة في آليات الدولة والسلطة والمجتمع. وصدر له عن” الساقي” في بيروت 2012 “حياة غير آمنة: جيل الأحلام والإخفاقات”.