بين تشكيل الحكومة العتيدة والسيارة مش عم تمشي… وإبداع الشباب اللبناني
النشرة الدولية – أماني نشابة –
الأوركسترا التي كانت على متن سفينة تايتنك استمرت في العزف أطول مدة ممكنة، حتى غرقت السفينة في المحيط الأطلسي عام 1912، في محاولة لمساعدة الركاب على الهدوء وسط الهلاك الوشيك الذي أودى بحياة كل الموسيقيين في نهاية الأمر لبنان هو تايتنك من دون الأوركسترا.
اللبنانيون في حالة إنكار تام وهم يغرقون، ولا توجد حتى موسيقى لبنان سيغرق مثل سفينة تيتانيك إذا لم تتألف حكومة ويشهد أزمة مالية طاحنة تشكل أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990 ورغم أن السفينة غرقت منذ أكثر من 100 عام، لكن حطامها هو الأكثر شهرة بين السفن في كل العصور.
هكذا الاقتصاد اللبناني الذي يترنح بخطى سريعة نحو الهاوية، بسبب عدم تشكيل الحكومة التي ما زالت تراوح مكانها، ومن قبل الرئيس المكلف سعد الحريري، ومن بعده الرئيس نجيب ميقاتي، الذي كان صرح مكتبه، أن البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة في لبنان إلى بازار سياسي.
ملف تشكيل الحكومة العتيدة، وكلما اجتاز متر واحد من أمتاره الاخيرة، كُشفت اكثر فأكثر النيات المبيتة، وكأننا بتنا في “مثلث برمودا”، عندما توقفت الجاذبية وسقطت الحجج المكشوفة وغير المكشوفة … العين على إمكانية نجاحها واخراج الحكومة من هذا المثلث قبل ان تضيع فيه ونفقد معها الاتصال”، حسبما صرح أحد المصادر لصحيفة يومية مؤخراً، الذي يؤكد أنه “طالما لم يتوقف التفاوض بعد يعني ان هناك امل في أن تترتب الامور لأنه في النهاية ستتشكل الحكومة ولن يبقى البلد من دونها”.
هل المطلوب معجزة خارقة او الاستعانة بالجن والعوامل الخارقة للمساعدة بتشكيل الحكومة العتيدة، أم انتظار الغرق الوشيك.
الوضع اصبح كثير التعقد مع قطع الطرقات التي اصبحت بشكل يومي اصبحنا نعيشه.
الزمرة السياسية غائبة تماما عن المشهد الوطني، كلّ له جماعته، لا علاقة لهم بالوطن،
أحد النواب كان علّق على مسار تأليف الحكومة كاتبا: “الثلث يا ليلى يعاتبني ويقول لي سلم على ليلى”.
على جانب كل تلك الأخبار المتشائمة وإن تجاوزت نسبة العاطلين عن العمل تجاوزت بأكثر من 40% من سكان لبنان.
الا ان مصائب قوم عند قوماً فوائد
عامل مصري بإحدى محطات البنزين في منطقة انطلياس، وجد لنفسه عملاً على هامش الأزمة، فخلال دوامه يقوم بإبلاغ الزبائن عبر خدمة الواتساب عن وصول كميات البنزين ومواعيد فتح وإغلاق المحطة، كذلك يسير أمور زبائنه وزبائن المحطة المعتادين، حيث يؤمن لهم خروجا عن الطوابير، ودخولا إلى المحطة من مداخل أخرى مخصصة لهم، ولقاء هذه “الخدمات” يتقاضى هشام مبالغ رمزية وخارج الدوام فقد وجد هشام سبيلاً إضافياً آخر، بات يعمل (كمنتظر في الطوابير) عوضا عن زبائن يمنعهم ضيق وقتهم، أو وضعهم الصحي، من الانتظار الطويل في طوابير المحروقات الطويلة، وعليه يقوم هشام باستلام سياراتهم منهم مقابل بدل مالي والانتظار فيها بالطوابير لتزويدها بمادة البنزين.هنا وجد لنفسه عملاً بعد سنتين من البطالة، يقوم على أزمة المحروقات، وربما سينتهي مع انتهائها.
حنا مهمة حفظ الأمن وتسيير عمل محطة وقود دون مشاكل، إضافة إلى منع أي اعتداء على المحطة. ساعدته بنيته جسديا القوية من جهة، وعلاقاته في المنطقة والشارع الذي تقع فيه محطة البنزين، الكل يعرفه ويتفادى أي إشكال معه،هو ليس شبّيحا ولا بلطجياً، الأمن بات سلعة مطلوبة في هذه الأوقات كما هي حال شركات الأمن او رجال الحماية”.
الصبية جوان
صبية اسمها جوان، منذ بدأت الأزمة ارتفعت أسعار العطور ومساحيق مكافحة التعرق… دفعها الى البحث عن بدائل أوفر، تكون صحية في الوقت نفسه، حيث تعلّمت خلال فترة الحجر الصحي إنتاج مساحيق منع التعرق (ديو درنت) بمكونات طبيعية وعضوية تمنح النتيجة المرجوة بعطور طبيعية ودون إضافات كيميائية إضافة لتوفير الكلفة، هو الأمر المهم إذ تبيع جوان منتجاتها بنصف تكلفة المنتجات المستوردة.
رانيا
رانيا تعلمت كيفية صناعة الصابون، ومع ارتفاع اسعاره حاله في ذلك مثل حال كل السلع، خصوصاً المستوردة منها، قررت رانيا أن تصنع الصابون البلدي لمنزلها وعائلتها، وبعد نجاح تجربتها بدأت بتلبية حاجات بعض الجيران والأصدقاء، لتنتقل بعدها إلى مواد التنظيف.
رشا تبيع “أونلاين”
بعدما تخلى الكثير من اللبنانيين عن مصالحهم وإغلاق محالهم التجارية لارتفاع الإيجارات وانخفاض البيع، الكثيرون وجدوا الحل في افتتاح متاجر إلكترونية، لا تتطلب منهم بدلات مالية كبيرة لتسويق بضائعهم.
رشا تبيع الملابس التي كانت تعرضها للبيع في محلها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولاقت إقبالاً أكبر مما كان في محلها، مع تكاليف أقل بكثير.
هكذا شعب اللبناني يقاوم مع كل الازمات وبإستطاعته الإستفادة من اي الازمة