حكومة المناصب الشاغرة
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
وضع غير صحي تعيشه مؤسسات واجهزة الدولة معظمها إن لم يكن جميعها، بعد ارتفاع عدد المناصب الشاغرة بشكل كبير، فسبق ان نوهنا الى ضرورة تسكين هذه المناصب، بينما لا تزال مراكز قيادية عديدة بلا قياديين بالاصالة وتدار بالانابة!.
ولا يخفى على احد سلبيات هذه الشواغر، حيث قد تواجه القرارات وعجلة العمل سيناريوهين اثنين، فاما ان يكون العمل مجمدا بسبب ان المكلف بالمنصب يخشى اتخاذ قرار ما، وإما ان تصدر القرارات الارتجالية وبلا خشية من رقابة ومحاسبة، خاصة عندما يعلم المكلف بالمنصب انه باقٍ لمدة محدودة فقط! ولكن في احسن الاحوال وان كنا محظوظين فيكون المكلف صاحب قرار ايجابي.
بالتالي وللخروج من دوامة تجميد العمل، وتعثر عجلة التنمية، المغرزة، اكثر من ذلك، فمن باب اولى تسكين هذه المناصب بقيادات اكفاء، فليس مقبولا اليوم ان نمر بازمة قبول في مؤسسات التعليم العالي وكل من مدير الجامعة، مدير التطبيقي، امين عام مجلس الجامعات الخاصة مكلفون وليسوا قياديين بالاصالة، كذلك غير مقبول ابدا ان نعيش ازمة مالية وعجز ملياري، ان صدقت ارقام الحكومة، وقياديي وزارة المالية جميعهم بالتكليف، ويمكن قياس هذه الامثلة على كل مراكز ومؤسسات الدولة!.
ولكن ما يهم اكثر من تسكين الشواغر، هو اختيار الكفاءات الفعلية، ذوي الخبرة والمهارة، اصحاب القدرة على التغيير والانجاز والابداع، دون محسوبية، ولا بسبب الصدفة الجينية التي تمنح البعض اسماء اخيرة يظن اصحابها انهم مميزون عن سواهم، وبلا تكرار لذات الاسماء التي جربناها ولم تجدِ نفعا وظلت تكرر ذات الاخطاء السابقة.
ويؤسفني هنا ان اشير الى خبر صحافي نشر منذ ايام، تحدث عن رسوب ٤٠ مرشحا في اختبارات اختيار القياديين، فإن كانت هذه خياراتكم، لا طبنا ولا غدا الشر.. خاصة ان المعلومات تشير ان اختبار القياديين يقيس الحدود الدنيا لمهارات المرشح في اللغة، وادارة الازمة والمهارة المالية وغيرها!.