قبل أسابيع قليلة من بدء العام الدراسي … لقاح “فايزر” لأطفال لبنان ما فوق 12 عامًا
النشرة الدولية –
لبنان 24 – نوال الأشقر –
قبل أسابيع قليلة من بدء العام الدراسي في لبنان، قررت “اللجنة العلميّة والفنيّة للسماح بالإستخدام الطارىء للقاحات في وزارة الصحة”، إعطاءَ لقاح Pfizer-BioNTech للأطفال من 12 إلى 15 عامًا. بناءً عليه، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، عن البدء بإرسال دعوات لقاح فايزر للطلاب مواليد 2005-2010 الذين تسجّلوا على المنصّة. لماذا هذه الفئة دون سواها؟ وهل يرتبط التوقيت بالعام الدراسي؟ وما سبب اختيار فايزر؟
حيثيات القرار علميّة بحثة، يقول عضو اللجنة العلمية، مدير “المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء والماء في لبنان” الدكتور نزيه بو شاهين، فاللجنة قيّمت التجارب التي أجرتها شركة فايزر على 2200 طفل، ترواحت أعمارهم بين 12 و 15 عامًا، بحيث أظهرت أنّ اللقاح فعالٌ بنسبة 100% في الوقاية من كوفيد 19 لدى هذه الفئة العمرية، وحماية 100% من دخول المستشفى عند الإصابة. في دراستها للأعراض الجانبية، تبيّن للجنة أّنّها تراوحت بين الألم العضلي والحمّى وأعراض أخرى خفيفة.
أضاف بو شاهين ” أمر آخر يدفع باتجاه تلقيح الأطفال، كونهم مصدر للعدوى للأشخاص الآخرين في المنزل، لاسيّما للذين لم يتلقّوا اللقاح، وعندما تكون كميّة الفيروس كبيرة يحتاجون لدخول المستشفى، من هنا اتُخذ القرار بتطعيم الأطفال من 12 وما فوق”.
قبل لبنان، يلفت بو شاهين، إلى أنّ الولايات المتحدة بدأت تلقيح الأطفال من 12 عامًا وما فوق، بعدما منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) ترخيصًا للاستخدام الطارئ للقاح Pfizer لهذه الفئة العمرية، انطلاقًا من خلاصة توصّلت إليها بأنّ اللقاح فعالٌ على هذه الفئة العمرية، وأنّ الفوائد تفوق المخاطر المحتملة للفيروس. كما تبنّى تلقيح هذه الفئة العمرية الإتحاد الأوروبي واستراليا والأردن ومعظم الدول الإسكندنافية.
الدكتور بو شاهين وفي حديث لـ “لبنان 24” إشار إلى أنّ الفيروس بدأ يصيب الفئات العمرية الشبابية وطلاب المدارس عبر العالم، كما أنّ أكثرية المصابين الذين احتاجوا للمستشفيات في الآونة الأخيرة كانوا من الفئات الشبابية، من هنا أخذوا المبادرة في الولايات المتحدة الأميركية، وأعطوا اللقاح للمتطوعين والأطفال من عمر 12 وما فوق، ويعملون حاليًّا على تجربة اللقاحات على الأطفال من عمر 3 سنوات وما فوق.
أضاف بو شاهين “الأمور ذاهبة باتجاه أن يكون لقاح كورونا موسميًّا ضمن رزنامة اللقاحات كالجدري والحصبة والشلل وغيرهم، هذا ما تشير إليه كلّ الدلائل. كما صدرت توصيات باعطاء جرعة ثالثة من اللقاح المضاد لكورونا، للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ومناعية، وذلك بعد ثمانية أشهر من الجرعة الثانية. بحيث أثبتت الدراسات أنّ المناعة تنخفض بعد مرور ثمانية أشهر لدى هذه الفئات، وأنّ هناك حاجة لتحفيزها”.
لماذا إعطاء الأطفال من 12 عامًا وما فوق لقاح فايزر دون سواه؟
يجيب دكتور بو شاهين “لأنّ شركة فايزر قامت بتجارب على هذه الفئة العمرية تسلمنا ملفاتها العلمية ودرسناها، وهي الشركة الوحيدة التي استكملت الأبحاث والمتطلّبات العلمية حول هذه الفئات العمرية، ونالت موافقة وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) وإدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، وهما أعلى سلطتين علميتين في العالم. بالمقابل الشركات التي لا تقوم بتجارب، لا يمكن أن نعتمد لقاحها، شركة سينوفارم طلبت أن نعتمدها في تلقيح هذه الفئات، رفضنا لغياب الدراسات. بالتالي أيّ قرار نتخذه ليس اعتباطيًّا، بل بناءً على المعطيات العلمية”.
إذن الأطفال من 12 وما فوق مدعوون لتسجيل أسمائهم على منصّة impact، في السياق يوجّه بو شاهين دعوة للأهل للإقبال على تسجيل أولادهم ليدخلوا العام الدراسي ولو بالجرعة الأولى، خصوصًا أنّ عدد المسجلين لا زال خجولًا “في بداية حملات التلقيح، واجهنا مشكلة الإشاعات التي تنتشر بسرعة وتشوّش الذهن، بسببها لم يُقبل كبار السن على التطعيم، وعندما زالت هذه الحجج الواهية، واقتنعت الناس بأنها تعرضت للتضليل ارتفعت نسب التلقيح. اليوم أقول من خلالكم للأهالي لا تصغوا سوى لأهل العلم، أولادكم لديهم نظام تلقيح منذ الولادة، ضد الأمراض والفيروسات، وكورونا واحد من هذه الفيروسات، لا أكثر ولا أقل، وعندما يتم إدخاله بروزنامة التلقيح من قبل المنظّمات العلميّة، يعني أنّ هناك سببًا علميًّا لحمايتهم، هذه ليست وجهة نظر بل حقائق ودلائل”.
هل من الممكن الإستغناء عن الكمامة في المدارس فيما لو تمّ تطعيم الطلاب؟
“بعد انتشار المتحور “دلتا” عادت منظمة الصحة العالمية وطلبت من الجميع ارتداء الكمامة، بمن فيهم من أخذوا اللقاح، وأوصت بالتباعد الإجتماعي، خصوصًا أنّ التطعيم لم يشمل الجميع. كما تبيّن أنّ سبب تحوّر الفيروس عائد إلى الفئات التي لم تحصل على اللقاح”.
عدّاد كورونا عاد ليسجّل أرقامًا مرتفعة في لبنان، مستهدفًا الفئات الشابة، كما أنّه يتزامن مع موسم أمراض الرشح والانفلونزا، الشبيهة في أعراضها بأعراض المتحوّر دلتا، والتصدّي للموجة المقبلة في الخريف، دونه صعوبات جمّة، في ظلّ إنهاك الطواقم الطبيّة والتمريضيّة، والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبيّة في الصيدليات والمستشفيات. بالمقابل اللقاح مؤمّن، وهو أوفر وأذكى وسيلة للوقاية وفق مقاربة د. بو شاهين.