الغاز واستجرار الكهرباء إلى لبنان ..معادلة أميركية جديدة تجاه سوريا

النشرة الدولية –

لبنان 24 – هتاف دهام –

لطالما تحكمت سياسة المحاور الاقليمية والدولية بالأزمات اللبنانية وبإيجاد الحلول لها متى تحين الظروف. والمشهد الراهن تجاه ما يتصل بباخرة الوقود الإيرانية والغاز المصري واستجرار الكهرباء من الاردن، أشبه بشد حبال ايرانية أميركية، علما أن حلفاء طهران في لبنان يظنون أن المعادلة الجديدة التي فرضها الأمين العام لحزب الله السيد حسن الله ( توزيد لبنان بالمازوت الايراني عبر سوريا) دفعت الادارة الاميركية الى تغيير سياستها تجاه لبنان وبالتالي التخفيف من حصارها، بيد أن  شخصيات سياسية ترى أن الخطوة الأميركية تأتي ضمن مخطط يطال دول المتوسط.

في  اذار الماضي دخل حيز التنفيذ منتدى غاز شرق المتوسط الذي جرى تأسيسه في القاهرة عام 2019 والذي يضم إلى مصر، إيطاليا، واليونان، وقبرص، والأردن، وإسرائيل، وفلسطين المحتلة. وانضمت هذا العام فرنسا للمنتدى بصفة عضو والولايات المتحدة بصفة مراقب، بعدما كانت الامارات  انضمت بصفة مراقب في العام 2020.

بحسب مصدر سياسي مطلع على الأجواء الاميركية، فإن الولايات المتحدة الاميركية التي تعطي حيزا كبيرا لثروة الغاز يهمها سيطرة حلفائها على قنوات التوزيع والاسواق وتدفع بالاتحاد الاوروبي الى تنويع مصادره بهدف انهاء اعتماده على الغاز الروسي، علما ان المنتدى الذي عزل تركيا كي لا تكون جزءاً من مشاريع إستخراج وتوزيع الغاز، يسعى  الى ضم سوريا اليه، بيد ان دمشق لن تنضم الى منتدى تشارك فيه اسرائيل.

إن التعاطي الاميركي مع استجرار الكهرباء من الاردن والغاز من مصر الى لبنان عبر سوريا  وغض الطرف عن “قانون قيصر “يحمل تساؤلات كثيرة عن توقيت الخطوة الاميركية التي لا  تزال دونها عقبات كثيرة، فإدارة الرئيس جو بايدن خلطت الاوراق في المنطقة، لجهة الاهتمام الاستثنائي بمصر والاردن وسعيها للاعتماد على محور عمان-  القاهرة- تل ابيب بهدف تحقيق ما يسمى بالسلام في المنطقة.

وبانتظار وقائع اجتماع اليوم في الاردن الذي يضم وزراء الطاقة في لبنان ومصر والاردن وسوريا للبحث في نقل الغاز المصري واستجرار الكهرباء  الاردنية عبر سوريا الى لبنان، فإن المعلومات تشير إلى أن البحث سوق يتناول النواحي التقنية لجهة جهوزية البنى التحتية  والاتفاقيات الموقعة سابقا  عطفا على الكلفة المالية،خاصة وان كلفة إصلاح خط الكهرباء الذي يربط بين الأردن وسوريا وصولا إلى لبنان، تتجاوز 12 مليار ليرة سورية بحسب  وزير الكهرباء السوري، غسان الزامل، فضلا عن ان تنفيذ أعمال التأهيل والصيانة تحتاج ما بين 2-4 أشهر من لحظة بدء العمل الفعلي لأعمال إعادة التأهيل.

وتجدر الإشارة إلى أن مشروع الربط الكهربائي كان يهدف إلى ربط الشبكات الكهربائية في كل من الأردن ومصر وسوريا وليبيا ولبنان ومنه الربط الكهربائي الأردني– المصري- اللبناني- السوري- الليبي حيث تم تجديد عقد تبادل الطاقة الكهربائية ما بين الجانبين الأردني- المصري عام 2012.

ان التطور في الموقف الاميركي لا يكمن فقط في انتشال لبنان من أزمته الكهربائية،  فما تقدم من سرد للوقائع يشي، بحسب المصادر، أن هناك تطلعا أميركيا  نحو انضمام سوريا الى”المنتدى”، فالمعادلة الاميركية تجاه سوريا ليست النفط مقابل الغذاء، انما الغاز مقابل النظام،  وهذا يعني ان لبنان مجددا ليس بيت القصيد، فهو  أداة بيد القوى الإقليمية المتصارعة وهناك محاولات حثيثة لابعاد سوريا عن إيران بطرق مختلفة.

وفي خضم كل ذلك، يمكن القول إن  لبنان دخل لعبة خطوط الغاز العربية عبر الحلبة السورية. وهناك من يرغب، بإعادة تلزيمه مجددا الى سوريا على حساب إيران بعدما كان الرئيس السوري بشار الاسد قد أوكل دوره في السنوات الماضية إلى السيد نصر الله، مع الاشارة  الى أن بعض مكونات 8 آذار بدأ منذ أشهر  العودة بالعلاقة مع سوريا الى ما كانت عليه قبل العام 2005  وان كان يحاول ان يوازن في خطابه ومواقفه بين إيران من جهة والدول العربية والخليجية من جهة اخرى، وربما تحمل الزيارة الدرزية الى الرئيس بشار الاسد أبعادا لبنانية وسورية (السويداء)، ورسائل الى الحلفاء والخصوم معاً، وكل ذلك معطوف على إشارات تصدر عن أجواء دبلوماسية وشخصيات سياسية مفادها أن مرجعية 8 آذار لم تعد في حارة حريك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button