قراءة في المجموعة القصصية “عابر أحلام” للكاتب سامر المعاني

النشرة الدولية –

مجلة برس بار تو  – رولا العمري –

عابرا غير مقيم، يقتنص المشهد من هنا وهناك، يخاطب العقل تارة و الروح والقلب تارة أخرى، وما بينهما سافر الحرف في رحلة حلم، ربما كان حلم متكرر، وربما واقع عاشته الشخوص بين الحقيقة والخيال.

كتاب عابر أحلام للقاص والأديب سامر المعاني احتوى على عدة محطات من الحياة، منها ما جاء على هيئة قصة ومضة، ومنها قصص قصيرة اقترب القاص فيها من قلوب الكثيرين وعبر عن مشاعر دفينة ربما قد امتلكها في زمن مضى، وربما لا تزال للآن تزود مخيلته بالكثير من الصور التي غذت قصصه.

تناول المعاني في قصصه الواقعية تارة؛ و الخيال والشاعرية تارة أخرى، وفي بعض النصوص أخذ القارئ معه في رحلة مشوقة لتدهشة الخاتمة و يقتنص المشهد ويرسمه باحتراف لتقدم لنا لوحات أقل ما يقال فيها أنها متعددة القراءات والتأويلات و المشاعر المختلطة التي وضعها الكاتب في جل نصوصه ليتسنى لنا قراءة القصص من عدة جوانب و عدة رؤى لتستفز المخيلة ليعيد المتلقي القراءة بلا ملل بل يحاول أن يكتشف في كل مرة شعاعا جديدا يزيد النصوص عمقا وإضاءة.

“اكتسى السبات ، تقلُّب الآلام والحمى لعلّ يكون في درك الأحلام مِن غيث

على أغنية الرجاء، شاهد بأن السماء ترسل سحابة ماطرة باردة تزيل البأس من جسده , ويعود من رحلة الشفاء إلى ظل الياسمين عبر أسفارِ الشباب”

جملة تختصر مشهد الانتظار والخيبة والألم، شخص يأس من واقعه الاجوف مرتجيا من الأحلام أن تنصف واقعه، برع الكاتب في الاسترسال في رسم الخيال، و دمج عناصر الطبيعة مع ما يخالج المرء من مشاعر ببراعة، جعل المطر يغسل الروح قبل الجسد ورسم الأمل بعطر الياسمين وعودة ولا عودة من أسفار الزمن الغائب حين يصبح اللقاء معجزة و الموت يهدد الحلم في كل غفوة.

تطرق الكاتب للعديد من القضايا المجتمعية وأبرزها المحسوبية و قصصا تناولت العديد من الجوانب السلبية في المجتمع والتي عبرت عن بعض الاوبئة الإجتماعية، كتجارة المخدرات.

حيث تتطاول أيديهم و تزداد ثروتهم بدون “من أين لك هذا”

عابر أحلام كتاب قصص قصيرة وومضات تعدد في الطرح و غنى في المحتوى حيث ذهبت بالقارئ نحو العديد من المحطات التي ربما لمسنا بعضها في حياتنا أو حياة من نعرف و أخذتنا إلى أبعد ما يمكن للحلم أن يسافر، كانت بذلك تذكرة سفر مجانية قطعها لنا الكاتب لنتجول في حلمه الذي كان للخيال نصيبا منه و وقْع صداه تردد في واقعنا حقيقة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى