مهرجان الأمل السينمائي الدولي بالسويد يهتم بسينما المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة
النشرة الدولية –
اختارت إدارة مهرجان الأمل السينمائي الدولي في دورته التأسيسية المقرّر إقامته في الفترة الممتدة بين العاشر وحتى الثالث عشر من سبتمبر الجاري بالعاصمة السويدية ستوكهولم، مجموعة من الأفلام تتمحور حول قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسلّط الضوء على واحدة من الإعاقات وكيفية التعامل الصحيح معها.
وتشارك البحرين ضمن المهرجان عبر فيلم “جلباب” للمخرج جان البلوشي ويتناول رجلا أصم محبا للحياة والناس وابنته التي تروي قصته طوال الأحداث، من خلال تنكّره في جلباب إحدى الشخصيات الكرتونية، ممّا يجعله مقصدا للجميع في توثيق اللحظة بالصور، ويعطيه مساحة لمعرفة الناس عن قرب بعيدا عن إعاقته.
وفيلم “الهدف” للمخرج العماني محمد الدروشي، والذي يتناول فيه قصة نجاح أحد اللاعبين فاقدي البصر ودأبه لتحقيق حلمه، و”إناس” للمخرج الجزائري جميل باشا وتدور قصته حول فتاة تعاني من إعاقة حركية وتدرس في مدرسة ابتدائية يتم تهميشها فيها، حتى تجد من يقف إلى جانبها ويجعلها فاعلة كغيرها، وأيضا فيلم “ثري صم” للمخرج اللبناني أحمد زراكت الذي يتناول استغلال شاب لأخته العمياء في التقرّب لأحد الأشخاص.
كذلك يعرض الفيلم التونسي “6:19” للمخرجة بثينة علولو ويدور حول الاكتئاب الذي يظلّل عائلة فقد أحد أفرادها القدرة على الحركة نتيجة حادث يتعرّض له، ويتدخّل طبيب لمساعدته فتنكشف الكثير من الأسرار. والفيلم السوري “فوتوغراف” للمخرج مهند كلثوم والذي يطرح من خلاله ويلات الحرب التي تعرّض لها السوريون وفقد بعض الأطفال لبصرهم، إلاّ أن دورهم تجاه عائلاتهم يدفعهم لعدم الاستسلام للواقع، فيضطرون لترك الدراسة والعمل لمساعدة عائلاتهم في تأمين قوت يومهم، كما يطرح انعكاسات الحرب وصراع الإنسان على البقاء.
والفيلم الذي حصد العديد من الجوائز كتبت له السيناريو بثينة نعيسة، وهو من بطولة كل من سليمان الأحمد وغالب شندوبة وجمال العلي وعتاب أبوسعدة.
المهرجان اختار في دورته التأسيسية مجموعة من الأفلام التي تسلط الضوء على واحدة من الإعاقات وكيفية التعامل معها
أما الفيلم المصري “عابد” للمخرج مدحت عبدالله فيدور حول رجل تعرّض للتنمر المستمر طوال حياته، ممّا يدفعه إلى عدم تقبل نفسه وتقبل عيوبه، حتى أدرك أنه ليس معيبا والعيب الحقيقي لدى من يتنمرون عليه، وأخيرا الفيلم الإيراني “قصة حياتي” للمخرج حسين هوميونفار الذي يسرد قصة مهدي، المحارب القديم الذي لا تؤدّي إعاقته إلى منعه من التتويج بطلا آسيويا.
ويهتم المهرجان بسينما المرأة والطفل وسينما ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها، وتقام فعاليات دورته الأولى افتراضيا عبر شبكة الإنترنت وتحديدا من خلال المنصة الإلكترونية الرسمية للمهرجان، حيث أعلن مؤسّس ورئيس المهرجان الفنان اللبناني فادي اللوند أنه “سيتم عرض الأفلام المختارة بشكل أساسي في العاصمة السويدية ستوكهولم وعلى موقع المهرجان، وذلك بسبب الظروف الاستثنائية الحالية التي تمر بها البلاد وبقية العالم من جائحة كورونا”.
واختارت إدارة المهرجان أربعة وثلاثين فيلما من أربع وعشرين دولة عربية وغربية للمشاركة في مسابقتي الأفلام الروائية الطويلة والأفلام القصيرة، ووقع الاختيار على الفيلم البلجيكي “أنقذوا ساندرا” إخراج جان فيرهين وليان ويلار ليكون فيلم افتتاح الدورة الأولى، وهو من بطولة سيفين دو ريدر وداريا جانتورا.
وذكر مدير المهرجان المخرج العماني خالد الزدجالي أن المهرجان سيكرّم في دورته الحالية الفنانة المصرية إلهام شاهين، قائلا “سيكون التكريم بمثابة تتويج لأعمالها السينمائية المتميزة التي قدّمتها على مدى سنوات طويلة، وهي التي أثرت السينما المصرية والعربية بأدوارها المتنوعة والمختلفة”.
كما أعرب عن سعادته بحضور النجمة المصرية بجوار النجوم العرب والأجانب المشاركين في الدورة التأسيسية للمهرجان، وعلى رأسهم الفنانة اللبنانية كارول سماحة والممثلة والسيناريست والمخرجة الفرنسية برجيت ساي وغيرهم من الشخصيات السينمائية والإعلامية العالمية الذين سيضيف مرورهم على السجادة الحمراء بريقا للأيام.
وقال اللوند إن “حضور شاهين لمهرجان الأمل في دورته الأولى سيضيف قيمة فنية كبيرة للمهرجان، خاصة أن النجمة العربية ستكون أول من يفتح الستار على هذا المهرجان السينمائي الإنساني الفريد من نوعه في أوروبا ودول الشمال، والذي يحمل في جعبته الكثير من الأفلام التي تناقش قضايا تحمل معاني الإنسانية وغيرها من القضايا المهمة”.
وأكّدت ميرفت عمر المديرة الفنية للمهرجان أن المهرجان أصبح على قاب قوسين أو أدنى من الانطلاق وأن التحضيرات الفنية واللوجيستية والأفلام جاهزة للمشاركة والمنافسة على درع الأمل السينمائي، آملة أن يشكّل المهرجان علامة فارقة على خارطة المهرجانات السينمائية بأوروبا، وأن يحقّق كامل أهدافه الإنسانية التي أسّس من أجلها.