الشباب العرب يكشفون الكذبة الصهيونية ويُسقطوهم في أميركا
بقلم: صالح الراشد
تايم وارنر، نيوز كورب، سي بي سي، فياكوم، ديزني وكوماكاست، هذه هي أمبراطوريات الإعلام الأضخم في العالم، والتي تصنع الفكر المرغوب للدولة الأعظم حالياً، وهذه الدول الإعلامية داخل الدولة الأمريكية تُسخر جميع أذرعها والتي تزيد عن مئة مؤسسة إعلامية عملاقة لخدمة الكيان الصهيوني، وهمهم الأوحد تلميع صورة الإجرام الصهيوني وتحويله إلى بطولات على أوراق الصحف أو عبر الفضائيات وحتى في الأفلام السينمائية، فهذه المؤسسات يمتلكها يهود ويديرها يهود وتصنع مواد لخدمة اليهود في الكيان الغاصب لفلسطين، لذا فهي السلاح الأقوى لدى صهاينة العالم كونها تسيطر على فكر الشعب الأمريكي، وبالتالي تحصل على أمواله لدعم آخر معاقل الإستعمار والقهر في العالم.
وتركز هذه الامبراطوريات على السيطرة الشاملة على الإعلام، وصناعة قنوات تابعة لها في شتى دول العالم، على أن يكون لها دور في نشر الرسالة اليهودية الصهيونية في شتى بقاع الأرض، وأنهم شعب حضاري يدافع عن نفسه، وأن الباحثين عن حريتهم واستقلال وطنهم الفلسطيني مجرد مجموعات من المجرمين الخارجين عن القانون، ويستغل الصهيوني مئات الصحف والفضائيات والمجلات والافلام لتحسين صورته التي ظهر زيفها عند مواطني أكبر حليف لهم، ويواجه هذه الآلة الإعلامية الضخمة شباب عرب، يملكون المعرفة والتكنولوجيا وهدفهم إظهار الحقيقة للشعب الأمريكي، وعملت هذه الدول الإعلامية التي تتجاوز موازنتها موازات دول كبرى بإصرار منقطع النظير على خدمة الصهيونية لضمان غياب الفكر الأمريكي، ولإبقاء المواطن الأمريكي تحت سيطرة الحاجة لوجود كيان صهيوني يحتل أراض عربية، لتكون نتائج استطلاعات الرأي دوماً كارثية وتخلوا من المنطق كونها تأتي من فكر مُسيطر عليه بالكامل.
وحملت السنوات الأخيرة تغيير ملحوظ في الفكر الغربي، بفعل القوة العربية المتنامية في المجتمع الأمريكي وإيصالهم الرسائل الحقيقية عن الإحتلال الصهيوني، وبفضل قوة وسائل التواصل الإجتماعي التي أظهرت الصورة البشعة للصهيونية وأنه كيان غاصب مجرم، ليشكل شباب الأمة الذين درسوا في الخارج والمقيمين في بلاد الغربة رأس حربة البحث عن استقلال فلسطين وخير سفراء للقضية العربية، حين أظهروا الحقيقة الكاملة لوطن سليب وشعب مشرد وصهيوني محتل بفضل المال الأمريكي، ونجح شباب الأمة في استغلال مساحات الديموقراطية في الغرب ليغيروا وجهات النظر عند العديد من الأمريكيين، مما شكل صدمة للصهيونية العالمية وللكيان القابع في فلسطين، لتكون الإستطلاعات صادمة للقوة الإعلامية المرعبة والتي فشلت في مواجهة شباب أمنوا بقضيتهم وحقهم في الوجود، وبالتالي ستؤثر نتائج الإستطلاعات على علاقة واشنطن وتل الربيع المحتله في مراحل قادمة.
ففي آخر استطلاعات الرأي يجد ربع الشعب الأمريكي بأن الكيان الصهيوني دولة فصل عنصري، فيما “22%” يؤمنون بأن الكيان الصهيوني يرتكب إبادة جماعية لأبناء فلسطين المحتلة، وأن “34%” يعتبرون ان العنصرية الموجودة في الكيان الصهيونية تتشابه مع العنصرية المنتشرة في الولايات المتحدة، وهذه النتائج تُشير بشكل صارخ إلى تغيير في فهم المواطن الأمريكي لما يجري حوله في العالم، ويجعله يدرك أن حكوماته المتعاقبة تعتبر الأكذب والأكثر ضلالاً في تاريخ البشرية، كونها تقوم بتحوير الحقائق فتجعل القاتل شهيد والمقتول إرهابي، مما يعني ان الوضع في الولايات المتحدة سيتغير، وأن الدولة الأعظم إذا لم تغير سياستها وتنحاز للعدل ستفقد دورها بفعل الضغط الشعبي الداخلي والحروب الخارجية التي هُزمت في غالبيتها.
ووسط هذه التغيرات وعودة الأمريكين للحق يظهر الدور العربي المرتجف حد الموت في التقارب مع الكيان الصهيوني، وزيادة العلاقات التجارية والعسكرية على أمل أن يكون حليف صادق في حروب الردة القادمة، رغم ان الشعوب العربية ترفض هذا الكيان والعلاقات المُحرمة معه، والتي يقدسها عدد قليل من أصحاب المصالح الذين يحللون ما حرم الله، لكننا نعتقد ان هؤلاء سيُنبذون قريباً بعد أن ترتفع نسبة الكارهين للكيان الصهيوني في الولايات المتحدة وأوروبا، ليبقى بعض العرب آخر شركاء الصهيونية وحينها سيسقطون سوياً، وسينهض الأحرار من جديد بقوة جيل شاب آمن بقضيته واستغل شتى الوسائل لينتصر لها في زمن نكست الجيوش فيه اسلحتها.