العرب وكلُّ هذه التحديّات!!
بقلم: صالح القلاب
النشرة الدولية –
يتردّد دائماً، أو على الأقل في أغلب الأحيان، مصطلح الإعلام العربي وهذا كما تردّد في بدايات هذه الفوضى الهائلة مصطلح “الربيع العربي” وحقيقةً أن غالبية العرب وهذا إنْ ليس كلهم يتمنّون أن يكون هناك إعلاماً عربياً واحداً و”وظيفته” على الأقل القضايا القومية المشتركة التي لم تعد تقتصر على فلسطين كما كانت الأمور في فترات سابقة عندما كان هناك “نفساً قومياً” قبل أن يكون كل هذا أي التشظّي العربي ليس الإعلامي وفقط لا بل والسياسي والأمني والإقتصادي .. وكل شيء!!
لقد كانت هناك قضايا تستقطب إنْ ليس العرب كلهم فمعظمهم كقضية فلسطين وكقضية الجزائر والعديد من القضايا الأخرى التي لا يزال بعضها عالقاً رغم مرور كل هذه السنوات الطويلة أما الآن فقد أصبحت هناك قضية العراق وقضية سوريا وقضايا لبنان المتشابكة وقضية اليمن وهذا بالإضافة إلى القضايا الإجتماعية المتعددة وقضايا الأجيال الصاعدة التي تواجه معظم الدول العربية ثم و قد باتت هناك متطلبات القرن الحادي والعشرين الذي بات واضحاً أن متطلباته أكثر من كثيرة.
والمعروف هنا وعلى نحوٍ واضحٍ ولا لبس فيه إنّ التحدّي الإيراني بالنسبة لمعظم الدول العربية بات ينافس التحدي الإسرائيلي وإنّ إيران باتت تهيمن هيمنةً إلحاقيةً وإحتلاليةً على ستة دولٍ عربية هي وبكل وضوح وصراحة: العراق (بلاد الرافدين) وسوريا وبالطبع ولبنان واليمن وبعض الدول العربية الأفريقية ..ويبدو أنّ الحبل سيصبح على الجرّار إن لم تكن هناك وعلى المدى المنظور صحوةٌ فعلية!!
ثم فإنّ ما بات واضحاً ومعروفاً هو أنّ إيران هذه “الخمينية والخامنئية” قد اخترقت طائفياً والبعض يقول وقومياً، أيّ على أساسٍ “فارسيٍ”، نسيج العديد من الدول العربية وهذه مسألةٌ باتت واضحةً ومعروفةً وهكذا فإنه إن لم يتدارك العرب الأمور قبل فوات الأوان فإنّ هذا الوطن العربي سيعود إلى تلك المرحلة التي كان الفتى العربيُّ فيها غريب الوجه واليد.. واللسان”!!
وعليه فإن مما زاد هذه الأمور خطورةً فعليةً هي أنّ حتى القضية السورية قد أصبحت ليس في يد دولةٍ واحدةٍ هي إيران وإنما في يد روسيا وإسرائيل وتركيا وحيث إنّ هذا الذي جرى في درعا يدلُّ على كم أنّ القرار السوري باتت “تتناهشه” دولٌ متعددةٌ هي هذه الدول المشار إليها آنفاً وأنّ الأميركية هيلاري كلنتون قد قالت في كتابها المعروف: “الخيارات الصعبة” إن الإدارة الأميركية، بالطبع في عهد زوجها وعهدها قد بحثت عن زعيمٍ سنيٍّ وزعيمٍ شيعيٍّ للتفاهم معهما فكان الشيعي هوعلى خامنئي وكان السني هو رجب طيب أردوغان الذي أصبح زعيماً “إخوانياً” ولكن بعدما بات “الإخوان المسلمون” يتلاشون من صورة قوى وأحزاب هذه المنطقة لا بل من صورة العالم بأسره!!