المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أمين الصايغ: عبير الحكمة وبليغ الكلام
النشرة الدولية –
الثأئر –
عندما تدخُل إلى صومعةِ التُّقى وتُجالس شيخاً تزيّنَ بالورعِ والزُهد، أكرمَه اللهُ بنور العقل والهداية والمعرفة، فملأ قلبه بالمحبة، وتجمّلت روحه بالصفاء والنقاء والطهر، تستمِعُ إليه فتشعرُ وكأنك وُلِدت من جديد، في جِوارِ نفسٍ أنعمَ الله عليها بلُطفه، وأسكنَ فيها الرِضا والسعادة، وأشرق فيها الخير.
في حضرة المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الجليل أمين الصايغ، أطال الله مهلته وبقاءه وأمدّه بالعمر الطويل، ستجد كل هذا الكمِّ من غبطة اللقاء وجليل المعرفة والحكمة والثقافة، وأنت تستمعُ إليه وتستمتعُ بغزير العرفان وفَيض الفائدة وسِعَة الإطّلاع.
لدى سؤاله عن حاله بادرني بالقول: الحمد لله فكل زائل سهل. ثم تكلم عن هذه الأيام العصيبة على الوطن ، التي تبدو وكأنّ العُشبَ بات يطغى فيها على القمحِ، وأن الرذيلة عمّت وطغت في المجتمع، مستشهداً بكلام العقل الكلّي السيد المسيح عليه السلام: مَن تسهل عليه الذرّة لا يعفو عن الدُرّة. فالذي يقبل على نفسه بسرقة القليل سيسرق الكثير أيضاً.
ثم بكل رِضاً وسماحة محيّاه يقول: لا بد للظُلم أن يزول، وكل مُستبدٍّ سيزول أيضاً، فهذه سُنّة الحياة، وعدل الله قائم دائم، عظيمة هي نعمة التمييز بين الخير والشر، التي وهبها الله لخلقه، والعاقبة الحُسنة لِمَن اتّبع الهُدى والصِراط المستقيم، وسعى إلى الوحدة على الخير، ونبَذَ الفُرقة والخِصام، وتعالى عن الصغائر والغايات الرخيصة والمصالح الشخصية والآنية الدنية، وبذل جهده للخير العام.
هذا مقتطف صغير من حديثٍ، من القلب إلى القلب، دار خلال زيارتي إلى سماحة الشيخ الجليل أمين الصايغ، أردت مشاركته معكم لما فيه من جليل الحكمة وبليغ التعبير، في رسالة المحبة المفتوحة منه إلى الجميع.