طالبان تحاور الأمم المتحدة وتطالبها بالإعتراف الدولي ورفع قادتها من القائمة السوداء لمجلس الأمن

التقى وزير الداخلية في حكومة “طالبان”، الملا سراج الدين حقاني، الذي لا يزال اسمه على القائمة السوداء لمجلس الأمن، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن، جيليس ميتشود، والمبعوثة الأممية إلى أفغانستان ديبورا ليونز، وناقش معهما ملفات الوضع السائد في أفغانستان وأنشطة الأمم المتحدة في الوقت الراهن.

وقال الناطق باسم “طالبان”، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام، ذبيح الله مجاهد، اليوم الخميس، إنّ وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال طمأن المسؤول الأممي بشأن المساعدات الدولية، وتعهّد بالقضاء على كل التهديدات الأمنية المعوّقة لها، مشيداً بدور الأمم المتحدة في مساعدة الأفغان.

وطالب حقاني أيضاً الوفد الأممي بالاعتراف بحكومة “طالبان”، وإنهاء القائمة السوداء لقيادات الحركة، بالإضافة إلى رفع العقوبات على الحركة، موضحاً أنّ “العمل المشترك مع العالم يتطلب الاعتراف بحكومة طالبان كجهة رسمية، وبناء أجواء الثقة”.

وطلب حقاني رفع التجميد على الأموال، وتطبيق بنود اتفاق الدوحة، مشدداً على أن “طالبان” ملتزمة من طرفها بالاتفاق، وتوجّه رسالة إلى العالم مفادها أنها تريد علاقة احترام متبادل مع الجميع.

وأفاد البيان بأنّ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، أعرب عن ثقته واطمئنانه، وذكر أنّ الأمم المتحدة ستبذل جهوداً مضاعفة لإنهاء القائمة السوداء، ووعد بتقديم مساعدات في جوانب مختلفة، مشيراً إلى أن الأمن استتب مع تولي “طالبان” للحكم، وبدأت المساعدات تتجه إلى أفغانستان جواً وبراً، بعد أن كانت متوقفة لعشر سنوات.

كما أكد المسؤول الأممي أن العمل مع “طالبان” ينفي جميع الدعايات والشائعات التي روّجت ضد الحركة، التي ترسل رسائل إيجابية للعالم. كما عبر عن ثقة الأمم المتحدة بعزم “طالبان” مكافحة الفساد بقوة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قد قال، الأربعاء، إنّ أي إشارة إلى أنّ المنظمة الدولية يمكنها حلّ مشكلات أفغانستان “ضرب من الأوهام”، وإنّ قدرتها على التوسط من أجل تشكيل حكومة أكثر شمولاً محدودة.

وسئل غوتيريس، في مقابلة مع “رويترز”، بعد شهر من سيطرة حركة “طالبان” على أفغانستان، عمّا إذا كان يشعر بالضغط لمساعدة ذلك البلد في محنته، فقال: “أعتقد أن ثمة توقعات لا تستند إلى أساس” بأنّ الأمم المتحدة لديها تأثير كبير في الأوضاع، باعتبارها المنظمة الدولية الرئيسية التي لا تزال موجودة هناك.

وأرسلت دول عدة آلاف الجنود إلى أفغانستان، وأنفقت مبالغ طائلة على مدى 20 عاماً منذ أطاح غزو قادته الولايات المتحدة “طالبان”. وأنفقت الولايات المتحدة تريليون دولار سدىً، إذ انهارت الحكومة والجيش الأفغانيان اللذان دعمتهما واشنطن قبيل انسحاب كامل للقوات الأميركية وقوات الدول الأخرى في أغسطس/آب.

قال غوتيريس، قبيل التجمع السنوي لزعماء العالم في نيويورك الأسبوع المقبل: “من يظن، في ظل فشلهم في حلّ مشكلات أفغانستان، رغم كل هذه الموارد، أنّ بوسعنا الآن، ودون تلك القوات والأموال، حلّ المشكلات التي لم يتمكنوا من حلها خلال عقدين، فهو واهم”.

وأضاف أنّ الأمم المتحدة ستفعل كل ما في وسعها من أجل بلد “على شفا أزمة إنسانية كبيرة”، وقرر الحوار مع “طالبان” بغية مساعدة سكان أفغانستان البالغ عددهم 36 مليون نسمة.
وكان نصف سكان أفغانستان يعتمدون على المساعدات حتى قبل سيطرة “طالبان” على العاصمة كابول. ومن المتوقع أن يزداد ذلك العدد في ما يبدو بسبب الجفاف ونقص السلع الأساسية، وحذّر برنامج الأغذية العالمي من أنّ 14 مليوناً على شفا المجاعة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه يدعم الجهود الرامية إلى إقناع “طالبان” بتشكيل حكومة أكثر شمولاً مما كانت عليه قبل 20 عاماً. وأضاف أنّ الأمم المتحدة ليس لديها قدرة تذكر على الوساطة، وينبغي لها التركيز على “موقعها كمنظمة دولية موجودة هناك لدعم الشعب الأفغاني”.

وأضاف في هذا السياق: “لا تنتظروا المعجزات”، مشدداً على أنّ الأمم المتحدة قد تتحاور مع “طالبان”، لكن الحركة لن تقبل مطلقاً أن يكون للمنظمة دور في تشكيل حكومة أفغانية جديدة>

وذكر غوتيريس أنّ المساعدات الإنسانية يجب أن تستخدم أداة للمساعدة في إقناع “طالبان” باحترام الحقوق الأساسية، ومنها حقوق النساء والفتيات.
وتعهدت الحكومات بتقديم أكثر من 1.1 مليار دولار مساعدات هذا الأسبوع لأفغانستان وبرامج اللاجئين في البلدان المجاورة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى