وفاة الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة

أعلن التلفزيون الجزائري، الجمعة، عن وفاة الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، عن عمر يناهز الـ84 عاما.

 ولد بوتفليقة بمدينة وجدة المغربية، والتحق بعد نهاية دراسته الثانوية بصفوف جيش التحرير الوطني الجزائري وهو في 19 من عمره في عام 1956.

كان في سنّ الـ 26 عاماً أصغر وزير خارجيّة في العالم، ثمّ قائداً كثير الحركة في بلاده والعالم، وخطيباً مؤثّراً لا يظهر للعلن إلا ببزّة أنيقة، وانتهى عجوزاً صامتاً ومنعزلاً في قصره.

بدأ نشاطه السياسي بعد استقلال الجزائر في العام 1962، وتسلّم مناصب وزاريّة عدّة ومسؤوليّات في حزب جبهة التحرير الوطني. فقد كان وزيراً للشباب والرياضة والسياحة في أوّل حكومة للرئيس أحمد بن بلة.

بين 1962 و1979، كان وزيراً للخارجيّة في عهدي بن بلة وبومدين.

وتولى رئاسة الجزائر عام 1999 بعد قرابة عقدين قضاهما بعيدا عن الحكم في بلاده، ليصبح الرئيس العاشر للجزائر منذ التأسيس والسابع منذ استقلال البلاد عن فرنسا.

وفي أبريل 2004، فاز بوتفليقة بولاية ثانية بعد حملة انتخابية شرسة واجه خلالها رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، حيث حصل على 84.99 في المئة من أصوات الناخبين بينما لم يحصل بن فليس إلا على 6.42 في المئة.

وفي أبريل 2009، أعيد انتخاب عبد العزيز بوتفليقة لولاية ثالثة بأغلبية 90.24 في المئة، وجاء ذلك بعد تعديل دستوري سنة 2008 ألغى حصر الرئاسة في ولايتين فقط، ما لقي انتقادات واسعة، واعتبره معارضوه مؤشرا على نيته البقاء رئيسا مدى الحياة، وعلى تراجعه عن الإصلاح الديمقراطي.

وفاز بوتفليقة بعهدة رئاسية رابعة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية في أبريل 2014، حيث كشفت نتائج الانتخابات تفوقه بنسبة تصويت بلغت 81.53 في المائة.

كانت الانتخابات مقرّرة في 18 نيسان/أبريل 2019، وقرّر بوتفليقة إرجاءها تحت ضغط الشارع، إلى أجل غير محدّد، في انتظار تنفيذ إصلاحات، الأمر الذي اعتبره الجزائريّون تمديداً لولايته الرابعة، فواصلوا التظاهر ضدّه.

وفي 2 أبريل/نيسان 2019، أعلن بوتفليقة استقالته من رئاسة الجزائر، بعد أشهر من احتجاجات واسعة على توليه فترة رئاسية خامسة.

كنّ الجيش، العمود الفقري للنظام، تخلّى عنه تحت ضغط حركة احتجاجيّة غير مسبوقة عمّت البلاد ورفضت ترشّح بوتفليقة لولاية خامسة بسبب مرضه الذي كان أقعده وأبعده عن الحياة العامة.

وكان أصيب قبل ستّ سنوات بجلطة في الدماغ أقعدته على كرسي متحرّك، وبات شبه عاجز عن الكلام.

بعد ستّة أسابيع من التظاهرات الحاشدة، طلب رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح الذي كان يُعتبر من الأوفياء لبوتفليقة، منه الاستقالة.

في الثاني من نيسان/أبريل 2019، أعلن بوتفليقة استقالته.

اشتهرت عبارة بوتفليقة “أنا الجزائر بأكملها”، وكانت تدلّ على تحكّمه الكامل مع عائلته والمقرّبين منه بالبلاد.

بقي الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة في السلطة عشرين عاماً، ورفض مغادرتها رغم مرضه، إلى أن أسقطته حركة شعبيّة غير مسبوقة عمّت البلاد في 2019. وتوفّي بوتفليقة بينما كان يعيش منذ أكثر من سنتين في الظلّ، في مقرّ إقامته المجهّز طبّياً في زرالدة في غرب الجزائر العاصمة. ولم يظهر إلى العلن، ولم يُعرف شيء عنه منذ ذلك الحين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى