شرب مياه الصنبور آمنة مثل المياه المعبأة في زجاجات.. ولكن؟

يتشابه بوجه عام كل من ماء الصنبور والماء المعبأ في زجاجات من حيث السلامة. لذا، فإن اختيار ماء الصنبور أو ذلك المعبأة في زجاجات يتوقف على التفضيل الشخصي.

تُشرف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الولايات المتحدة على الماء المعبأ في زجاجات، بينما تعمل وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) على تنظيم اللوائح الخاصة بماء الصنبور. ومع ذلك، فإنهم يستخدمون معايير مشابهة لضمان السلامة.

تفرض وكالة حماية البيئة الأمريكية أن تقدم مرافق المياه تقارير جودة سنوية للمستهلكين. وتعمل تقارير ثقة العملاء تلك على توفير معلومات، مثل المصدر (نهر، أو بحيرة، أو مياه جوفية، أو غير ذلك من المصادر) ومستويات التلوث والتأثيرات الصحية المحتملة. مع ذلك، لا تعمل وكالة حماية البيئة الأمريكية على تنظيم لوائح الآبار الخاصة. إذا كانت ماء الصنبور يأتي من بئر خاصة، فيجب عليك إجراء اختبار الماء كل عام للتحقق من الملوثات، وبوتيرة أكبر إذا لزم الأمر.

تطبّق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ممارسات تصنيع جيدة خاصةً للماء المعبأ في زجاجات. وهم يطلبون من منتجي الماء المعبأ في زجاجات الوفاء بما يلي:

• معالجة الماء المعبأ في زجاجات، وتعبئته في زجاجات، وحمله، ونقله في ظروف صحية

• حماية مصادر المياه من البكتيريا والكيماويات والملوثات الأخرى

• استخدام عمليات مراقبة جودة لضمان السلامة البكتيرية والكيماوية للماء

• أخذ عينات واختبارها لكلٍ من مصدر الماء والمنتج النهائي للتحقق من الملوثات

وتشبر الدراسات الطبية إلى أن البعض يكونون عرضة للمرض بسبب الملوثات الموجودة بماء الشرب أكثر من غيرهم. وقد تكون ضمن هؤلاء إذا كنت تخضع للمعالجة الكيميائية، أو إن كنت مصابًا بفيروس نقص المناعة البشري (HIV)/متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز) أو سبق وأن خضعت لعملية زراعة أعضاء. وتزيد الخطورة كذلك لدى الحوامل وكبار السن والأطفال. تحدث إلى الطبيب عما إذا كان يتعين عليك اتخاذ احتياطات إضافية، مثل ماء الصنبور أو شرب الماء المعبأ في زجاجات.

هل يعتبر شرب ماء الصنبور آمن

ماء الصنبور المصفى بشكل صحيج يعتبر آمن بنفس قدر المياه المعبأة ويوفر المعادن الأساسية التي لا يحصل عليها الشخص من المياه المعبأة.

ولكن، على الرغم من أن شرب ماء الصنبور يعد آمنًا، إلا أنه من الجيد ترقب النصائح بشأن المياه في منطقتك، حيث من الممكن أن تؤدي حالات مثل كسر خط المياه أو تعطل المعدات في محطة معالجة المياه إلى تلوث مؤقت.

من الأفضل ايضًا شرب المياه المعبأة عند السفر إلى مناطق نائية لا تحوي نفس مستوى الصرامة أو تعليمات الأمان ، على سبيل المثال، أظهرت مراجعة بحثية عام 2017 أن الحد الأقصى للزرنيخ في مياه الشرب في المكسيك يزيد حوالي 2.5 مرة عن توصيات منظمة الصحة العالمية.

يجب أن يحافظ الشخص على رطوبة الجسم لديه، لكن هل ماء الصنبور آمن؟ يعد ماء الصنبور آمن بشكل عام في حال كان ناجم عن نظام مياه عام مثل الولايات المتحدة، وإن وكالة حماية البيئة تتمتع بسلطة مراقبة جميع أنظمة المياه الصحية وتضع معايير قابلة للتنفيذ فيما يتعلق بالملوثات في مياه الشرب.

عندما تغادر مياه الشرب محطة المعالجة في طريقها لماء الصنبور، فهذا يعني أنها تفي بإجراءات الأمان والسلامة، هذا لا يعني أن الماء خالي من كل الملوثات، لكنه يعني أن هذه الملوثات لا تشكل أي خطر صحي شديد.

بالطبع، قد تحدث بعض الحوادث، في حال كان الماء ملوثًا بشيء يمكن أن يسبب مرض مباشر، يجب أن تقوم شركة المياه بتنبيه المستخدمين، كما يجب توفير بدائل صحية آمنة لماء الشرب، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم إعلام المستهلكين على مدار 24 ساعة بأية انتهاكات للمعايير يمكن أن يكون لها تأثير على صحة الشخص في حال التعرض قصير الأمد.

ما هي المكونات التي تجعل ماء الصنبور غير آمن

وفقًا لوكالة حماية البيئة، يمكن أن يتلوث الماء بالعديد من الأنواع الملوثة التي تعتبر غير آمنة مثل:

• البكتريا والطفيليات

يمكن أن يتضمن ماء الصنبور كائنات حية دقيقة مثل البكتريا والطفيليات التي تسبب الأمراض، في حال تم الكشف عن هذه الكائنات الخطيرة في ماء الصنبور، فإن هيئة الصحة المحلية تعلن عن تنبيه بشأن الماء المغلي.

الكائنات الحية المؤذية مثل خفيات الأبواغ، الإشريكية القولونية والجيارديا يمكن أن تتسرب إلى مياه الشرب من خلال مياه الصرف الصحي.

• المواد الكيميائية

إن كل من المواد الكيميائية الطبيعية أو من صنع الإنسان يمكن أن تتسرب إلى مياه الشرب، المبيدات الحشرية أو السموم البكترية من الأشياء الملوثة التي لها تأثير ضار على صحة الإنسان، يتم أيضًا اكتشاف المواد الكيميائية الأخرى مثل البيسفينول أ والمستحضرات الصيدلانية في بعض مصادر المياه الجوفية ، لكن غالبًا ما يتم تصفية المياه الجوفية قبل الوصول إلى الصنبور.

• العناصر المشعة

يتم اكتشاف المواد الكيميائية المشعة مثل اليورانيوم والسيزيوم والبلوتونيوم أحيانًا في مياه الشرب، هذه المواد يمكن أن تطلق أشعة مؤينة تؤذي الخلايا الحية في الجسم وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

المعادن الثقيلة

يمكن أن تدخل المعادن الثقيلة مثل الزرنيخ، الزئبق أو الرصاص إلى إمدادات المياه من خلال خطوط السباكة وكذلك من خلال الرواسب المعدنية الطبيعية، وإن الاشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من المعادن يمكن أن يصابوا بسمية مفاجئة أو طويلة الأمد مرتبطة بما يلي:

• سرطان
• فقر دم
• أذية في الكبد
• أمراض في الكلية
• أضرار معوية

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للملوثات في الماء

بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للمواد الملوثة، وهي تتضمن:

• الرضع
• الأطفال الصغار
• النساء الحوامل
• الكبار فوق سن الخامسة والستين
• الأشخاص الذين يتعرضون للعلاج الكيميائي
• الأشخاص المصابين بالإيدز أو فيروس نقص المناعة البشرية
• الأشخاص المصابين باضطرابات في الجهاز المناعي.

الأطفال، الصغار والأجنة لديهم كمية أقل من الدم مقارنةً بالبالغين، والمواد الملوثة مثل المعادن الثقيلة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على هؤلاء الأشخاص، الأشخاص المصابين بنقص المناعة يمكن أن يكونوا أكثر حساسية للبكتريا والطفيليات.

هل يمكن معرفة إذا كان الماء آمنًا للشرب

كل عام، من المفترض أن يتلقى الشخص تقرير من مورد المياه يخبره بمصدر المياه والأمور التي يحتويها، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، من الصعب تحديد جودة المياه من خلال حواس الشخص أو تذوق المياه أو ما شابه ذلك.

قد يشير الطعم الغريب أو مظهر أو رائحة المياه الغريبة إلى تلوث أو خلل أثناء معالجة المياه، لكن في بعض الحالات، هذه الاضطرابات قد تكون ناجمة عن محتوى المياه المعدني.

الآثار الجانبية لشرب ماء الصنبور

شرب الماء الصنبور الملوث بالعضيات الدقيقة يمكن أن يؤدي لاضطرابات هضمية، الأعراض الشائعة تتضمن:

• الإسهال
• القيء
• الصداع
• الحمى
• فشل كلوي

يمكن أيضًا الإصابة بالتهاب الكبد عند شرب المياه الملوثة، وهذا الأمر يحدث بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعانوا من ضعف في الجهاز المناعي.

التعرض للمواد الكيميائية يمكن أن يسبب آثار جانبية قصيرة الأمد أو طويلة الأمد، وفقًا لوكالة حماية البيئة، الجرعات العالية من المواد الكيميائية يمكن أن تسبب أعراض تتضمن:

• تصبغات البشرة
• اضطرابات عصبية
• أذية الأعضاء
• أذية الجهاز التناسلي
• السرطان

هل شرب الماء المغلي يجعله آمنَا

غالبًا ما يصف خبراء الصحة غلي الماء من أجل قتل الجراثيم التي تسبب الأمراض.

المصدر: مايو كلينك و”المرسال”