الوزراء والنواب يتنافسون على الذهبية!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
تتسابق الحكومة ومجلس النواب للحصول على ذهبية الأسوء والأضعف في تاريخ الاردن منذ قيام الدولة، فالحكومة التي جاءت في عصر كورونا قيدت الوطن وطبقت البروتوكول على حساب الإقتصاد، لتتضاعف نسبة الفقر وتزايدت البطالة حتى فاقت الخيال، فيما الوزراء يقومون بحركات غريبة للإستعراض، وهنا يدخل النواب في هذا المجال كون الإستعراض في كل شيء، فلا مجال للنقاش بصوت هاديء وبطريقة علمية منهجية، كون هذه الطريقة لا تلفت أنظار عوام الشعب الاردني لذا يقومون “بالأكشن” حتى في الأسئلة التي لا تحتاج للصراخ والتمثيل، لنجد أنه وبحمد الله لدينا في هذه الفترة الحكومة الأسوء ومجلس النواب الأكثر كارثية، لذا لا نتوقع الأفضل خلال هذه الفترة وحين بحثنا على إيجابيات الحكومة لم نجد إلا تنفيذ مشاريع من سبقها، أما النواب فتراجع دورهم بصورة مستغربة وارتضوا لعب دور الكومبارس في الحياة السياسية الاردنية.
ونعود للوزراء وأفعالهم الغريبة التي لا تتوقف، ونتذكر وزيرة الطاقة وهي تتصورة مع زجاجة نفط، وحالياً وزير الصحة يتصور ممسكاً بلوحة كُتب عليها “اتعهد بالعمل على تعزيز وبناء قدرات النظام الصحي بشكل عام وفي وزارة الصحة بشكل خاص، واستخدام أنظمة المعلومات بفعالية وكفاءة لرصد الاوبئة والامراض المستجدة”، ولا نعلم قيمة هذا القَسَم وهل هو أعلى من قسم تولي الوزارة حين أقسم الوزير ” أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للملك وأن أحافظ على الدستور وأن أخدم الأمة وأقوم بالواجبات الموكولة إلي بأمانة”، اذا فهل كان وزير الصحة بحاجة إلى قسم ثالث بعد قسم أبقراط في الطب ويمين الوزارة حتى يقوم بواجبه، أم كان عليه العمل على النهضة بوزارة الصحة ووضع الشعب بصورة الحدث في حال رفضت الحكومة تحسين الوضع، لكن يبدو أن هناك تعتيم على المشاكل التي لحقت بالوزارة ليقوم الوزير ب”الحلفان” من جديد وقد لا يكون القسم الأخير.
لذا وفي ظل الحركات الإستعراضية فإننا لن نتفاجأ إذا شاهدنا وزير الشباب يداعب الكرة برأسه وقدمه ويقول ” خليك قوي”، أو يقوم وزير الثقافة بطباعة ديوان شعر والمشاركة في الأمسيات ويتغزل بالأدب والحكومة، وربما يعود وزير التربية للتعليم ونشاهده يعلق لافته في أحد شوارع العاصمة وقد كُتب عليها “أطلب العلم ولو في الصين”، فيما وزير الخارجية يرسل رسالة تحية للعالم عبر برنامج إعلامي رغم أن تصرفات وزارته تُشير إلى أنه لا وجود لشعب خارج الحدود، بدوره أتحفنا وزير الإعلام بالعديد من الأمورالغريبة، فالإعلام أصبح في عصره السلطة الخامسة، ولتحسين صورته فقد نجده يطالب بالإعتصام مع الإعلاميين للإعتراض على فكر طارق ابو الراغب، الذي يُعجل في قتل الإعلام والحرية شبه الميتين أصلاً، وقد نُشاهد إعلان لوزير التموين يتفقد تاريخ صلاحية المعلبات حفاظاً على حياة الشعب، وخوفاً أن يلحق به الضرر رغم زيادة المواد المُسرطنة في الغذاء.
ويظهر أن وزارء الاردن يقومون بالعديد من “الحركات” للترويج لأنفسهم، لنكتشف ان هذه الطرق البدائية في عصر الإنترنت والعالم المفتوح أصبحت مفضوحة ومكشوفة، ولا تتطابق مع الواقع وغير مرغوبة من المواطنين، لتتحول هذه الحركات الاستعراضية للوزراء والنواب إلى مواد فكاهية يتسلى بها الشعب، ليقوم بتحويل السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى مادة للسخرية والتندر، ليتساءل الشعب من أين جاءت هذه الحكومة ومجلس النواب وما هي المظلة التي حملتهما لقيادة الأردن في هذه المرحلة الحرجة، مع العلم أن جميع الحكومات جاءت في أوقات حرجة حيث لم تكن الأردن بلد الرخاء والنعيم، بل كانت تكافح من أجل البناء والنهضة، فتحملت الحكومات الكثير حتى ساهمت في عملية البناء، لنجد أن ما يحصل حالياً ينبيء بكوارث في شتى المجالات كون الخيار كان كارثياً على صعيدي النواب والحكومة.