تراجع في شعبية “حزب بوتين” وشكوك بشأن نزاهة الانتخابات الروسية
النشرة الدولية –
يتجه حزب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين إلى الفوز في الانتخابات التشريعية في روسيا، في استحقاق أجري إثر حملة قمع وإقصاء لأبرز معارضي الكرملين، بحسب فرانس برس.
وتصدّر حزب “روسيا الموحّدة” الحاكم الانتخابات التشريعية، وفق نتائج محدثة نشرتها اللجنة الانتخابية تشمل نصف عدد مراكز الاقتراع. ونال 46,11 بالمئة من الأصوات، يليه الحزب الشيوعي بنيله 21,40 بالمئة.
ويتقدم حزب الكرملين على الشيوعيين ويبدو أنه سيحتفظ بغالبية كبيرة في مجلس الدوما، حتى لو أظهرت هذه النتائج الأولية انخفاضا مقارنة بنتائجه عام 2016.
ففي الانتخابات الأخيرة عام 2016 نال حزب “روسيا الموحدة” 54,2 بالمئة من الأصوات، فيما نال الحزب الشيوعي 13,3 بالمئة، وبالتالي يبدو الشيوعيون في طريقهم لتحقيق نتائج أفضل مقارنة بالاستحقاق الماضي.
وتقول “رويترز” إن حزب “روسيا الموحّدة” واجه تراجعا في شعبيته بسبب الشعور بالاستياء على مدى سنوات من تدهور مستويات المعيشة، ومزاعم بالفساد من المعارض المسجون أليكسي نافالني كما أدت حملة تصويت تكتيكية نظمها حلفاء نافالني إلى إلحاق مزيد من الضرر بالحزب الحاكم.
https://youtu.be/YE7rTgIPcK8
وقال منتقدو الكرملين إن الانتخابات كانت مزورة بأية حال كما أن موقف “روسيا الموحّدة” كان سيصبح أسوأ بكثير لو كانت الانتخابات نزيهة، وذلك في ضوء حملة ما قبل الانتخابات التي حظرت حركة نافالني ومنعت حلفاءه من الترشح واستهدفت وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية التي توجه انتقادات.
من جهتها، اعتبر صحيفة “نيويورك تايمز” أن “الانتخابات الروسية ليست حرة ولا نزيهة”، مشيرة إلى مقاطع فيديو لعمليات تزوير خلال تصويت الناخبين.
وخوفا من الخسارة في صناديق الاقتراع، منعت السلطات تقريبا جميع شخصيات المعارضة المعروفة من الترشح للبرلمان، بينما أجبرت العديد من المعارضين على السفر خارج البلاد، فيما وصفت السلطات وسائل الإعلام الشعبية المستقلة بـ”العملاء الأجانب”، بحسب الصحيفة.
ويذكر أن السلطات الروسية أجبرت آبل وغوغل وتيليغرام على الامتثال لمطالب الحكومة الروسية، لمنع الوصول إلى المحتوى المتعلق بنافالني، بعد أن قام عملاقا التكنولوجيا يوم الجمعة الماضي، بإزالة تطبيق “التصويت الذكي” الخاص بنافالني من متجرهما للتطبيقات.
وتقول الصحيفة إن غوغل “ذهبت أبعد من ذلك”، حيث امتثلت على ما يبدو لطلب حكومي لحظر مقاطع فيديو يوتيوب، وملفات “غوغل دوكس”، التي كان حلفاء نافالني يستخدمونها لتنسيق التصويت عبر 225 دائرة انتخابية في البلاد.
وشجع حلفاء نافالني تصويتا تكتيكيا ضد حزب روسيا الموحدة من خلال دعم المرشح الذي من المرجح أن يهزم الحزب الحاكم في دائرة انتخابية معينة. ويقضي نافالني عقوبة بالسجن بسبب خرق الإفراج المشروط وهو ما ينكره نافالني،
ولم ترد غوغل، الأحد، على طلب للتعليق من قبل الصحيفة
وتنقل الصحيفة تعليقا لأحد كبار مساعدي نافالني، ليونيد فولكوف، حول زيادة تأييد الشيوعيين، وتراجع روسيا الموحدة، يقول فيه إن “الخسارة المحتملة للمقاعد من قبل روسيا الموحدة، هو تقدم مهم لتقويض قبضة بوتين على السلطة”.
وتم منع حلفاء نافالني من الترشح بعد حظر حركته في يونيو بصفتها حركة متطرفة.
وقال جينادي زيوغانوف، زعيم الحزب الشيوعي في روسيا، إنه كان هناك “قدر هائل” من الانتهاكات في الانتخابات، وحذر من حدوث مظاهرات في الأيام المقبلة.
وفي سان بطرسبرغ، تم طرد بعض مراقبي الانتخابات المستقلين من مراكز الاقتراع، واحتجزتهم الشرطة قبل فرز الأصوات مباشرة. واعتقلت المراقبة كسينيا فرولوفا بعد أن قدمت شكاوى عديدة بشأن مخالفات.
ويهدف الاقتراع إلى انتخاب 450 نائبا في مجلس الدوما أحد مجلسي البرلمان الروسي الذي يسيطر عليه حاليا حزب روسيا الموحدة.
وغالبا ما تكشف حركة نافالني تورط الحزب الحاكم في عمليات فساد. وانعكس تراجع مستوى المعيشة في السنوات الأخيرة تراجعا في شعبية الحزب الحاكم فاقمته جائحة كوفيد-19 وتداعياتها.
وينفي الكرملين قيامه بحملة قمع ذات دوافع سياسية، ويقول إن الأفراد يحاكمون لخرقهم القانون. وينفي كل من الكرملين وروسيا الموحدة أي دور في عملية تسجيل المرشحين.