التشكيلية فضة سراب: أُظهر المشاعر الإنسانية عبر لوحاتي
النشرة الدولية –
الجردية الكويتية – فضة المعيلي –
أقامت الفنانة التشكيلية فضة سراب معرضها الشخصي الأول في غاليري “ذي هب”، وعرضت خلاله نحو 15 لوحة بمختلف الأحجام ذات الطابع التجريدي، وذلك بحضور عدد من الفنانين التشكيليين والجمهور.
وبهذه المناسبة، قالت سراب إنها تأثرت بوالدها الفنان د. وليد سراب فأحبت الرسم، ولذا فكل لوحة من أعمالها تتحدث عن فكره، كما أن اللون الأحمر يعد لونا مشتركا بينهما.
وأضافت أنها تحب أن تظهر المشاعر الإنسانية، وتحب دمج الألوان مع بعضها لتشكيل ألوان متنوعة، فضلا عن حبها “مكس ميديا”، لأنه فن يجمع بين الفن المرئي والعناصر غير المرئية.
ومن خلال رصد أعمالها الفنية يتضح أن سراب تتمتع بالقدرة على التواصل مع اللامرئي، واللامعهود، من أجل الوصول إلى مستويات راقية من التجريد التشكيلي، وذلك وفق أسلوب فني يتحاور مع الواقع من خلال لغة رمزية، ذات أبعاد إنسانية عدة.
وبدا ذلك جليا في معرضها الشخصي الذي أقامته مؤخرا، وقدمت فيه خلاصة أفكارها التجريدية المعتمدة في الأساس على تماهي الألوان، ودمج عناصر اللوحات ببعضها، للحصول على موضوع يحتاج- من أجل فك طلاسمه وأسراره- إلى ذهن متقد ورؤى تستطيع الولوج إلى عوالم خفية، وفي الوقت نفسه واضحة للأعين.
وفي سبيل تأكيد فكرة أعمالها للمتلقي، استطاعت سراب أن تبرز الكثير من الجماليات في متون لوحاتها، وهي جماليات تعتمد على الرصد الحر للمواضيع، والتناغم مع الألوان من خلال تضادها وتوافقها، ثم الاستمرار في تلك الخطوات التي توصلنا من حيث لا ندري إلى سرّ الفكرة ومحتواها المنشود.
إن أكثر ما يشغل وجدان الفنانة سراب وهي تنجز وتقدم لوحاتها للمتلقي، ذلك الفضاء الواسع الذي يعيشه الإنسان، ويحاول بقدر المستطاع استيعابه، ومن أجل ذلك جاءت الخطوط والألوان في منظومة تشكيلية تجريدية، تعتمد في المقام الأول على الرمز وما يشغله من أفكار جديدة.
وإنْ تطرقنا إلى الألوان التي استخدمتها الفنانة في أعمالها فسنجد أنها قريبة من روح الحياة ومتفاعلة مع الخيال، وبالتالي فإنها تعطي الوميض المطلوب والإضاءات الكافية، كي يتحرك السكون إلى اتجاهات عدة، فنلاحظ الأصفر على أسطح اللوحات مع الأزرق، ثم الأبيض، والأسود، والأحمر، وكلها ألون تعطي انطباعاً جمالياً لدى المتلقي، وتساهم في خلق بنية قوية لروح الأعمال التشكيلية المقدمة.
وفيما يخص تكنيك وضع الفنانة للألوان على لوحاتها، فإنه يوضح المدى الذي تريد الوصول إليه، ومن خلاله تستطيع أن ترصد أفكارها، وتوضح معالم الطريق الذي تمضي عليه قدماً نحو التجريد والرمز. إنها أفكار حداثية وجديدة، تلك التي طرحتها الفنانة سراب في لوحات معرضها، والتي تتواصل فيها مع الإنسان، والحياة، وذلك في سياق فني تشكيلي لا يمكن تحديد اتجاهاته، إن لم نفهم أسراره.