الرئيس المصري يعلن تمسك بلاده بخيار المفاوضات بشأن سد النهضة
الأمم المتحدة – النشرة الدولية –
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تمسك بلاده لخيار التوصل، بأسرع وقت ممكن، إلى اتفاق شامل ومتوازن وملزم قانونا حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وذلك “حفاظا على وجود مئة وخمسين مليون مصري وسوداني وتلافيا لإلحاق أضرار بمقدرات شعبي البلدين”.
جاء ذلك خلال الخطاب المسجل الذي أدلى به الرئيس المصري أمام مداولات الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتا إلى أن “مصر التي تعترف بحقوق أشقائها، تعد من أكثر الدول جفافا ويظل شعبها تحت حد الفقر المائي، ويشكل نهر النيل شريان وجودها الوحيد عبر التاريخ، وهو ما يفسر القلق العارم الذي يعتري المواطن المصري إزاء سد النهضة الإثيوبي”.
وتطرق إلى ما آلت إليه المفاوضات، الدائرة بين مصر وإثيوبيا والسودان حول هذه المسألة، وما تنذره من تهديد واسع لأمن واستقرار المنطقة بأكملها، وأكد على أن تحقيق التعاون بين دول القارة الأفريقية لن يتأتى من خلال تحديد طرف واحد لمتطلبات الطرف الآخر، وإنما يتعين أن تكون تلك العملية متبادلة.
وعزا الرئيس المصري لجوء بلاده إلى مجلس الأمن الدولي بشأن هذه المسألة لمنع تطورها إلى مستوى تهديد للسلم والأمن الدوليين، وأيضا لحث المجلس على الاضطلاع بمسؤولياته في هذا الملف، ودعم وتعزيز جهود الوساطة الأفريقية، عن طريق دور فاعل للمراقبين من الأمم المتحدة والدول الصديقة.
وبشأن القضية الفلسطينية، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح تاسيسي، جدد موقف بلاده المعتبر هذه القضية هي المركزية للأمة العربية، وأشار إلى أنه لا من سبيل لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط دون التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية عبر التفاوض استنادا إلى مقررات الشرعية الدولية القاضية بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الربع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”. وأكد على أهمية وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في 20 أمايو 2021، داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني وإيصال المساعدات الإنسانية إليه، وحث الأطراف المانحة على دعم وكالة الأونروا تمهيدا للقيام بعملية إعادة الإعمار في قطاع غزة.
وتطرق الرئيس المصري للتداعيات العالمية لفيروس كورونا، مشددا على ضرورة الاستجابة السريعة والفعالة لاحتياجات القارة الأفريقية، وثال “باتت قارتنا الأكثر تضررا من تداعيات الجائحة في الوقت الذي تواجه شعوبها تحديات أخرى لا تقل خطورة عن فيروس كورونا”.
ولفت إلى أن بلاده حرصت على توطين صناعة اللقاحات ليس فقط لتلبية احتياجات مواطنيها ولكن أيضا للتصدير للقارة الأفريقية، ودعا إلى تخفيف أعباء الديون عن الدول النامية وخاصة الدول الأفريقية والدول متوسطة الدخل وتيسير شروط الاقتراض من المؤسسات الدولية والإقليمية.
وأشار السيسي إلى إطلاق بلاده سياسات اقتصادية مكنت من تنفيذ برامج اجتماعية طموحة لصالح الفئات الأولى بالرعاية ونجحت في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مختلف محافظات مصر. كما قامت بتخليص التفاوت التنموي بين الريف والحضر.
كما شدد الرئيس السيسي على أهمية القضاء على الإرهاب عبر “مواجهة الفكر المتطرف المتسبب في هذه الظاهرة البغيضة وذلك في إطار مقاربة شاملة لا تقتصر فقط على المواجهة الأمنية للإرهابيين وتنظيماتهم بل أيضا أبعادا اقتصادية واجتماعية وتنموية وفكرية تجفف منابع الإرهاب وتعالج الظروف والعوامل التي تدفع البعض إلى هذا الطريق الإجرامي”.
وشدد على ضرورة محاسبة الدول التي ترعى الإرهاب وترعى عناصره بمن فيهم المقاتلون الإرهابيون الأجانب وتوفير الملاذ والدعم لهم أو تسهيل انتقالهم عبر أراضيها.