وصولية الإخوان.. والتهديد بالقتل
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

تعرّض تنظيم الإخوان المسلمين في السنوات الأخيرة لضربات مؤلمة وقاتلة أحياناً، وكان آخرها سقوطهم المريع في المغرب. ولم يتبق لهم من ممر أو مقر مهم وقوي غير الكويت، وستبدأ تباشير نهايتهم قريباً، مع عزم أوروبا وأميركا اعتبارهم منظمة إرهابية.

منذ ثلاثين عاماً تقريباً وأنا أتلقى التحذير تلو الآخر من إخوة أعزاء، سياسيين وعسكريين، سابقين ولاحقين، يطلبون مني التوقف عن مهاجمة تنظيم الإخوان المسلمين، أو توخي الحذر الشديد، فهم لن يفرطوا أو يتخلوا عن امتيازاتهم ومكانتهم وقوتهم وقربهم من مراكز صنع القرار، والأهم من ذلك ثرواتهم وشركاتهم بسهولة، خاصة أن تاريخهم في استخدام العنف للتخلّص من خصومهم معروف، ولن يسمحوا لي أو لغيري بتعريض مصالحهم الضخمة للخطر.

بالرغم من القوة المادية والعددية للإخوان في الكويت وتغلغلهم في مراكز قوة معروفة، وامتداد أخطبوطهم ليشمل عشرات الدول، فإن نقاط ضعفهم عديدة، وأولها صراعهم الخفي والصامت على «كيكة» الحزب، المتمثلة في منصب الزعامة وأموال الحزب واستثماراته. فالطريقة الدكتاتورية التي يدير بها «المرشد» تنظيمهم، وكم الأموال التي تقع تحت يده، وسلطته في الاستعانة بمن يريد، كافية لإسالة لعاب أي طامح أو طامع في المنصب، خاصة أن المرشد لا يصل إلى قمّة الهرم إلا وهو في أرذل العمر. كما أنهم لا يترددون في طحن عظام بعضهم بعضاً في سبيل ذلك، وصراعهم الخفي مثلاً هو الذي دفعهم لاختيار محمد مرسي، لحسن حظ مصر، الفاقد لصفات الزعامة، كحل وسط ليكون أول رئيس جمهورية من الإخوان!

كما أن من نقاط ضعفهم عدم إيمانهم بحرية الاختيار أو الديموقراطية، وضبابية أفكارهم عن طريقة الحكم التي سيقومون باتباعها عند وصولهم للحكم، وسياساتهم فيما يتعلق بالاقتصاد والبطالة ومحاربة الفقر والجهل والمرض، وكم المشكلات الأخرى التي تطحن المجتمعات الإسلامية والعربية طحناً، وليس في بالهم غير المرأة وحجابها وخروجها من بيتها، وما يجوز وما لا يجوز بشأنها!

كما أن من مظاهر ضعفهم استمرار لجوئهم للكذب والتلون، وأخذ الموقف ونقيضه، وتأييد مرشح قوي وتأييد منافسه في الوقت نفسه، وميلهم المستمر للكذب وتبريره سيسهم مستقبلاً في إضعافهم وتدميرهم بعد استمرار انكشافهم، فكيف تستقيم «الأخلاق الدينية» مع استمرار الكذب والتلون؟

كما نجد أن بعض المراقبين يعتقدون أن الفرع الكويتي لتنظيم الإخوان المسلمين العالمي يمثل حالة استثنائية لدوره الخطير في تمويل صندوق التنظيم، وبالتالي له حق أوسع من غيره في تطويع مواقفه كيفما أراد، ولكن الحقيقة أن كل تنظيمات الإخوان المحلية، وليس فرع الكويت فقط، لها الحق نفسه. ولا ننسى موقف الإخوان الخسيس إبان غزو الكويت واحتلالها، ففريق منهم وقف معه بوضوح وقوة، وآخر هادنه طالباً الاستعانة بجيوش إسلامية لإخراجه، وهم على علم بأن ذلك أقرب إلى الوهم منه للحقيقة.

كما قام إخوان الكويت، بعد تحريرها من صدام، عام 1990، وفي حركة تتسم بقدر كبير من الوصولية والكذب، خوفاً من خسارة مصالحهم الضخمة، بالتزلف للحكومة وللشعب، والإعلان عن قطع كل صلاتهم بالتنظيم العالمي، وتغيير مسماهم السياسي، ثم ليعودوا عام 2004 بالتحلل من كل وعودهم في هذا الشأن وتقديم فروض الطاعة للمرشد وللتنظيم الدولي!

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى