هل يدفع لبنان ثمن الخلاف الأميركي – الفرنسي المستجد؟
النشرة الدولية –
لبنان 24 – مصباح العلي –
يبدو القلق مشروعاً على مصير الوضع اللبناني في ضوء الخلاف الناشب بين الإدارة الأميركية وقصر الاليزيه على خلفية استغلال ماكرون خطة بايدن للانسحاب من أفغانستان ثم العراق فسوريا ما يعد تخليا عن اسلوب اسلافه في ما يتعلق بالتدخل الخارجي، في حين وجدت واشنطن بان حليفتها الصغرى أبدت تسرعا في تجاوزها دون رعاية مصالحها الحيوية خصوصا تجاه إيران.
مصدر القلق كون ولادة حكومة “معا للإنقاذ” تطلبت اتصالات مكثفة بين العواصم المعنية من أجل تهيئة الاجواء وفصل مسار لبنان عن صراعات المنطقة، وبات معلوما التدخل الفرنسي المباشر مع الرئيس الايراني الجديد من أجل اختراق الجمود الحاصل، لكن النجاح الفرنسي جاء إنعكاسا لقلق واشنطن من امتداد النفوذ الايراني المباشر إلى عمق الساحة اللبنانية، ما يعني اضطلاع طهران بدور مباشر في لبنان على غرار سوريا والعراق.
يشير مصدر ديبلوماسي في بيروت إلى أن اعلان إسرائيل التنقيب عن النفط في المنطقة المتنازع عنها جنوبا بمثابة بطاقة صفراء رفعتها واشنطن في وجه باريس تحديدا على أرض الملعب اللبناني تعني عدم تجاوز القواعد المعتمدة لناحية التوازن وعدم جر لبنان إلى محور إقليمي على حساب علاقاته مع الغرب.
العبرة تكمن بكيفية تجاوز لبنان المطب الذي لم يكن على البال مطلقا، خصوصا في ضوء الدولة العميقة التي تسيطر على القرار الأميركي والتي تنظر إلى حوض المتوسط كما إلى شرق الفرات وعمق العراق بكونها نقاطا حيوية كونها تحوي معظم الثروات الطبيعية في المنطقة، فبالتالي مهما تبدلت الادارات في البيت الأبيض هناك ثوابت لا يمكن تجاوزها.
من هنا ترنو الانظار الى كيفية التعامل الرسمي مع ملف ترسيم الحدود بنافي ذلك تعديل مرسوم الحدود البحرية بسرعة قصوى وارساله إلى الامم المتحدة، فضلا عن تأمين انطلاقة واعدة للحكومة بعد نيلها الثقة على صعيد التخلي عن الأنانية الشخصية والنكد السياسي في معالجة الملفات الحيوية و تحديدا علاقات لبنان مع الخارج و تحديدا محيطه العربي فضلا عن مشاريع الكهرباء ومتطلبات المعيشة الضرورية.
وفق وزير سابق، لا يمكن تسجيل إنجازات دون تضامن سياسي جدي في الداخل فبالتالي لا يمكن الركون على دعم الخارج ، خصوصا بعد سنوات من التعطيل والخلافات التي سببت الويلات للمواطنين وجعلتهم يفقدون الثقة بدولتهم، كما دعا الوزير المذكور إلى ضرورة مراجعة المسؤولين حقبة عقد إتفاق الطائف ومن ثم حرب الخليج الأولى بعد غزو الكويت من أجل استخلاص العبر من كون صراعات الخارج قد تصرف النظر عن لبنان وليس من سبيل من الخروج من النفق سوى الاتكال على الذات و تحصين الساحة الداخلية.