إيما فتاة المليار دولار
بقلم: كرم نعمة
النشرة الدولية –
هل تتذكرون إيما واتسون الصغيرة؟ هي لم تغب، لكن تذكّرها عندما كان عمرها تسعة أعوام لتقوم ببطولة أول فيلم في سلسلة هاري بوتر عام 2000، وتوالت عليها العروض السينمائية بعدها، حتى جمعت الملايين في حسابها البنكي، وهي لم تبلغ بعد سنّ الرشد الذي يؤهلها للتصرف بكل هذه الثروة المالية.
هكذا انتظرت حتى يبلغ عمرها ثمانية عشر عاما من أجل أن تكون مستقلة بمالها الذي أُغدق عليها منذ أول مشهد في عالم هاري بوتر.
اليوم لدينا إيما جديدة وبريطانية أيضا، لكن ستكون هذه المرة فتاة مليارية بموهبتها وقوة شكيمتها والكاريزما التي تمتلكها في عالم التنس وهي لم تكمل ثمانية عشر عاما من عمرها.
إيما رادوكانو تعبّر بامتياز عن مفهوم الثقافة البريطانية المختلطة، بمجرد أن نعرف أن والدها من أصول رومانية بينما أمها تنحدر من الصين، لكنها بريطانية ويجمع عليها الخطاب الإعلامي والشعبي بعد أن فازت هذا الأسبوع في بطولة أميركا المفتوحة للتنس. دعك من ثمن الجائزة “2.5 مليون دولار”. لكن المسوقين صاروا يرون بهذه الفتاة أول نجمة رياضية بريطانية تبلغ قيمتها مليار دولار.
يمضي عادة نجوم الرياضة والسينما البريطانيون سنوات من أجل كسر سوق الشهرة الأميركي، لكن إيما رادوكانو البالغة من العمر 18 عاما، فعلت ذلك في ثلاثة أسابيع دارت فيها على البريطانيين كمفاجأة مذهلة جعلت خبر فوزها ببطولة أميركا للتنس يتقدم على أي خبر سياسي في نشرات الأخبار.
لنفترض أن سيناريو إيما عرض قبل فوزها على كبار المسوقين ووكلاء المراهنات وصناع النجوم في هوليوود، لَرُمي في أقرب سلة مهملات، بينما تقدر قيمتها التسويقية اليوم وبعد فوزها ببطولة أميركا المفتوحة للتنس بمليار دولار وفق خبير العلاقات العامة مارك بوركوفسكي، الذي سبق وأن عمل مع مايكل جاكسون.
الأروع من ذلك أن هذه الفتاة بضحكتها الطفولية لا تشعر بأي ضغط حيال قيمتها المليارية، وتقول مازحة إن قيمة الجائزة التي حصلت عليها ستساعدها على استبدال سماعات جهازها الصغير في سماع الموسيقى! بعد أن صار لديها 1.5 مليون متابع على إنستغرام.
ومع أن كل ما قامت به كان مذهلا في عالم التنس، وبعد أقل من شهر من انسحابها من الدور الرابع في بطولة ويمبلدون بسبب صعوبات في التنفس، تدرك أنها بحاجة إلى وقت أكثر للتطور بعد أن وضعها هذا الفوز في دائرة الضوء. وتقول “ما زال عمري 18 عاما فقط. أنا أتأرجح بحرية في أي شيء يأتي في طريقي”.
اليوم كل القراءات لمستقبل هذه الفتاة تجمع على قيمتها التسويقية العالية، وتمثل صفقة حقيقية للشركات والمدربين ووسائل الإعلام، لأنها ليست مجرد فتاة تلعب التنس بشكل استثنائي، بل خلفيتها الثقافية الرومانية – الصينية – البريطانية، تجعل منها قصة مثيرة. مع أنه لا يزال الكثير من العمل أمامها.