الجنسية الكويتية بنصف مليون دينار
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

هناك آلاف المواطنات المطلقات، من المستفيدات من إعانة الدولة المالية، تزوجن بعد طلاقهن ولم يخبرن الوزارة بذلك، وأجزم أن غالبيتهن من مؤديات الواجبات الدينية، والسبب أنهن، وغيرهن، لا قدرة لديهن، بسبب سوء التربية وخراب وتخلف التعليم، التفرقة بين الحلال والحرام، خاصة أن بعض الجهات الدينية لا ترى في الأخذ من المال العام ما يمكن تحريمه، بل هو أخذ من شيء لك حق فيه… وبسبب ذلك فلت الكثيرون بجرائمهم.

وفي حكم نهائي وبات صدر على عسكري سابق أُدين بتزوير جنسيته، طالبته المحكمة بإعادة مبلغ 530 ألف دينار، يمثل مجموع الرواتب التي حصل عليها خلال سني خدمته في السلك العسكري.

ولو افترضنا أن هناك 30 ألفا من أمثال هذا المزوِّر، عملوا أو يعملون في الحكومة، دع عنك الجهات الأخرى، فهذا يعني أن هؤلاء فقط تسببوا في خسارة المال العام لأكثر من 15 مليار دينار (50 مليار دولار)، هذا غير تكلفة البيوت التي حصلوا عليها والمكافآت والمنح لهم ولأبنائهم وزوجاتهم ومطلقاتهم وأراملهم… من بعدهم، غير تكاليف العلاج والتعليم ومئات المزايا الأخرى!

ولهذا سيكون هناك دائما من يسعى لشراء الجنسية، بأي ثمن، مع وجود مواطنين «شرفاء جدا» على استعداد لمساعدتهم في ذلك، فالكيكة تستحق المخاطرة، خاصة أن «رعاة الأخلاق» مشغولون بصلاح الوضوء مع طلاء الأظافر، وحكم ساق عار لصبية، وكتف مكشوف لامرأة وحجاب منسدل لعجوز!

يقال إن استخدام كمية حليب أو سكر في مطعم تزيد عما نستهلك في المنزل دليل على وجود استعداد للفساد. وينطبق الأمر على استهلاك ورق تنشيف الأيدي أو الصابون وغير ذلك، إن كانت ببلاش!

وإذا كنت تعجب بمناشف الفندق وتأخذها معك، بعد الانتهاء من الصلاة عليها، فأنت غالبا تميل للاختلاس.

وإذا كنت تملأ صحنك من البوفيه بكمية طعام تعلم جيدا أنها فوق طاقتك، فهذا يعني أنه لو أُتيحت لك الفرصة لأكلت من المال العام.

وإذا كنت لا تكترث بنظرات الآخرين ولا احتجاجاتهم وأنت تتخطاهم في الطابور، فهذا دليل على استعدادك للتسلق على أكتاف غيرك.

وإذا اعتبرت أن كل ما تجده في الطريق حقك، فهذه أولى بوادر اللصوصية.

وإن كنت تهتم، قبل اتخاذ أي قرار أو أداء أي خدمة، بمعرفة من يطلب المساعدة أو الوظيفة، فأنت عنصري.

وإذا كنت تخالف كل قواعد المرور، في غياب الشرطة، فهذا دليل استعدادك لتجاوز أي شيء، ولو نتج عنه سقوط ضحايا.

هذه الأمور لا تود حكوماتنا رؤيتها في مناهجنا. كما أن منابرنا وصحفنا وتلفزيوناتنا لا تتعامل معها، لأنها مملة وصادمة، وبالتالي تُركت للوالدين، المنشغلين أصلا بالديوانية أو بغيرها. وما هي أصلا نسبة الوالدين اللذين لديهما هذا الإدراك والاستعداد والصبر والقدرة على تعليم أبنائهما مثل هذه الأمور، والأصعب من ذلك أن يكونا قدوة «حسنة» لهم؟

ملاحظة: سمو ولي العهد، تستحق قبلة وأكثر على الرأس، لمكانتك.. ووقار سنك.. ولما تقوم به من خطوات إصلاح طال انتظارها… فهي كقطرات الندى التي تتساقط على أفئدة نشفت بعد أن أتعبها الفساد!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button