طالبان ترغب بأن تلعب روسيا دور الوسيط بينها والأمم المتحدة وفي إعادة إعمار أفغانستان

أعرب وكيل وزارة الثقافة والإعلام في حكومة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، اليوم الخميس، عن قناعته بقدرة روسيا على لعب دور الوسيط بين كابول والأمم المتحدة في معالجة جملة من الأمور العالقة وأهمها رفع العقوبات.

وقال ماهد، في حديث لوكالة “سبوتنيك” ردا على سؤال ما إذا كانت كابول قد طلبت من موسكو وساطة مع الأمم المتحدة لرفع العقوبات “روسيا يمكن أن تقوم بخطوة مهمة في هذا الأمر وتستطيع أن تكون وسيطا جيدا بيننا وبين الأمم المتحدة بما فيه في مسألة تخفيض العقوبات”.

وأضاف “نحن نطلب معاونتهم للسلام في المنطقة وللسلام في أفغانستان وإعادة بناء أفغانستان أيضا”.

وفي وقت سابق، تلقت الأمانة العامة للأمم المتحدة، رسالة من وزير الخارجية في الحكومة التي شكلتها “طالبان” بأفغانستان، أميرخان متقي، بشأن تعيين المتحدث باسم مكتبها السياسي في الدوحة، سهيل شاهين، مندوبا لها لدى الأمم المتحدة وتمت إحالة الرسالة إلى لجنة شؤون الاعتماد للأمم المتحدة، لتتم دراستها.

توجّه حركة “طالبان” (المحظورة في روسيا) بطلب إلى منظمة الأمم المتحدة، للسماح لها بتعيين سفير لها في الأمم المتحدة. ما هو السيناريو المقبل الذي تنسجه “طالبان” للتحول إلى مرحلة إدارة الدولة فعليا؟.

قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة “طالبان” الأفغانية، محمد نعيم، قد أعلن بأن بلاده دولة مستقلة ولها نظام وحكومة يمثّل الشعب، لذا فلا بد أن يكون للشعب الأفغاني تمثيل في المجتمع الدّولي وبالأخص في الأمم المتحدة، وهو ليس أمرا غريبا بل هو حق وصولي وشرعي وقانوني له”.

وأضاف: “طالبنا بإلقاء خطاب في الأمم المتحدة لأننا نريد أن نوصل صوت شعبنا للعالم، ولماذا هو منعزل عن العالم؟، ما ذنب هذا الشعب المظلوم، الذي ظلم أكثر من 40 سنة، قتل وشرّد وهجّر وعانى من كل هذه الويلات، نريد أن نرفع صوت شعبنا وهذا من حقه علينا، لأننا نمثله، وأين هذه الإدعاءات التي كنا نسمع أنهم يحترمون إرادة الشعوب ويعملون لحقوق الشعوب، أين كل هذه الإدعاءات الفارغة؟”.

وتابع نعيم “نحن منفتحون على الحوار والتفاهم، ومستعدّون للجلوس لحل المشاكل، هناك بعض الإدعاءات الفارغة وراءها أغراض وأهداف سياسية وتسييس للقضايا الإنسانية، لا سيما المتعلقة باحترام حقوق الإنسان والنساء والأطفال وأن يكون للمرأة تمثيل في الحكومة والمناصب العليا، والحال أن هذا الموضوع غير موجود في الكثير من دول العالم”.

كما تساءل نعيم عن “الحقوق التي يطالب بها المجتمع الدولي من حركة “طالبان” لتنفيذها والمتعلقة بحقوق المرأة، وهل الاهتمام بقضايا التواجد في المناصب الحكومية سواء كان رجلا أو امرأة، هو من الحقوق الأولية؟ أو أن هناك حقوقا أخرى أولى بالحل، مثل مشكلة الخدمات الصحية والغذاء والماء والعلاج، فهم يحرمون من حقوقهم الأوليّة في الحياة، ثم يدّعون أن هناك حقوقا أخرى في المرتبة الثانية والثالثة”.

وأوضح نعيم أن حكومة “طالبان” مستغربة من هذا التعامل، واعتبر أن “هذا ظلم في حق المجتمع الأفغاني والنساء الأفغانيات والأطفال والشيوخ، لذا لا بد أن نرفع صوتنا ونحن رفعناه، لماذا لا ينظرون إلى هذه القضية المهمة، إنها كارثة إنسانية، هناك مشاكل في التعليم وفي البنوك بعد تجميد 10 مليارات دولار في أمريكا، وهي من حق النساء والأطفال”.

كما تحدّث عن أن ما تطالب به هذه الدول هي ذاتها وصلت إليه بعد خمسين سنة، ويطالبون حكومتنا بالتغيير، مضيفا: “إن هذه الإدعاءات التي يرفعونها غير واضحة، هذه المطالب غير واقعية ومخالفة للعقل والمنطق والواقع وهذا ظلم”.

واختتم قوله: “نحن نريد من العالم أن يرفعوا أصواتهم ضد ما يحدث بحق الشعب الأفغاني”. مشيرا إلى إيلاء حركة “طالبان” الأهمية للعلاقات مع روسيا، وقال “نريد علاقات إيجابية مع جميع دول العالم وعلى مختلف المستويات، والذي يريد أن يتعامل معنا فنحن على استعداد، وروسيا من الدول التي لها مواقف ولا بد أن تشكر عليها، وهي جارة لأفغانستان، وإن كانت بعيدة، ولها دور في القضايا الدولية، نطلب من الجميع ومن دول المنطقة التعامل مع حكومتنا، لأن الطريق الوحيد والأمثل والأحسن لحل المشاكل هو الحوار والتفاهم”.

يذكر أن الأمانة العامة للأمم المتحدة، كانت قد تلقت يوم 20 سبتمبر/ أيلول الجاري، رسالة من وزير الخارجية في الحكومة التي شكلتها “طالبان” بأفغانستان، أميرخان متقي، بشأن تعيين المتحدث باسم مكتبها السياسي في الدوحة، سهيل شاهين، مندوبا لها لدى الأمم المتحدة وتمت إحالة الرسالة إلى لجنة شؤون الاعتماد للأمم المتحدة، لتتم دراستها.

وعلى صعيد آخر، أكّد وكيل وزارة الثقافة والإعلام في حكومة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، رغبة حكومة طالبان أن تساهم روسيا بإعادة الإعمار في أفغانستان وتنفيذ المشاريع الاقتصادية، مرحباً بالوقت عينه بالمساعدات من كل الدول.

وقال مجاهد رداً على إمكانية روسيا مساعدة أفغانستان “لا أعلم المشاريع المحددة، لكن تستطيع الشعوب المختلفة مساعدتنا، وروسيا أيضا تستطيع أن تساعدنا بمشاريعها الاقتصادية في أفغانستان والتجارية وباستثمار أموالهم في أفغانستان”.

وأكّد المسؤول الأفغاني أن المساعدة مرحبة أيضا من باقي الدول قائلاً “وأيضا تركيا تستطيع مساعدتنا في مجال التعليم، كذلك دول أخرى تستطيع مساعدتنا في أمور مختلفة”.

يشار إلى أنه في أوائل أغسطس/آب، صعدت حركة طالبان هجومها ضد القوات الحكومية الأفغانية، ودخلت كابول في 15 أغسطس، وأعلنت في اليوم التالي أن الحرب قد انتهت.

في 6 سبتمبر/أيلول، أعلنت حركة طالبان أن بنجشير، آخر المقاطعات الأفغانية البالغ عددها 34، قد أصبحت تحت سيطرتها بالقتال. في اليوم التالي، تم الإعلان عن تشكيل الحكومة المؤقتة لأفغانستان. وسيرأسها محمد حسن أخوند، الذي كان وزيرا للخارجية خلال حكم طالبان الأول ويخضع لعقوبات الأمم المتحدة منذ عام 2001.

هذا وبسطت طالبان في 15 أغسطس/آب الماضي، سيطرتها على أفغانستان لتشكل حكومة تدير شؤون البلاد.

وجاءت سيطرة طالبان على أفغانستان لتتوج عمليات عسكرية ضد القوات الحكومية استمرت أسابيع، تزامنا مع عملية انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة، والتي اكتملت نهاية الشهر الماضي.

 

سبوتنيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button