هل تكون الصومال أفغانستان القادمة؟

النشرة الدولية –

فاجأ استيلاء طالبان على السلطة العالم، وأثار مخاوف من أن تكون لهذه التجربة تداعيات تتجاوز أفغانستان بكثير، وتبقى الصومال إحدى أكثر البلدان التي تحمل أوجه تشابه كثيرة مع التجربة الأفغانية، بحسب تحليل على مجلة “فورين بوليسي”.

وفي المقال، كتب عمر محمود، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، وعبد الحكيم عينتي مستشار سابق للحكومة الصومالية، أن نتيجة ما وقع في أفغانستان تثير تساؤلات خطيرة حول جدوى مشاريع بناء الدولة المدعومة دوليا، وخاصة في غياب تسوية سياسية شاملة.

ويشير المقال إلى أن الصومال يحمل أوجه تشابه كثيرة مع أفغانستان، إذ في كلا البلدين، ترسخ مشروع إسلامي بعد فترة طويلة من الصراع، إلا أن القوى الخارجية طردته في سياق الحرب العالمية على الإرهاب (الولايات المتحدة في أفغانستان وإثيوبيا في الصومال).

وما تلا ذلك كان مشاريع بناء الدولة المدعومة خارجيا لتحل محل هياكل الحكم السابقة، فضلا عن التمرد المتزايد ضد تلك التدخلات (بقيادة طالبان وحركة الشباب على التوالي).

وتم دعم الحكومات الجديدة من خلال المساعدات الأمنية الخارجية ولكنها كافحت من أجل الحصول على المستوى المطلوب من الشرعية المحلية لتحقيق النجاح.

ويقول المقال إن بقاء الحكومة الصومالية يعتمد بشكل كبير على القوات الخارجية، لأنها غير قادرة على دفع رواتب أفراد الشرطة والجيش.

ويواجه الجيش الوطني الصومالي، بقدرات محدودة حربا حديثة على غرار حرب العصابات.

واعتمدت كل من حكومة أفغانستان والصومال على الجهات الفاعلة الخارجية من أجل بقائها، وفي حالة أفغانستان، كان هذا المشروع غير قادر على البقاء بمجرد أن سحبت الجهات الفاعلة الخارجية دعمها.

وفي أفغانستان، على الرغم من الاستثمار الهائل في مليارات الدولارات من المساعدات غير المشروطة إلى حد كبير على مدى عقدين من الزمن، فإن هذا لم يترجم أبدا إلى تطوير نظام سياسي يمكن أن يستمر.

ويشير المقال إلى أنه ورغم بعض الاختلافات بين البلدين، إلا أن أوجه التشابه ملفتة للنظر بما يكفي لإثارة السؤال عما إذا كان الصومال سيتبع أفغانستان.

وخلص الكاتبان إلى أن مستقبل الصومال القريب سيتحدد إلى حد كبير بثلاثة عوامل رئيسية: قوة تمرد حركة الشباب، وأداء الحكومة الاتحادية المتعثرة، ومستويات صبر الشركاء الدوليين.

ولكن في نهاية المطاف، يقول المقال، هناك درس آخر من أفغانستان هو أن تأمين انتصار نهائي على جماعات متمردة راسخة مثل طالبان من خلال إدخال تحسينات على الحكم وتدريب قوات الأمن هو احتمال غير مؤكد.

يذكر أن حركة الشباب الإسلامية المتطرفة، التي أطلقت تمرّدا في الصومال منذ العام 2007، تسيطر على مناطق ريفية واسعة وتشن هجمات متكررة في العاصمة الصومالية، مقديشو.

والاثنين، دعت الولايات المتحدة رئيس الصومال محمد عبد الله محمد ورئيس الوزراء محمد حسين روبلي لحل “خلافهما” منعا لتأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في العاشر من أكتوبر.

وأثار الخلاف بين الرئيس ورئيس الوزراء القلق بشأن استقرار الصومال. وتصاعدت حدّته الأسبوع الجاري عندما علّق فارماجو سلطات روبلي التنفيذية، في خطوة اعتبرها رئيس الوزراء مخالفة للقانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى