المئات من قطعان المستوطنين يواصلون اقتحام المسجد الاقصى لفرض واقع جديد في الأقصى
النشرة الدولية –
واصل مئات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، في الأيام الأخيرة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال امرأة وشابا من باحاته، أمس الخميس.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» عن أحد حراس الأقصى قوله «إن مئات المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات كبيرة ومتتالية، وأدوا طقوسا تلمودية، وقدموا شروحات عن ‹الهيكل› المزعوم».
وأضاف أن «الاقتحامات جرت بحماية مشددة من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي استدعت أحد حراس الأقصى، أحمد الدلال، للتحقيق معه في مركز القشلة».
وفي السياق ذاته، اعتقلت قوات الاحتلال السيدة رائدة سعيد، والشاب سيف القواسمي، خلال تواجدهما في باحات المسجد الأقصى المبارك، واقتادتهما إلى باب السلسلة، وهو أحد أبواب الأقصى.
وكثف المستوطنون من اقتحاماتهم اليومية للأقصى، بحجة الأعياد اليهودية، فيما أطلقت جماعات «الهيكل» المزعوم دعوات للمستوطنين المتطرفين لاقتحامه.
إلى ذلك، شيع أهالي بلدة الخضر في بيت لحم، أمس الخميس، جثمان الأسير المحرر حسين مَسالْمة (39 عاما) الذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال الإسرائيلية، قبل شهور، بعد تردي حالته الصحية، داخل سجونها.
والأربعاء، استشهد الأسير المحرر مَسالْمة، من بلدة الخضر في محافظة بيت لحم، من جراء إصابته بسرطان الدم، والإهمال الطّبي المتعمد من مصلحة السجون الإسرائيلية طوال فترة احتجازه.
وانطلق موكب تشييع مَسالْمة من أمام مستشفى الحسين، في بلدة بيت جالا غربي بيت لحم، باتجاه منزله، وجرى التشييع بجنازة عسكرية، أطلق فيها مسلحون النار، وردد المشاركون هتافات منددة بالممارسات الإسرائيلية.
وأدى حشد كبير من أهالي بلدته الخضر، الصلاة عليه في مسجد البلدة، قبل مواراته الثرى بمقبرة مخيم الدهيشة القريبة.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، إن «الأسير المحرر حسين مَسالْمة استشهد في المستشفى الاستشاري برام الله حيث نقل إليه في 13 أيلول الجاري، بعد تفاقم حالته الصحية».
وكان الأسير مَسالْمة قد اعتقل عام 2002، وصدر بحقه حُكمًا بالسّجن لمدة 20 عامًا، أمضى منها نحو 19 عامًا، حيث مر «بمرحلة صعبة من حياته أمضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أصيب خلالها بسرطان الدّم، وعانى من الإهمال الطّبي المتعمد من مصلحة السجون الإسرائيلية طوال فترة احتجازه.
وأوضح النادي أن إسرائيل أفرجت عن مَسالْمة، في شباط الماضي، علما بأن الإفراج عنه جاء بعد جهود قانونية حثيثة، وبعد وصول حالته الصحية إلى الدرجة القصوى من السّوء.
واستشهد في السجون الإسرائيلية 226 أسيرا منذ عام 1967، وفق معطيات نشرها نادي الأسير في السادس من أيلول الجاري. ويقبع 4 آلاف و850 أسيرا وأسيرة فلسطينية داخل 23 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف إسرائيلي، ويعانون من انتهاكات عديدة، من بينهم نحو 550 مريضا، 10 منهم مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة، وفق مؤسسات فلسطينية معنية بالأسرى.
في موضوع آخر، حذر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، من خطورة مشروع التسوية الإسرائيلي، الذي يهدف إلى تسجيل الأملاك والعقارات في القدس المحتلة، داعيا الفلسطينيين إلى رفض التعاطي معه.
جاء ذلك خلال الجلسة 199 التي عقدها المجلس، أمس الخميس، برئاسة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، محمد حسين، تخللها مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن. وبين المجلس أن هذا المشروع يهدف إلى الاستيلاء على أملاك الفلسطينيين، بذريعة ما يسمى بقانون أملاك الغائبين، ويمثل جزءاً خطيراً من المخطط الاستعماري لضم المدينة المقدسة، والذي من شأنه تغيير طابع المدينة القانوني وتركيبتها، ما يؤدي إلى تهويدها.
وقال إن هذا المشروع يهدف إلى سرقة مزيد من الأرض الفلسطينية وتقطيع أوصالها، وعزل مناطقها عن بعض، مؤكداً أن جميع الاستيطان غير شرعي وإلى زوال، ولن يتم السماح بشرعنة أي بناء استيطاني على الأرض الفلسطينية المحتلة.
وعلى صعيد التهويد الجاري في القدس، ندد المجلس باستمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المُبارك، وآخرها اقتحام أعداد كبيرة من المتطرفين له، وإقامتهم الطقوس الدينية اليهودية داخله، في خطوة استفزازية.
وأكد رفض هذه الانتهاكات المدبرة والمحمية من سلطات الاحتلال وشرطتها، وأنّ المسجد الأقصى المبارك بكامله هو للمسلمين وحدهم، ولا يحق لأحد غيرهم التدخل في شؤونه، مطالباً سلطات الاحتلال بالكف عن المس بالمسجد الاقصى، ولزوم احترام حرمته.
ودعا الشعب الفلسطيني إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى، والنفير العام، وإعلان الرفض القاطع لاقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى التي تأتي في إطار الانتهاكات المتواصلة بحق المقدسات والمعالم الأثرية والتاريخية الفلسطينية، وسياسة الاحتلال الهادفة إلى فرض أمر واقع على الأرض، في محاولة فاشلة ومرفوضة لاستباحة كامل الأرض الفلسطينية، في ظل الاحتلال.
من جانب آخر، أدان المجلس قرارات سلطات الاحتلال المتكررة بإغلاق المسجد الإبراهيمي في الخليل، بحجة الأعياد اليهودية، مؤكداً أن المسجد هو خالص للمسلمين وحدهم، ولا يحق لأحد غيرهم التدخل في شؤونه، وأن الاحتلال بقراراته وممارساته هذه يخالف القوانين والأعراف الدولية، مناشداً العالم أجمع ضرورة التدخل لوقف هذه الاعتداءات العنصرية.