صداقة الأميركان.. والعدالة مع الأمة
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

كتب الأستاذ محمد الرميحي مقالاً في «الشرق الأوسط» (25/‏9) ذكر فيه أن في مكان ما من السلوك السياسي الأميركي ما تعجب به، وفي مكان آخر ما تتعجب منه! وهذا صحيح.

كما تساءل في الجزء الذي يهمني من المقال، عن السياسة التي يجب أن تُتبع لكي نحتفظ بصداقة أميركا. فمن الحمق وقلة الحكمة أخذ موقف عدائي منها، وخاصة من دولة صغيرة مثلنا. وأن علينا التفكير في البدائل، فربط المصالح، اعتماداً على النفط، أصبح موضة قديمة، وعلينا بدلاً من ذلك التفاعل بإيجابية مع تيارات واشنطن السياسية في مواقعها، وبناء «لوبي» ذكي متفاعل يتحدث للناشطين الأميركيين بلغتهم. كما يتوجب التفكير في عواصم أخرى مثل لندن وباريس وبرلين.

ويرى الباحث الاقتصادي «مروان سلامة» أن من الحكمة للدول الصغيرة مثلنا توزيع بيضها على عدة سلال، والاقتراب من دول قوية كالصين وروسيا، والارتباط بتجمعات عالمية كمنظمة عدم الانحياز وما شابهها.

أضيف للعوامل أعلاه عاملاً أراه الأهم، في رأيي، للاحتفاظ بعلاقات جيدة مع واشنطن، وكسب تعاطف واحترام دول العالم أجمع، وذلك عن طريق احترامنا لأنفسنا، شعباً وحكومة، وخلق جبهة داخلية قوية، واحترام حقوق المواطن والمقيم كاملة، ورفض أية انتهاكات لحقوق أي طرف، والإصرار على تطبيق القانون على الشيوخ وأفراد الشعب بمسطرة واحدة.

فلو نظرنا لما حدث للعراق وليبيا وتونس وغيرها، وتدخل عدد من دول العالم، وحتى الأفراد والمنظمات الإرهابية المسلحة، في شؤونها لوجدنا أن كل أنظمة هذه الدول لم تحترم شعوبها يوماً، وكان حكمها يتسم بدكتاتورية ظالمة وبغيضة تسعى لقهر الفرد وإهانة كرامته، والتخلص من معارضي الحكم قتلاً، فلما تعرضت دولهم تالياً «للعدوان» لم يذرف أحد دمعة، ولم تمتد يد لمساعدة حكومات تلك الأنظمة المتسلطة، إلا من أنظمة متسلطة مثلها، وهذا حدث في حالات نادرة.

رأينا عكس ذلك عندما غزت قوات الدكتاتور الأرعن صدام الكويت عام 1990 وكيف هبت دول العالم أجمع للوقوف مع الكويت ضد الدولة المعتدية. ولم يكن غريباً بالتالي ذلك التآخي الذي ظهر خلال جلسات مؤتمر جدة، وكنت أحد حضوره، بين الأسرة، ممثلة بالقيادة، وبين الشخصيات السياسية والاقتصادية والتاريخية.

وحدتنا الوطنية هي الحصن، وتآلفنا مع محيطنا الإقليمي هو الجدار الحامي، وتحالفنا مع القوى الكبرى هي القبة الأمنية التي تظللنا.

فإن أردنا للكويت البقاء والرخاء فعلينا احترام الدستور وتطبيق القوانين على الجميع، وهذا ما أصبحنا نراه بشكل متزايد، وبصورة غير مسبوقة، ما دفعنا وغيرنا للإشادة بهذا الاتجاه الطيب والعقلاني.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى