“فاينانشال تايمز”: الخليج يستطيع لعب دور الوسيط في منافسة واشنطن وبكين
النشرة الدولية –
اعتبر الأستاذ المساعد في مدرسة بروكسل للحكم في بلجيكا، جاي بورتون، أن العلاقات الخليجية مع الصين تمنح الولايات المتحدة مسارًا بديلًا، حيث أكد أنه ”بدلًا من غلق باب العلاقات مع أي من البلدين، فإن الدول الخليجية يمكنها القيام بدور الوسيط بين الصين والولايات المتحدة“، حسب ما نشر موقع “إرم نيوز” الإخباري.
جاء تعليق بورتون، الذي نشرته صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، ردًا على تقرير سابق للصحيفة حمل عنوان ”كيف تضغط معركة القوة العظمى بين الصين والولايات المتحدة على الخليج؟“، والذي ناقش أن دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تتعرض لضغوط من واشنطن لتخييرها في علاقاتها مع بكين، في ظل ازدياد المنافسة بين القوتين العظميين.
وأكد بورتون أنه ”لا يجب أن تقتصر الجهود السعودية الإماراتية على منطقة الشرق الأوسط فقط، بل يجب أن تمتد لمناطق أخرى، خاصة أن الرياض وأبوظبي لديهما تطلعات واسعة ويعتبران لاعبين ذوي تأثير دولي“.
وتابع بورتون أن ”البلدين يمكنهما استغلال هذه الطموحات والنوايا الحسنة مع كل من واشنطن وبكين، سواء في منطقة شرق آسيا، أو في قضايا أخرى أكثر موضوعية، مثل تغير المناخ“.
وذكرت ”فاينانشال تايمز“، في تقريرها الذي نشرته قبل أيام، أن قادة دول الخليج العربي كانوا ينظرون على مدى عقود ماضية إلى واشنطن باعتبارها الضامن لأمن بلدانهم، في حين كانت أمريكا تنظر إليهم على أنهم موردون موثوق بهم للطاقة العالمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن واردات النفط الأمريكية من المنطقة تراجعت بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير؛ بسبب طفرة الغاز الصخري في الولايات المتحدة، بينما ارتفع الطلب على النفط في آسيا، تزامنا مع ازدهار العلاقات بين الصين ودول الخليج، لتغدو أعمق من مجرد واردات النفط.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أمريكي مخضرم قوله إن ”العامل الصيني أصبح بالفعل نقطة خلاف حقيقية في العلاقات مع دولة الإمارات“، مضيفا: ”الإماراتيون حازمون في هذا الأمر، ويقولون بوضوح لا تضعونا في محل الاختيار“.
وقالت الصحيفة البريطانية إن المسؤولين الخليجيين ”يصرون على أن أمريكا لا تزال حليفهم الأول، مستشهدين بالعلاقة الأمنية التاريخية والاستثمارات الضخمة في الولايات المتحدة، لا سيما في أذون الخزانة، وكذلك العلاقات الثقافية التي تطورت عندما درس الشباب العرب في المدارس والجامعات الأمريكية، وأنه لا يوجد أي احتمال بأن تحل الصين عسكريا محل أمريكا في المنطقة، أو تصبح مصدرا رئيسا للسلاح إلى بلدان الخليج العربي“.
ورأت الصحيفة أنه رغم كل تلك التصريحات الخليجية، فإن قادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وهما أكبر اقتصادين في الشرق الأوسط، والشريكان التقليديان للولايات المتحدة، ”يتطلعون إلى تنويع علاقاتهم وإبراز قوتهم من خلال تحالفات أوسع، عبر النظر بشكل متزايد إلى الشرق“.