أين قضايانا العربية؟!
بقلم: صالح القلاب
النشرة الدولية –
عندما كنا نُسأل عمّا هي “قضيتنا” العربية فإنّنا في مرحلةٍ سابقةٍ كنا نبادر إلى القول بدون لا تردّدٍ ولا “تلعثمٍ” إنها قضية فلسطين أما الآن وبعد هذا الذي إعتبرناه : “الربيع العربي” وهذا مع أنه “خريفاً أجرداً” فإننا نحارُ في ماذا نقول ونجيب وحيث أنّ إيران هذه، دولة الوليِّ الفقيه، تهيمن على أربع دولٍ عربيةٍ: العراق وسوريا ولبنان، وإنّ ليبيا يسيطر عليها كلُّ ما هبَّ ودبَّ، كما يقال، وذلك في حين أن هؤلاء “الحوثيّين” الذين غير معروفٍ: “أصلهم وفصلهم” تسيطر عليهم دولة الولي الفقيه نفسها التي أصبحت حتى ضاحية بيروت الجنوبية تابعةً لها ومعها الجنوب اللبناني كله الذي كان ذات يومٍ بات بعيداً “قاعدة” المقاومة الفلسطينية.
لقد كانت قضية فلسطين هي أمُّ القضايا العربية وهذا قبل أنْ يسلّمها العرب لأهلها الذين يعتبرهم البعض حركة “حماس” الإخوانية “المُتمترسة” في قطاع غزة في حين أنّ البعض الآخر يعتبر أنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي المُمثل الشرعي والوحيد وهذا ينطبق بالطبع على حركة “فتح” التي هي أولُّ الرصاص وبدايةُ الثورة وحقيقةً أنّ هناك قضايا أخرى قد أعترضت طريقها إنْ قبل هذا الذي يسمى: “الربيع العربي” وإنْ بعده!!
والآن … لقد تراجعت قضية فلسطين كثيراً وقد إرتاح العرب العاربة والعرب المُستعربة من همومها المتراكمة بوضعها بيد الأخ “الرئيس” محمود عباس (أبو مازن) ومع حصةٍ مجزيةٍ لجماعة: خالد مشعل وإسماعيل هنية وهناك قضية العراق وقضية سوريا: “القطر العربي السوري” وبالطبع وقضايا لبنان الكثيرة والمتعدّدة وقضية ليبيا وقضية اليمن .. والبعض يضيف وقضايا أخرى على إعتبار أنّ كل قضية في “بطنها” ألف قضيةٍ وقضيةٍ!!.
وبالطبع فإنّ هناك حسب المصالح والأمزجة، من يقول أنّ هناك قضايا عادلة وقضايا غير عادلةٍ وأنّ القضية السورية في أيدي أربع دولٍ هي: روسيا وإيران وتركيا وأيضاً وإسرائيل، وللأسف، بينما أنّ العراق “مُتكفِّلة” به دولة الوليّ الفقيه ومع تسلُّلٍ غير معلنٍ من قبل بعض “الإشقاء” وذلك في حين أنّ لبنان: “حدِّثْ ولا حرج” وأنّ ليبيا يقتتلُ عليها “الإخوان” وبعض قادة هذا الزمان.. أما اليمن فقد وضعته إيران في أيدي “الحوثيّين” وأيضاً وبعض المتطفلين!!
وعليه فإنّ هناك قضايا تعتبر غير عادلةٍ مقابل القضايا العادلة وإنّ القضايا العادلة على رأسها فلسطين وأنه بالنسبة لـ”الأشقاء” الأكراد فقد أُعطوا رئاسة العراق ورئيس وزرائه ووزير خارجيته بديلاً عن دولتهم المستقلة المنشودة والمشكلة هنا أنّ: هيلاري كلنتون قد قالت في كتابها: “الخيارات الصعبة” أنّ الإدارة الأميركية قد بحثت عن زعيمٍ سنيٍ وزعيمٍ شيعيٍ للتفاهم معهما فكان الشيعيُّ خامنئي وكان السنيُّ رجب طيب أردوغان وكأنه لا يوجد زعيمٌ عربيٌ .. وهذا مع أنّ هناك زعامات عربية أهمُّ بألف مرّةٍ ممن ذُكرت أسماؤهم في هذه الصورة النمطية!!