تاريخ متباين لمعرض”إكسبو”… توقعات بقدوم 25 مليون زائر على مدار ستة أشهر

النشرة الدولية –

تستعد مدينة دبي هذا الأسبوع لاستقبال ملايين الزوار مع انطلاق “إكسبو 2020″، الجمعة، الذي تم تأجيله لعام كامل بسبب كوفيد-19، ويعتبر الحدث العالمي الأكبر منذ تفشي الوباء والأول من نوعه في الشرق الأوسط.

وسينطلق إكسبو، الخميس، باحتفال كبير، بينما تم تجهيز أجنحة الدول المشاركة والبالغ عددها أكثر من 190 في العالم. كما سيتم عرض ابتكارات تكنولوجية، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وتستضيف دبي إكسبو للمرة الأولى في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يكون الحدث الأكبر في المنطقة مع تقديرات بقدوم 25 مليون زائر على مدار ستة أشهر.

بدوره، قال حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال زيارة قام بها إلى غرفة العمليات والتحكم في إكسبو 2020، الأحد الماضي: “وعدنا بتنظيم حدث سيكون علامة فارقة في تاريخ إكسبو، وفرق العمل تتنافس في ترجمة الوعد إلى إنجاز ملموس مؤكدين جدارتنا كشريك في صنع المستقبل”.

 

وبحسب حاكم دبي فإن “134 فريقا من 95 جنسية يعملون كفريق عالمي واحد لإطلاق حدث عالمي رائد في دولة جمعت العالم في وقت ومكان واحد”.

كما قال ولي عهد دبي، الشيخ حمدان بن محمد بن راشد  آل مكتوم، عبر حسابه في تويتر: ” عندما تتواصل العقول، نصنع المستقبل من هنا،  إكسبو 2020″.

وتأمل الإمارات بأن يعزز هذا المعرض العالمي، الذي راهنت عليه بمليارات الدولارات، اقتصاد البلاد، حيث أنها شيدت مدينة بأكملها لإقامة المعرض، والتي سيتم تفكيكها إلى حد كبير بعد انتهاء الحدث الذي يستمر ستة أشهر حتى مارس، وفقا لوكالة “أسوشيتد برس”.

صروح تاريخية

وأقيم أول معرض عالمي في باريس عام 1789 بهدف إظهار الخبرة  الصناعية الفرنسية في ظل الثورة الصناعية. ونُظمت فعاليات مشابهة في العاصمة الفرنسية بشكل متقطع حتى 1849، بحسب فرانس برس.

ثم قبلت بريطانيا التحدي فدعت الصناعيين والمخترعين من أنحاء العالم إلى لندن عام 1851، مؤذنة بولادة معارض دولية.

وشُيّد مبنى “كريستال بالاس” الزجاجي الضخم لاستيعاب قرابة 14 ألف من الجهات العارضة من 40 دولة في حديقة “هايد بارك”.

في وقت لاحق نقل المبنى وأعيد تركيبه في حي بجنوب لندن لا يزال يحمل نفس الاسم. ودمر المبنى في حريق عام 1936.

وأصبح برج سبيس نيدل في سياتل يرمز للمدينة بعد تشييده للمعرض العالمي 1963، تماما كما ساهم نصب أتوميوم بكراته الفولاذية الضخمة في وضع بروكسل على الخارطة قبل خمس سنوات على ذلك.

واحتفى الجناح الإسباني بلوحة “غيرنيكا” لبابلو بيكاسو التي تندد بعنف الفاشيين خلال الحرب الأهلية التي انتصر في نهايتها الدكتاتور فرانشيسكو فرانكو.

وخلقت المعارض صروحا هي من الأشهر في العالم، ليس أقلها برج ايفل أهم ما ميّز معرض باريس 1889.

لكن العديد من معارض الإكسبو، في العقود الأخيرة، لم تحظ بالاهتمام نفسه، أو على الأقل لم تحقق هذا الإنجاز الإيجابي، وفقا لـ”أسوشيتد برس”.

إفلاس وشغب

فقد أفلس المعرض العالمي عام 1984 في نيو أورليانز وتطلب إنقاذا من الحكومة. واجتذب معرض إكسبو 2000 في ألمانيا 18 مليون زائر، وهو عدد أقل بكثير من 40 مليون زائر متوقع. وشهد إكسبو ميلانو 2015 أعمال شغب بسبب مزاعم بالفساد، وفقا للوكالة.

ووفقا لتقديرات شركة “إي واي في” العام 2019، فقد أنفقت دبي 7 مليارات دولار على مشاريع البناء للمعرض فقط. واعتمادا على توقعات بحضور 25 مليون زائر، توقعت الشركة إنفاق 6 مليارات دولار إضافية خلال الحدث.

دبي شيدت مدينة بأكملها لإقامة المعرض
دبي شيدت مدينة بأكملها لإقامة المعرض

وذكرت الشركة أنها لم تقم بتحديث أي من إحصاءات 2019 الخاصة بالمعرض، بحسب “أسوشيتد برس”.

وتقول الوكالة إن إكسبو 2020 رفض التصريح لأي مسؤول بالحديث إليها قبل الافتتاح. ولم يرد المنظمون أيضا على سلسلة من الأسئلة التي طرحتها الوكالة حول الحدث، وبدلا من ذلك تم إرسال بيان عبر البريد الإلكتروني.

وقال البيان: “لقد بنينا مجتمعا حديثا يركز على الأشخاص أولا ويلبي متطلبات الاقتصاد العالمي الجديد، مدعوما بأحدث التطورات في التكنولوجيا والتصميم الذي يركز على الإنسان”.

 

أجنحة دولية

ويتوقع أن تعتمد الإمارات، التي شهدت تقاربا أكثر مع الصين في السنوات الأخيرة، على الزوار الصينيين للمعرض.

واستقبل معرض شنغهاي 2010 أكثر من 73 مليون زائر، وهو رقم قياسي. لكن يبدو أن الرهان على الصين في الوقت الحالي  غير مطروح، حيث يواجه العائدون إلى البلاد أسابيع من الحجر الصحي والاختبارات، بحسب “فرانس برس” التي تقول إن الصين تملك أحد أكبر الأجنحة في المعرض بمساحة 4636 مترا مربعا.

وتستعرض الدول في أجنحتها منتجات مختلفة ومتنوعة من روبوت صيني على شكل باندا إلى تابوت أثري فرعوني في الجناح المصري.

وسيتم أيضا تنظيم “أسابيع الموضوعات” خلال اكسبو حيث سيتم التركيز على أمور مختلفة مثل المناخ والتنوع الحيوي والفضاء والتنمية الريفية والحضرية وغيرها.

وتشارك أيضا إسرائيل في المعرض، في خطوة متقدمة جديدة في العلاقات بين الإمارات وإسرائيل اللتين وقعتا اتفاقا لتطبيع علاقاتهما قبل عام.

وكان أكبر حدث تم تنظيمه خلال جائحة كوفيد، أولمبياد طوكيو الذي أقيم في الصيف الماضي، إنما من دون متفرجين للحد من انتقال الفيروس.

وسيطلب من زوار المعرض تقديم إثبات تطعيم أو نتيجة فحص سلبية لوباء كوفيد-19. كما سيتعين عليهم وضع الكمامات والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.

وسجلت الإمارات تراجعا في الإصابات بالوباء مع أقل من 300 حالة الأحد الماضي، أي أقل من نصف الإصابات التي كانت تسجل قبل أسبوعين.

واستقبلت الإمارة منذ أن أعادت فتح أبوابها للسياح في يوليو 2020 ولغاية ديسمبر أكثر من 1.7 مليون زائر دولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى