“تطور” الجماعات الإرهابية في 20 عاما… من التمرد إلى سدة الحكم!
النشرة الدولية –
طورت الجماعات الإرهابية المنتشرة حول العالم من نفسها، خلال العقدين الماضيين، لتصبح “أكثر انتشارا وذكاء” عما كانت عليه عندما أطلقت الولايات المتحدة حربا عالمية على الإرهاب، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وفقا لما جاء في تقرير لموقع “بريكينغ ديفينس” الأميركي.
ويرسم التقرير صورة للتغير الذي شهدته للجماعات الإرهابية خلال هذه الفترة الزمنية، لتتحول من مجموعات تستخدم المدافع الرشاشة والقذائف الصاروخية، إلى تنظيمات تعتمد على الطائرات بدون طيار والذخيرة الموجهة والصواريخ الباليستية.
كان تركيز الولايات المتحدة بعد إطلاق الحرب على الإرهاب، في 2001، منصبا على تنظيم “القاعدة” ثم توسعت الحرب لتشمل حزب الله. والمجموعتان كانتا مزودتين بأسلحة الحقبة السوفيتية المخصصة لحرب العصابات.
لكن خلال العقدين الماضيين، استخدمت الجماعات المنشقة عن القاعدة، مثل “داعش”، طائرات بدون طيار والاتصالات المشفرة وحتى وسائل التواصل الاجتماعي، وتم خلال هذه الفترة تزويد حزب الله بأحدث الأسلحة، و”بعضها أميركي الصنع”، وفقا للتقرير.
ويشير التقرير إلى تغير آخر حصل وهو أن هذا التحول لبعض الجماعات لم يقتصر على القدرات العسكرية إلى امتد لطبيعتها، لتتحول من جماعات متمردة إلى جهات فاعلة في دوائر الحكم.
وأشار الخبراء للموقع إلى ثلاثة أسباب دفعت إلى تطور الجماعات الإرهابية، وهي: سهولة الوصول إلى التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، وشراكاتها مع الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتحويل تركيز بعض الجماعات من تقويض الدولة إلى محاولة أن تصبح هي الدولة.
وبينما استفادت الجيوش ووكالات إنفاذ القانون في العالم من التقدم التكنولوجي، استفادت منها أيضا الجماعات المتمردة والإرهابية في جميع أنحاء العالم.
وقال ديفيد دي روش، من مركز آسيا للدراسات الإستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني بواشنطن للموقع: “تسمح الطائرات التجارية بدون طيار وصور الأقمار الصناعية للمجموعات ذات الحد الأدنى من الخبرة بمراقبة المنشآت الآمنة ومهاجمتها، كما يسمح الإنترنت للمجموعات الصغيرة بإرسال الأوامر والطلبات في جميع أنحاء العالم على الفور وبتكلفة ضئيلة”.
لكن تقنيات وأسلحة أخرى أكثر تطورا وفتكا لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الدول، وفي هذه الحالة إيران، بالتبعية حزب الله ولاعبين آخرين.
اللواء المتقاعد من سلاح الجو الإماراتي ووكيل وزارة الدفاع السابق، عبد الله سيد الهاشمي، يشير للموقع إلى أن “إيران زودت الجماعات الإرهابية في العراق ولبنان وسوريا واليمن بطائرات مسيرة هجومية وصواريخ باليستية وأنظمة قيادة وتحكم”.
ويلفت التقرير إلى تعاون متزايد بين الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة في العديد من مناطق العالم، وما دفعها إلى ذلك هو نجاح الولايات المتحدة وحلفائها في تضييق الخناق على شبكات التمويل التقليدية للإرهابيين.
وتطورت هذه الجماعات أيضا نتيجة لوصول المعدات والتكنولوجيا الأميركية إليها عن غير قصد، وفقا للتقرير، وعلى سبيل المثال، استيلاء طالبان، الحليف الأصلي للقاعدة في أفغانستان، على عدد كبير من الأسلحة الأميركية الصنع التي كانت مخصصة للجيش الأفغاني.
في سياق الأخبار المتداولة عن قوّة حركة طالبان إثر سيطرتها على أفغانستان، ظهر على مواقع التواصل بلغات عدّة حول العالم رسم بياني قيل إنه لترسانة جديدة بقيمة 80 مليار دولار استحوذت عليها الحركة بعد انسحاب الجيش الأميركي، غير أن فريق التحقق من الأخبار في وكالة فرنس برس توصل إلى أن ذلك غير صحيح.
وتسعى الجماعات أيضا إلى الوصول للحكم وقد نجحت في ذلك في بعض الحالات.
يقول محمد باهارون، المدير العام لمركز “بحوث” في دبي، للموقع إن “الجماعات الإرهابية الحديثة لا تسعى فقط إلى تصدير الأيديولوجيا ولكنها تسعى إلى حكم البلدان”.
و”داعش”، على سبيل المثال، نجح في إقامة “خلافته” لفترة وجيزة في العراق وسوريا قبل هزيمته في 2017.
والمثال الأكثر تعقيدا هو حزب الله، الذي ظل كيانا سياسا في لبنان منذ عقود.
ومع ذلك، تظهر خلافات بين واشنطن وبعض حلفائها الأوروبيين والآسيويين حول الجماعات التي يجب اعتبارها إرهابية وكيفية التعامل معها، مثل حزب الله وطالبان والحوثيين.
يقول باهارون: “لقد تم تسييس الإرهاب وأصبح من الصعب على دول مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عدم التعامل مع بعض هذه المنظمات كجهات فاعلة سياسية”.