د.جنان الحربي: كائنات مجهرية بثماني أرجل تعيش ببصيلات شعرك وحول ورموشك
النشرة الدولية –
أوضحت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد في «التطبيقي»، د. جنان الحربي، أن عثة الوجه أو «ديمودكس فوليكيولورم» من الطفيليات الخارجية وهي كائن حي مجهري لديها ثماني أرجل، وشفافة يبلغ حجمها حوالي 0.3 ملم، تعيش في بصيلات شعر الوجه وحول الجفون والرموش لدى الرجال والنساء.
وقالت: تتغذى هذه العثة على الدهون وبقايا جلد الوجه، وتنجذب في العادة إلى المسام الدهنية، وخاصة الموجودة حول الخدين والأنف والجبين.
وتختبئ هذه الحشرة في المسام نهارا وفي الليل، وعندما تكون نائما، تزحف على سطح الجلد للتزاوج. ثم تحفر الأنثى أنفاقا في الجلد وتضع بيضها من 1 إلى 5 ملليمترات تحت السطح.
وبينت د. الحربي، أن فترة حياتها قصيرة تمتد في الغالب من شهر إلى شهرين ولا تمتلك هذه الحشرة فتحة خروج بل تحتفظ بفضلاتها في داخل جسمها إلا أنها تنفجر وتموت، وتنشر كل النفايات على جلدك.
لافتة إلى أن الإصابة بعثة الديمودكس تزداد غالبا مع التقدم في السن والإصابات تكون في العادة أقل لدى الأطفال، وتتراوح نسبة الإصابة ما بين 23% إلى 100% لدى الإنسان، وتكون أعلى بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة.
ويمكن أن يعزى ذلك إلى زيادة إفراز الدهن والشمع لديهم. ونسبة الإصابة لدى الذكور هي 23% وهي الأعلى مقارنة بالإناث 13%.
واستدركت بالقول: على الرغم من أننا نعتبر العثة زائرا غير مرغوب فيه، إلا أنها لا تسبب عادة أي مشاكل بل إنها تساعد على تنقية البشرة من الخلايا الميتة.
ولكن يمكن أن تصبح إشكالية عندما تنمو أكثر من المطلوب، فعثة المسام غالبا ما تتسبب بزيادة نمو خلايا الجلد فتصبح البشرة خشنة إلى جانب بعض الأعراض مثل الإكزيما، والحكة، والإحمرار، والحرقان.
وزادت وفقا لدراسة نشرت في عام 1992 في مجلة الأمراض الجلدية السريرية والتجريبية، يمكن أن تتسبب هذه العثه إذا كانت متجمعة بأعداد كبيرة، بمرض يسمى داء الديديكوسيس فضلا عن تفاقم الأمراض الجلدية مثل الأكزيما أو الوردية.
وقال كاناد شينكاي، وهو طبيب أمراض جلدية في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: يعيش معظم الناس بسلام مع عثة الوجه حتى الشيخوخة، فوجه الإنسان يكون بمنزلة منزل الأسرة لهذه النوع من العث.
في العموم، هذه العثة لا تعتبر تهديدا للإنسان، وممكن السيطرة على وجودها وتكاثرها عن طريق تنظيف الوجه يوميا، أما إذا كنت الإصابة شديدة فتستخدم الزيوت العطرية والتقشير والتنظيف بالكحول للحد منها وقتلها.