أعطوا الموظف حقه!
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

شاركت بدعوة مشكورة من تلفزيون المجلس، في برنامج باب النقاش، مع الأخت العزيزة دينا الوهيب، حول موضوع تحسين بيئة العمل للموظفين، وبالرغم من أن هذا الملف يعتبر اللبنة الرئيسية لتحقيق الإنجاز وتطوير العمل، فإن قطاعات العمل المختلفة في البلاد، وعلى رأسها القطاع الحكومي، أبعد ما تكون عن التفكير بتحسين بيئة العمل للموظف، إلا فيما ندر!

اليوم، ونحن على أعتاب تحوّل رقمي في الخدمات الحكومية، كما تدعي على الأقل حكومتنا الرشيدة، بتدشينها تطبيق «سهل»، نود أن يوازي هذا التحول الرقمي تحولاً كذلك على صعيد التنمية البشرية للموظفين، عبر عدة نقاط قد تكون هي أساس تحقيق بيئة عمل مريحة تضمن نجاح العمل وإنتاجيته.

فأولاً، التحول الرقمي يجب ألا يقتصر على تطبيق لتنفيذ خدمات حكومية أو طلب مواعيد وغيرها، بل يجب أن يشمل كل الخدمات والمعاملات الحكومية التي تقدمها الجهات للمواطن والمقيم، من جهة، وكذلك يجب أن يشمل كل المراسلات والتعاملات اللازمة لأداء العمل بين الجهات وبين الموظفين على حد سواء، الأمر الذي يضمن كذلك الشفافية والوضوح في العمل، ويضمن بيئة عمل متطورة وسريعة، إضافة إلى ضمان الشفافية والنزاهة، كون أن الأتمتة ستشمل التعاملات بالكامل.

وبما أن العنصر البشري يعتبر رأس مال يجب الاستثمار به من خلال تطويره وتنميته، فإن على جهات العمل أن تنظر لموظفيها كركيزة اقتصادية أساسية، ومحرك نجاح وإنجاز.

الحوكمة كذلك، تعتبر عاملاً رئيساً في تطوير بيئة العمل، سواء للمؤسسة أو الجهة، أو للموظفين، فمتى كانت آلية العمل واضحة، وقراراته ولوائحه مفهومة، استطاع الموظف أن ينجز بشكل أفضل.

ومن واقع تجربة، سواء لي أو لأشخاص حولي، فإن إحدى المشكلات الرئيسة التي تواجه الموظف في قطاعات العمل المختلفة، وخاصة القطاع الحكومي، عدم وجود توصيف وظيفي لمهام الموظف، الأمر الذي يؤثر في أدائه سلباً، فمن باب أولى أن تقوم الجهات المعنية، بوضع وصف وظيفي دقيق، يتضمن المهام المنوطة بالموظف في موقع عمله، فضلاً عن ضرورة اطلاعه على حقوقه وواجباته، ليكون هذا الوصف فيصلاً في تقييم الموظف لاحقاً.

وليس بعيداً عن ذلك، فإن أحد أهم عوامل تحسين بيئة العمل للموظفين، وزيادة إنتاجهم، وجود مدونة سلوك للمؤسسة أو جهة العمل، الأمر الذي يجعل عمل المؤسسة واضحاً وشفافاً أمام الموظفين، فضلاً عن ضرورة توفير الاستدامة في بيئة العمل عبر خلق الظروف الملائمة والصحية للعنصر البشري والعوامل المحفزة والمشجعة على الإنتاج والإنجاز، مما ينعكس إيجاباً على كل من الموظفين وجهات العمل.

ورغم أن قائمة البنود التي من شأنها تحسين بيئة العمل للموظفين تطول، فإنني سأختم بأبرز هذه البنود، والتي نعاني منها كنساء في الكويت، حيث بالرغم من تساوي الرواتب الأساسية بين الرجل والمرأة، فإن الواقع يبدو مغايراً، فأغلب العلاوات الاجتماعية وعلاوة الأبناء وغيرها تمنح للرجل، لتجعل راتبه يفوق راتب المرأة بكثير، بينما ما تزال العديد من المناصب الإشرافية والقيادية حكراً عليه، بل بلغ الأمر إلى عضوية اللجان كذلك، خاصة أن الرجل يبدو أقرب لدوائر العلاقات الاجتماعية التي تفتح أبواب فرص الترقي الوظيفي، أحياناً.

نطالب بالاستثمار في الطاقات الكويتية الشابة، وتشجيع الجهات على تنمية مهارات موظفيها وتطوير بيئة العمل، فبكل تأكيد لدى العديد من الموظفين الشباب طاقة مكبوتة دفنتها بيئة عمل مازالت قديمة أو غير صالحة، وتعمل معظمها بمحرك الواسطة والتعيينات البراشوتية، وكل ما علينا منحهم الفرصة للإنجاز والإبداع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى