الراحلة الأديبة المبدعة نعيمة المشايخ… سنديانة فلسطينية باسقة وهي للأمومة عنوان
بقلم: أسعد العزّوني
النشرة الدولية –
أبسط ما يقال بحق أديبتنا المبدعة الراحلة، سنديانة فلسطين الباسقة نعيمة المشايخ ،أنها عنوان الأمومة،وهذا ما أهّلها للحصول على جائزة الأم المثالية،وهي بحق مستحقة لهذا الإستحقاق،فقد أنجبت أحد عشر كوكبا وقمرهم المشعّ على الدوام الأديبة المبدعة العالمية سناء الشعلان ”بنت نعيمة”، التي ولدت من رحم وعقل وإرادة أمها،فكانت وريثتها في كل شيء قيمي جميل.
تمتاز راحلتنا الأسطورة إنسانيا بالتواضع والواقعية،ولا تنكر أنها عاشت في شبابها حياة قاسية نجم عنها حرمانها من الكثير من الأمور،ومع ذلك لم يفتّ ذلك من عضدها أو يكسر إرادتها ،ويجبرها على الجلوس وحيدة تجتر أحزانها وتندب حظها،بل واجهت الحياة كما يجب أن يكون ،وحجزت لنفسها مقعدا متميزا ومتقدما في صفوف الأدباء والمبدعين.
أديبتنا الأسطورة الراحلة نعيمة المشايخ لها من إسمها نصيب،فهي نعمة من نعم الله ،وشيخة إنسانية لا يجاريها أحد ذكرا كان أم أنثى، وسيرتها العطرة تشهد على خلودها،فهي التي ترجمت حرمانها إلى عطاء لإبنتها سناء التي حظيت بحياة لم تحظ بها أمها،بعد وفاة أمها “جدتها لأمها”،لأنها إدخرت كل أحلامها وطموحاتها لسناء الشهرة والإبداع والمجد وجمال القلب والوجه والروح،ولذلك رأينا سناء مبدعة شابة بلا حدود أيضا ،فمن شابهت أمها ما ظلمت ،كما يقول المثل الدارج.
لم تدخر الراحلة الكريمة نعيمة المشايخ جهدا في دعم إبنتها سناء التي رأت فيها شبابها،فنالت سناء الدكتور الكاديمة والحقوقية والمبدعة سناء المجد من جميع جوانبه،ولم تقصّر هي الأخرى بحق نفسها،فراكمت بناء أقوى على أساسات أمها التي أرستها فيها،فأصبحت نجمة عالمية مضيئة ،لأن أمها الراحلة نعيمة آمنت بها وبقدراتها ،وهنا يكمن سر وهج النجمة سناء.
تعرفت على السنديانة نعيمة المشايخ وهي برفقة إبنتها سناء ،وكنا نلتقي في المحافل الأدبية والعلمية والأكاديمة بصفتي اعلاميا،وكنت أستغرب من ملازمة أم كبيرة في السن لإبنتها الشابة وقدرتها على مجاراتها ،وتبين أن الأم الراحلة كانت ترافق إبنتها لمؤازرتها وحمايتها ومساندتها،وقد طافت معها بلاد السند والهند والواق واق،ورأت الدنيا بعين إبنتها سناء وسمعتها بأذنها أيضا،وتعرفت من خلالها على أناس لم تكن لتلتقيهم وتتعرف عليهم لولا صنيعتها سناء،صاحبة الشهرة العالمية المشرفة.
راهنت الأم الراحلة على إبنتها سناء ،وكسبت الرهان،لأن سناء كانت تربة خصبة للنماء ،نثرت رحيق إنسانيتها وإبداعها بلغات عديده في الجهات الأربع،ولا شك ان حسن الخلق من الخالق،فالأديبة الراحلة نعيمة المشايخ هي التي “صنعت” إبنتها سناء فأبدعت الصنع وأحسنته،فتميزت سناء بكل ما لم يخطر على بال أحد من قيم وإبداع وطيبة وحنان.
لم تمت الراحلة نعيمة المشايخ ،التي كتبت للأطفال وخلّدت نفسها من خلال العشرات من الكتابات السيرية والمذكرات الأدبية ونصوص أدب الرحلات،والقصص القصيرة وقصص الأطفال ومسرحيات الطفال،ناهيك عن مخطوطات أخرى في القصة والرواية ،ورواية مشتركة مع إبنتها النجمة سناء.
رحم الله فقيدتنا الغالية الأديبة المبدعة نعيمة المشايخ والمجد والسؤدد لصنيعتها د.سناء الشعلان”بنت نعيمة”.