الكوتا النسائية بالانتخابات اللبنانية!
بقلم: الإعلامية أماني نشابة
النشرة الدولية –
كأن المرأة اللبنانية ليس لديها الحق او انها ناقصة او حتى لا تستوفي حقها في المواطنة والإنتخاب.
هي الإهانة وما بعدها ولا قبلها، بعد إقرار “الكوتا النسائية” في الانتخابات النيابية.
لا أحد يملك حق إنكار حق المرأة الترشّح والانتخاب، وتغيير النمط المعيشي والمكاسب التي تحققت على مدى السنوات الطويلة الماضية للمرأة بمجتمع يزعم الرقي الثقافي والتقدم بكافة المجالات.
أرى أن من أقر ووافق على مثل هذا القانون، يحاول إظهار بأن المرأة اللبنانية وكأنها معاقة من الناحية السياسية والتشريعية، دون ابداء الاسباب الموجبة لمثل هذا التعديل.
قبل بضعة سنوات، كانت أبدت بعض المراجع البحثية ومنها معهد الدراسات النسائية في العالم العربي” أهمية لمكانة المرأة اللبنانية في مراحل مفصلية عدة، أهمها مطالبات محقة بإنصاف المرأة وإدخالها في الحياة السياسية أسوة بالرجل.
بالعموم، كانت المرأة اللبنانية حاضرة بقوة في ذاكرة النضال الوطني، على الرغم من المحاولات البائسة من خلال العمل على تغييب المرأة اللبنانية، من كتب التاريخ، لكن ذلك لا يمكن له أن يمحي من الذاكرة دوراً ريادياً لمجموعة من نساء تخطين المستحيل من أجل الإنسان، والوطن لا بل من أجل الإنسانية.
وأيضاً كانت المرأة اللبنانية حاضرة، كتفاً الى كتف الى جانب الرجل، بكل المجالات، وخلال السنوات الماضية، كانت، بارزة في التظاهرات قبل وبعد حادثة انفجار مرفأ بيروت، وما تزال.
من عمل على إقرار ما يمسى ب “الكوتا النسائية” تعمّد بشكل واضح الإساءة للمرأة اللبنانية وإنكار عليها ما أنجزته على مدار العقود الماضية.
نساء لبنان قويات هن اللواتي يعرفن كيف ومتى يطوّعن طاقتهن في سبيل القضية الأَولى لهن، وأن الحدود والمرونة والتأثير هي القوة الأنثوية الحقيقية، وما المظهر والنعومة والأناقة إلا وجه واحد منها، لا يبرر تعميمه، كمن تشرق عليه الشمس نهاراً، ولا يستطيع تخيل أناس يعيشون في الظلام في النصف المقابل للأرض، فيعتبرها مسطّحة.