(صور + فيديو) كفردبيان لؤلؤة جرد كسروان

النشرة الدولية –

الديار – جويل عرموني –

كفردبيان جنّة طبيعية على الأرض يقصدها كلّ من يهوى التزلجّ والسياحة والاصطياف للتمتعّ بسحرها الطبيعي ومعالمها الأثرية والتراثيّة العريقة الشاهدة على عمق تاريخها ورونقها.

يعود إسم كفردبيان إلى أصل سرياني، وهي “كفر” تعني قرية و”ذبيان” تعني “الغزلان”. ويرّجح البعض لما تنعم به البلدة من مصادر مياه ان تكون التسمية “دبرونا” الآرامية السريانية التي تعني “موارد مائنا” هي الأقرب، وإنما أتى التحريف اللفظي الذي جعلها “دبيان” وأصبح اسمها كفردبيان.

يذكر أن كفرذبيان (تُلفظ محليًّا: كفردبيان)، هي بلدة لبنانية تابعة لقضاء كسروان في محافظة جبل لبنان. كانت مركز مقاطعة الجرد أيام المتصرفية. ويقع فيها مزار كفردبيان.

منتجع “المْزار” وهو أول مركز للتزلج أُسسّ في العام 1957 ويضّم 42 منحدراً وعددا من حلبات التزلّج التي تصل مساحتها إلى ثمانين كيلومترًا، ويشهد هذا المنتجع إقبالاً على الحجوزات من قبل راكبي ألواح التزلّج وهواة ركوب العربات الثلجية ومحبّي التزلّج العميق الآتين من سائر أنحاء العالم، ويضّم هذا المزار مجموعة فنادق ومطاعم فخمة تحت إدارة نخبة من الاختصاصيين، وتأسس مركز ثان باسم “الوردي” سَنَة 2000.

تبعد كفردبيان عن بيروت 44 كلم، وعن جونيه 27 كلم. يمكن الوصول إليها من طريق بيروت جونيه الساحلي، صعودا من مفرق يسوع الملك بعد نفق نهر الكلب في ذوق مكايل، وطريق آخر من جهة قضاء المتن على طريق أبو ميزان- داريا.

ترتفع كفردبيان ما بين 600م 2800م عن سطح البحر. أولها ساحل وآخرها جبل. تطل على واد عميق تنساب فيه مياه نبعي اللبن والعسل.

تبلغ مساحتها 40 كلم2، مما يجعلها من أكبر بلدات لبنان.

نشاطات لا تنتهي!

في ظل ما تعانيه البلديات بشكل عام من نقص في الإمكانيات وشح في الموارد، تبرز بلدية كفردبيان ورئيسها الدكتور بسام سلامة كمثال يعبّر عن النجاح الذي هو النتيجة الطبيعية للتخطيط السليم ووضوح الرؤية التي انتهجها سلامة في عمله.

ومن أحدث نشاطات البلدية، زيارة المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، برفقة رئيس بلدية كفردبيان بسام سلامة ومدير التنمية الريفية في وزارة الزراعة د.شادي مهنا سوق المزارعين في كفردبيان، الذي تنظمه البلدية، والذي يجمع المزارعين والمنتجين.

وأشاد لحود خلال الجولة بمبادرة بلدية كفردبيان وبجهودها في تطوير الزراعة والمونة والمطبخ اللبناني، وأكد أن “وزارة الزراعة مستمرة في دعم ورعاية تسويق المنتوجات الزراعية النباتية والحيوانية في الاسواق المحلية والخارجية، وبالتعاون مع البلديات والجمعيات والنقابات لتطوير القطاع الزراعي”.

ويشهد القاصي والداني على أن الدكتور بسام سلامة تمكن بالرغم من كل هذه الظروف الصعبة من تحقيق الإنجاز تلو الآخر مثبتاً مكانة كفردبيان لؤلؤة جرد كسروان، جاعلاً منها ومن بلديتها مثالاً يحتذى به أكان لناحية العمل البلدي الإنمائي أو لجهة الوقوف الى جانب أهل بلدته ودعمهم لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي تمر على لبنان واللبنانيين.

كفردبيان…عظمة بين أثار جبل لبنان! 

تقع أثار فقرا في كفردبيان وتحتل هضبة صغيرة (1600م عن سطح البحر) تطل على واد عميق تنساب فيه مياه نبعي اللبن والعسل. يتمتع الموقع بجمال طبيعي تزيده روعة صخور الدولوميت التي ترتفع كغابة من الأنصاب حول الآثار. جذبت فقرا الرحالة الغربيين منذ القرن الثامن عشر واستوقفتهم بأبنيتها المميزة، حتى قال فيها أرنست رينان، في كتابه رحلة في فينيقيا، “إنها الأكثر عظمة بين أثار جبل لبنان”. وتنقل فيها، سَنَة 1770، الرحّالة الفرنسي فرنسوا دو باجيس فوصفها وصفًا دقيقًا لاسيما آثار وادي الصليب وموقع فقرا. كما أبرز عاداتها وتقاليد الضيافة فيها. عنيت بفقرا عدة دراسات أثرية وتاريخية، أبرزها تقرير البعثة الألمانية لعام 1938.

وباتت هذه الآثار اليوم مركزاً للسياحة تقام عند أدراجها المهرجانات السنويّة وآخرها منذ سنتين تقريباً حين أحيا  النجم غسان صليبا  أمسية غنائية رائعة، سحر فيها الجمهور الغفير الذي انتظره، بأدائه المميز وصوته القويّ الذي عانق قمم كفردبيان وسمائها، الى جانب احساسه العالي الذي اجتاح قلوب الجمهور الجالس حول قلعة فقرا الاثرية المزيّنة بالأضواء المُلوّنة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى