هزة” في كافة الأسواق والبورصات العالمية… فيسبوك يطيح بعشرات مليارات الدولارات بين ليلة وضحاها

النشرة الدولية –

المدن – عزة الحاج حسن  –

تكاد حال الإرباك الناجمة عن العطل المفاجئ، الذي طرأ على أحد أكثر المواقع الإلكترونية رواجاً في العالم، فايسبوك، تضاهي تلك التي ضربت العالم في العام 2008 مع تفجر الأزمة المالية العالمية، وإحداثها “هزة” في كافة الأسواق والبورصات العالمية. وليس الحديث عن تعطل مواقع عالمية كفايسبوك وواتساب وانستغرام وغيرها محصور بتعطل التواصل الاجتماعي، أو برواد تلك المواقع، بل يتعداها إلى تعطل أعمال وتراجع بورصات واستثمارات وانهيار أسهم وازدهار أخرى منافسة. بمعنى أصح، أحدثت أزمة فايسبوك والتطبيقات المملوكة منها هزة مالية من نوع آخر.

على مدى نحو 6 ساعات متواصلة ليل الإثنين 4 تشرين الأول 2021، تعرّضت مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وواتساب وانستغرام إلى عطل انفصلت بفعله عن العالم بشكل تام. وبصرف النظر عن الأسباب التقنية أو غير التقنية الكامنة وراء تعطل عمل تلك المواقع والتطبيقات، ثمة تداعيات وخيمة خلّفتها الحادثة الأولى من نوعها. فقد مُنيت شركة فايسبوك بخسائر قدّرت بالمليارات، إلى جانب خسارة مؤسسها للمليارات وأكثر من ذلك. فقد أحدث تعطل المواقع المذكورة زوبعة في البورصات العالمية، وتدهورت قِيَم أسهم التكنولوجيا، ومعها حجم أعمال الشركات التجارية التي تقوم أعمالها على التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً فايسبوك.

خسائر بالمليارات

شهدت أسهم شركة Facebook انخفاضاً كبيراً، بعد تعرض عملاق الشبكات الاجتماعية لانقطاع غير مسبوق، وتوقف عمل تطبيقات فايسبوك وإنستغرام وواتساب المملوكة للشركة، بلغ فيه هذا الانخفاض نسبة 4.89 في المئة وقدر بأكثر من 40 مليار دولار من قيمتها السوقية، التي كانت قد وصلت إلى أكثر من تريليون دولار لأول مرة في شهر حزيران من العام 2021. كما كبّد العطل مؤسس فايسبوك والرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرغ، خسائر شخصية بلغت نحو 7 مليارات دولار، لتتراجع بذلك ثروته إلى نحو 120.9 مليار دولار.

خسائر فيسبوك التي تعرّضت لها في الساعات الماضية ليست الأولى، إنما هي الأولى من نوعها لجهة المسببات. فقد منيت الشركة عام 2018 بأكبر خسارة في تاريخها بالبورصة إثر انهيار أسعار أسهم شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر استخداماً في العالم، ما كبدها حينها خسارة تقارب 119 مليار دولار من رسملتها، في سابقة في وول ستريت، غير أن فرادة الهزة التي تعرّضت إليها مؤخراً ترتبط بتعطّل عملها وخروجها عن شبكة الإنترنت على مدى 6 ساعات للمرة الأولى منذ تأسيسها.

خسائر تفوق مواقع التواصل

لم تقتصر خسائر المليارات على أسهم فايسبوك ومؤسسها لا بل على شركات وأسهم لم تحص حتى الساعة. فالتطبيقات التي تعرّضت إلى التوقف لساعات لها حيز كبير في التجارة الإلكترونية، التي بدورها باتت جزءاً أساسياً من سوق التجارة العالمي. ويستخدم التسويق الالكتروني وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات إعلانية أساسية. بمعنى آخر، تعتمد آلاف الشركات بشكل شبه كلّي على المبيعات الإلكترونية القائمة أصلاً عبر مواقع التواصل. من هنا يرجّح خبراء تكبّد سوق الإعلانات في الساعات الماضية خسائر بالمليارات يصعب إحصائها حالياً.

ويقدّر خبراء تجاوز خسائر البورصة العالمية بسبب تعطل مواقع التواصل الإجتماعي الـ150 مليار دولار، بالإضافة إلى انهيار أسهم مواقع التواصل الاجتماعي بسوق الأسهم الأميركية. وكانت بورصة وول ستريت قد أغلقت على انخفاض حاد أمس، بعدما تخلص المستثمرون من أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، وغيرها من أسهم الشركات الكبرى، حسب ما أوردت وكالة رويترز. وطالت الانخفاضات في البورصة أسهم شركات كل من أبل ومايكروسوفت وأمازون وألفابت. وهي الشركات الأربع الأكثر قيمة في سوق الأسهم الأميركية، بما يزيد على 2 في المئة.

وتأثراً بالانقطاع الذي تعرّضت له فايسبوك والتطبيقات المملوكة منها، هوى مؤشر “ناسداك” المجمع لأسهم التكنولوجيا في بورصة نيويورك بنحو 2.4 في المئة. وهو أدنى مستوى في أكثر من 3 أشهر، مدفوعاً بخسائر حادة لأسهم شركات أميركية عملاقة بعد عطل “فايسبوك”. كما هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.12 في المئة، فيما خسر مؤشر “ستاندرد آند بورز” أكثر من 1.5 في المئة.

ولم تقتصر حال الإرباك على الأسواق الأميركية، بل وصلت مفاعيلها إلى أسواق الأسهم في أنحاء أوروبا. وقد أغلق مؤشر الأسهم الأوروبية “يورو ستوكس” بخسارة 0.96 في المئة، وهبطت مؤشرات “داكس” الألماني و”كاك 40″ الفرنسي و”فوتسي” البريطاني بنسبة 0.79 في المئة و0.61 في المئة و0.23 في المئة على التوالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى