وزراء الأردن.. اصمتوا فكل من تكلم خذلته النتائج* صالح الراشد

النشرة الدولية –

يقدم وزراء حكومة بشر الخصاونة العديد من المقولات الإبداعية والتي يجب أن يتم تخليدها ليتعلم الأجيال كيف يتجنبونها، كونها لا تعالج قضايا بل تسعى لزيادة جهل الشعب بالقضايا الهامة التي تواجه الوطن، ويتقدم في هذا المجال وزير الإعلام الذي ركز على أن الإعلام هو السلطة الخامسة وليس الرابعة متناسياً ان الإعلام الحقيقي القوي الصادق هو صاحب السلطة الأولى، فهم من يقنع الشعب بإنتخاب السلطة التشريعية حين تكون الإنتخابات حرة ونزيهة، كما أنه السلاح الاقوى لإنتخاب السلطة التنفيذية حين يكون هناك انتخابات للرئيس ورئيس الوزراء، كما يلعب دوراً هاماً في تقديم الفاسدين للعدالة مما يعني انه يد هامة للسلطة القضائية، وبالتالي تقوم جميع هذا السلطات بالتشارك مع الإعلام لتشكيل حالة مجتمعية قادرة على الإرتقاء بالبلاد، وليس كما وصف وزير الإعلام الذي جعلنا نشعر بأن الإعلام يأتي في نهاية إهتمامات الدولة، وهو أمر أدى إلى مواجهة بين المؤسسات الإعلامية ومدير هيئة الإعلام حين عكس فكر الوزير على أرض الواقع بتدخلاته غير البريئة في مهنية الإعلان.

 

أما وزير الثقافة فقد اذهلنا وهو يتحدث عن معالجة الأمراض النفسية التي رافقت الاردنيين إثر جائحة كورونا، معتبراً بأن مهرجان جرش ومعرض الكتاب الطريق الأفضل للعلاج النفسي، وتناسي وربما نسي  وقد يكون قصد أن يذهب بالمواطنين إلى زوايا مُظلمة مجهولة المعالم، لزيادة مرحلة الضياع التي يعاني منها الشعب الباحث عن فرص العمل ومعالجة إختلالات البطالة، وللحصول على المال الذي يوفر السعادة لمن لا يجدون قوت يومهم، وهنا نعتقد ان الوزير تعامل مع الشعب الاردني على أنه يقطن في منطقةعمان الغربية فقط، وجل ما يحتاجة زيادة حجم الترفيه في حياته،  متناسياً أن غالبية الشعب يبحثون عن الإحتياجات الرئيسية في ظل الوضع المالي السيء وارتفاع حجم الديون وزيادته الحادة، وهذا يعني ان المواطن حين يقارن بين شراء كتاب بخمسة دنانير أو شراء إحتياجات البيت سيهتف بصوت جهوري البيت أولاً.

 

أما وزير الطاقة فقد قدمت زجاجة من النفط للرئيس وشعرنا بأن القادم أفضل لنجد ان الزجاجة هي الأولى والأخيرة التي تحملها الوزيرة بيدها، بدوره اعتبر مدير عام شركة الكهرباء بان إنقطاع الكهرباء في الأردن  بسبب طائر عملاق لم يشاهده أحد إلا خيال المدير، فيما يغيب وزير الشباب والرياضة عن الصورة، ويتمترس في مكتبه متغيباً عن معاناة الأندية التي أصبحت تمتلكها  وزارة الشباب وتقرر عن هيئاتها العامة بفضل اللجان المؤقتة التي تتزاحم على أبواب الأندية الكُبرى، وفي وزارة الخارجية لا ندرك أهمية المواطن الاردني في الخارج إلا كونه جهاز لتحويل الأموال وهنا تقدره وزارة الخارجية لكن إذا وقع في مشكلة فإن وزارة المغتربين لا تتدخل وتتقوقع في مبناها.

 

وإذا ذهبنا لمجال التعليم فإن القضية كارثية وتحتاج إلى دراسة شمولية، وبالذات بعد الكتاب الأخير الذي تم توزيعه على المدارس لتدريس”الجندر”، مما يجعل التعليم بحاجة إلى  نهضة كبيرة من أجل الدخول في مرحلة التعافي قبل الإنطلاق صوب التعليم المتعارف عليه، والذي تراجع في سلم ترتيب التعليم العالمي، وينسحب الأمر على التعليم العالي، كون التعليم عن بُعد لم يقدم المطلوب في ظل الإستهتار الشعبي وعدم جدية الرقابة من قبل الجامعات والمدارس، مما يعني اننا بحاجة إلى المزيد من الوقت لمعالجة الإختلالات التي حصلت، ومما نشاهده من وضع حكومي، فإن على الوزراء الصمت في هذه المرحلة كون مرحلة التقييم النهائي لم تأتي بعد، وكل كلمة ينطقون بها سيتم حفظها لمحاسبتهم عليها، لذا فإن من الأفضل أن يعمل الوزراء بصمت ويتركوا النتائج تحكم، كون كل من تكلم خذلته النتائج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى