الولايات المتحدة قلقه إزاء الوضع الإنساني في أفغانستان وتسعى لتقديم مساعدة
قالت نائبة وزير الخارجية الأميركية، ويندي شيرمان، إن الولايات المتحدة تعمل مع شركاء عالميين للمساعدة في منع أزمة إنسانية تلوح في الأفق في أفغانستان، لكنها انتقدت حركة طالبان لفشلها في الوفاء بالتزاماتها بما في ذلك حماية حقوق الإنسان.
وأضافت شيرمان، في تصريحات لها قبيل اختتامها لزيارة لباكستان مؤخرا، “نحن قلقون للغاية بشأن تدهور الوضع الإنساني في أفغانستان. من مصلحة المجتمع الدولي العمل معًا لمنع الوضع الإنساني في أفغانستان من التحول إلى أزمة إقليمية أوسع”.
وأشارت شيرمان إلى تحذير الأمم المتحدة الأخير من أن حوالي مليون طفل أفغاني معرضون لخطر المجاعة، وأن أكثر من 18 مليون أفغاني بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة، كما أن الجفاف المتزايد والشتاء القاسي الذي يقترب لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.
وقالت: “إننا نقدر بشدة أن باكستان زادت أيضًا من مساعداتها الإنسانية لأفغانستان في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك تقديم ملايين الدولارات من المساعدات الغذائية”.
ووصفت الدبلوماسية الأميركية محادثاتها مع القادة الباكستانيين بأنها “صريحة” و “عميقة ومباشرة” حول الطريق إلى الأمام في أفغانستان، و “كيف ينبغي والتعامل مع طالبان”.
وأشارت إلى أن واشنطن تتشاور على نطاق واسع مع دول العالم بما في ذلك روسيا والصين، للتوصل إلى “تفاهمات ونهج مشترك” بشأن هذه القضية. واستبعدت شيرمان منح الاعتراف الدبلوماسي لحكومة طالبان “في هذه المرحلة”.
وتقول إدارة بايدن إنها تراقب عن كثب ما إذا كانت طالبان ستفي بوعودها، وتحكم أفغانستان بنظام سياسي شامل حيث يتم تمثيل جميع الأعراق مع ضمان حماية حقوق المرأة.
وقالت شيرمان: “مع ذلك، لن نحكم على طالبان بناءً على أقوالهم بل على أفعالهم، وحتى الآن لم ترق أفعالهم إلى مستوى تلك الالتزامات العامة. ناقشت أنا وزملائي في الحكومة الباكستانية أهمية محاسبة طالبان على الالتزامات التي قطعوها على أنفسهم”.
كانت باكستان أكدت أنها ليست في عجلة من أمرها للاعتراف بحكومة طالبان الجديدة، لكنها حثت الولايات المتحدة ودول أخرى على التعامل مع الحكام الجدد في كابل بدلاً من التخلي عنها.
وذكرت الدبلوماسية الأميركية أنها ناقشت مع وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، وآخرين سبل تعزيز التعاون بين واشنطن وإسلام أباد.
وكانت وكالات تابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في أفغانستان مؤخرا قد حذرت بقوة من إنهيار قطاع الرعاية الصحية في في أفغانستان خلال الأشهر الماضية بسبب الحرب وتوقف عن المساعدة الأجنبية.
وكشفت قناة ” سي إن إن” الإخبارية عن عدم دفع رواتب العاملين في القطاع الطبي منذ 6 أشهر، كما أن العيادات تعاني من نقص كبير في الأدوية والمعدات.
وتقول منظمة “أنقذوا الأطفال” إن انهيار النظام الصحي في أفغانستان سيؤدي إلى وفاة آلاف الأطفال دون سن الخامسة كل شهر مع اقتراب فصل الشتاء. وأشارت إلى أن غياب الرعاية الصحية لغالبية الأفغان – خاصة خارج المدن – هو جزء من عاصفة من الأزمات تهدد البلاد.
وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 12 مليون أفغاني يواجهون الجوع ويعتمدون على المساعدات الغذائية، مضيفة أن سوء التغذية آخذ في الارتفاع بشكل حاد.
وذكرت أن هناك نقصا حادا في السيولة النقدية، مما يجعل من الصعب على المنظمات غير الحكومية التي لا تزال تعمل في أفغانستان دفع الرواتب وشراء الإمدادات.
حتى الآن، نزح أكثر من 600 ألف أفغاني منهم 80٪ منهم من النساء والأطفال، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
يأتي هذا الانهيار، في قوت تتزايد فيه الإصابات بفيروس كورونا مرة أخرى، حيث لا تزال الغالبية العظمى من السكان غير محصنين بشكل كامل. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) هذا الأسبوع، إن وكالات الإغاثة في أفغانستان “في سباق مع الزمن لتقديم المساعدات المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين من الأزمة وتجهيز الإمدادات قبل حلول فصل الشتاء”.
وقالت ماري إيلين ماكغرورتي، مديرة برنامج الغذاء العالمي في أفغانستان، إنها “لم تشهد من قبل أزمة تتصاعد بهذه الوتيرة والحجم”. وأضافت “الجفاف والأزمة الاقتصادية تؤديان إلى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود”.
وقال بهمن شاه، من منظمة استشارات الصحة والتعليم ” ACASUS” بعد أن أنهى جولة استغرقت أسبوعين في العيادات في جنوب البلاد، إن جولته، التي ركزت على مقاطعات هلمند وقندهار وكابل، كشفت عن انهيار النظام الصحي.
وأضاف أنه في غالبية المراكز التي زارها، لم يكن هناك مرضى على الإطلاق ولا موظفون صحيون. كما وجد نقصًا حادًا في المعدات الأساسية والإمدادات والأدوية. وتابع: “الأشياء الأساسية للغاية ليست موجودة. الكثير من الناس لا يدركون وجود فيروس كورونا”.