حزب الله يبرء نفسه ويحمّل أمريكا والطبقة الحاكمة مسؤولية تدهور لبنان
حمل نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم الحظب مسؤولية تدهور الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية في لبنان، للتدخل الأمريكي وفساد الطبقة الحاكمة في البلاد.
وقال قاسم خلال احتفال تخريج طلاب الشهادات الرسمية في مدرسة المصطفى بالضاحية الجنوبية لبيروت، بحسب بيان صادر عن حزب الله اليوم السبت، “تدخل أمريكا في لبنان مع الفساد من الطبقة الحاكمة صنوان لتدهور الواقع على المستوى الاقتصادي والاجتماعي”.
وأضاف الأمين العام لحزب الله: “نحن لا نرد السبب إلى مصدر واحد، هناك مصادر عدة، ولكن أبرز مصدرين هما أمريكا والفساد، بل تغذى الفساد بدعم أمريكا لقيادات فاسدة على الساحة حتى تكون لها الأولوية، ويمكن أن تنشط إلى الأمام”.
ورأى قاسم أن “دور أمريكا في شل الاقتصاد اللبناني ثبت بالدليل القطعي، ولم يعد هذا الأمر خافيا على أحد، هم الذين فرضوا العقوبات وفشلوا النظام المصرفي ومنعوا التعامل مع دول كثيرة على الرغم من ظروفنا الصعبة”.
وتابع قاسم قائلا: “أقروا قانون قيصر في سورية ومنعوا التعامل والتعاون الاقتصادي مع الجار الطبيعي للبنان، وهم في كل مرة يذكرون بأنهم يتدخلون في لبنان من خلال بعض جماعة المجتمع المدني للسفارة والذين يقبضون أموالا طائلة من أجل أن يخربوا في البلد ويغيروا المزاج العام ويواجهوا المقاومة، كل ذلك حتى ولو أدى إلى الخراب والدمار”.
واستطرد قاسم قائلا: “رأينا كيف أنهم لكثرة ضغطهم أوصلوا البلد إلى أن يكون حوالى 80 % من المجتمع تحت خط الفقر، بالمعنى الشامل للفقر الذي يشمل كل حاجات الإنسان، من سكن وطعام وتعليم وغيرها”.
ومضى نائب الأمين العام لحزب الله قائلا: “انتظروا في الانتخابات النيابية المقبلة، ستجدون أن أمريكا تدعم بعض الجماعات الفاسدة، ولكن يحاولون أن يشتموا الآخرين لتبرئة أنفسهم، هذا لن يبرأهم”.
واعتبر قاسم أن “الإدارة الأمريكية ليست قدرا، وأخطاؤها كثيرة، ها هي تخرج من أفغانستان بعد عشرين سنة وتخالف كل الخطط التي كانت وضعتها للمواجهة”.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية “الآن تعد العدة للخروج من العراق وسورية، لأنها وجدت أن مخططاتها لم تنجح، وغيرت بعضاً من منهجيتها في لبنان، فبدلا من أن تستمر بالضغط لمواجهة حزب الله، الآن تريد أن تخفف الضغط حتى لا يستفيد الحزب من إقبال الناس عليه بمساعداتهم”.
وعن مسألة تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية المقبلة، أعلن قاسم أنه “على الرغم من عدم تكافؤ الفرص في الدعاية الانتخابية في الخارج بسبب وضع حزب الله على لائحة الإرهاب في عدد من الدول، وصعوبة أن نتواصل مع الناخبين، وصعوبة أن يكون لمرشحينا جولات انتخابية، مع ذلك ولأننا نريد للمغتربين أن يعبروا عن آرائهم وأن يشاركوا، قررنا أن نسير في مسألة تصويت المغتربين”.
وعن مسألة ما ذكرته صحيفة سويسرية ” بأنه في سنة 2016 كان هناك تقرير لصندوق النقد الدولي عن علامات للانهيار المقبل على لبنان مالياً، وحذف من هذا التقرير 14 صفحة بناء على طلب حاكم مصرف لبنان، وبالتالي قدم التقرير بطريقة إيجابية” قال قاسم ” نحن لن نبني على قول صحيفة”.
ورأى قاسم أن على “الحكومة اللبنانية مسؤولية البحث عن الحقيقة. هل كان هذا التقرير موجودا سنة 2016؟ هل تدخل حاكم مصرف لبنان لتعديل المضمون وإخفاء بعض التفاصيل التي لها علاقة بإدارة المصرف المركزي؟”. متسائلاً عن مسؤولية مندوبي صندوق النقد الدولي “.
واعتبر قاسم أنه ينبغي “محاكمة وتحميل مسؤوليات لهذا الدمار الذي وصل إليه لبنان. هذا كله ليس بمعزل عن الاستمرار في التدقيق والتحقيق الجنائي الذي نريده أن يستمر ويصل إلى نتائج واضحة لكشف المرتكبين ومحاسبتهم”.
يذكر أن لبنان يواجه أسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه الحديث، منذ خريف العام 2019 أدت إلى انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار، وارتفعت معها معدلات البطالة والفقر، ووضعت اللبنانيين أمام أزمات متعددة في كافة القطاعات الطبية والاستشفائية والتربوية وقطاع المحروقات والكهرباء والاتصالات والأفران.