سُبْحانَكَ رَبَّي، أقِمْ قيامَتَك… إضاءة على المشهد في بلاد العُرْب
بقلم: الدكتور سمير محمد أيوب

 

النشرة الدولية –

وزير الخارجيه السعودى يقول ان السعوديه قد تطبع مع إسر – ائيل، لانها تلعب دورا ايجابيا في إحلال الاستقرار والسلام فى المنطقة. ومعاليه لم يسمع باحتلال فلس – طين والجولان السوري وأراضي شبعا اللبنانية، ولم يسمع باقتحامات الأقصى، ولا التنكيل بالأسرى والقتل اليومي للجبارين غربي نهر الاردن، نرجو لله سبحانه مُبْتَهِلين:

يا ربَّ لوطٍ نرجوك، أقِمْ قيامَتِكْ،  فنحن في زمنٍ شاع فيه مُدَّعو خِلافتك في الأرض، والعصمة  في العرض. وشاع انتحالُ الصفاتِ ولصوص الألقاب. وتكاثر فيه مقاولو الموروث البشري والبِدَع، وكَثُرَ فيه التزوير والتحوير واستخدامِ المُزَوَّرِ للتبرير. حتى بات جُلُّ ناسك، ما بين قاتل أو مقتول. أستأذنك سبحانك، مُتَمَنّياً أقم قيامتك. فباتَ الجُلُّ إنْ لمْ يَكُنِ الكلُّ، مُستحقٌّ لتَبِعات حِسابِكْ.

جُلُّهُم يا مَلِكَ الناس كهنوت ٌمنَ الأبالسة، مُتعدّد ي الرؤوس كأفعى الهايدرا. يعتقلون الإيمان الحق ويحجرون عليه، في سراديب اللحى  الطليقة، والسراويل  القصيرة، والجلابيب الفضفاضة، والعمائم المتطاولة، والشوارب المحفوفة وفق أحدث خطوط الموضه. كهنوتٌ يستثمر في مظاهر إيمانية  شَكلية. مُتحالف ٌومُتساندٌ عاموديا وأفقيا ، في الشكل وفي المضامين، مع طُغَمِ مالِ السّحت، وكهنوت الإعلام الفاجر والتاجر، وصنّاع العِصيّ وزرّاع الجزَر وغُرَزِ السياسة، في محافلِ الرمل والقلق والإظلام والعَتْم. يستثمرون جميعا في أحافير عفى عليها الزمن، وفي سراب حاضرٍ وأوهام قادم، يوظّفونها في مدارج مشبوهةِ المَرجعيات.  جُلّهم إن لم يكن كلّهم، الدافِعُ والمُنْدَفِعُ والمدفوع له، يغتصبون شيئا من صفاتك، وينتحلون ما اختصصت به ذاتك لقتل ناسك، سعيا وراء رضا أكابر الشياطين من ألد أعدائك.

يا إلهَ كلّ الناس ما أجمل الإيمان، وما أقبح الأدعياء من كهنوتِ  الظلام. بالتحريف وبالتجريف يباغتون ناسك، في كلّ مُفردات فِطرتك من الدين والتدين. زَوَّروا مكان القِبلة ، فما عادت مكة أو بيت المقدس  قبلة البعض منهم. إغتصبوا الكثير من النصوص بعيدا عن سياقاتها، وفسروها على غير مقاصدها. بِمطٍّ مُمِلٍّ، أو باختزال مُخلٍّ.

كهنوتٌ من كلّ حدبٍ وصوب، في السياسة والثقافة والاقتصاد والقيم والعصرنة والعلمنة، لا يحمل شيئا من فكر، بل قناعات آيلة للسقوط ، يتمترسون في حضنها، مع ما تعفن من المكذوبات والمدسوسات  من محكياتٍ. ينكشف زيفها مع أول نقاشٍ عقلاني لها. مَثَلُ بعضهم  كَمَنْ يُحاضِر في العميان، عن موجبات غض البصر.

ربّي ، إنهم رهطٌ من الأبالسة المُعاصرة ، أذكياء كالجرذان، لا يَكِلّوا ولا يَمِلّوا كالنمل الدؤوب ، مرجعياتهم مشبوهة، سيوفهم كثيرة، معارجهم أكثر، وروادهم من المُضَلَّلين وعمال التراحيل، يتناسلون  كالأميبا،  مُمارساتهم أقصر الطرق لتشويه مقاصد رسالاتك، وقناديلَ الهدى من أنبياءِك ورسلِك، عليهم أطيب الصلاة والسلام. سبحانك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى