الأردن وقطر .. علاقات أخوية وتكامل
بقلم: د. دانيلا القرعان

النشرة الدولية –

العلاقات الأردنية القطرية علاقات متينة وعميقة ومتجذرة بين القيادتين والشعبين، والروابط التي تجمع الأردن وقطر روابط أخوية مبنية على التعاون والتكامل والتفاهم والتنسيق المشترك، وهي علاقات مرنة وحيوية تشهد كل يوم توسعا وزيادة في أوجه التعاون في مختلف المجالات. تأتي زيارة جلالة الملك الى قطر تتويجا لمسيرة العلاقات الثنائية بين القائدين والبلدين الشقيقين، وتتويجا لمسار التنسيق والتشاور بين البلدين تجاه مختلف القضايا، خصوصا وإن المنطقة العربية تشهد صراعات وحروب وتشهد العديد من التغيرات التي تتطلب من القيادتين العمل الدؤوب من أجل استفادة المنطقة والشعوب العربية منها. العلاقات الأردنية القطرية تتميز بالتكامل الاستراتيجي والاستثماري بين البلدين، وقوة الروابط المتينة بين البلدين توفر بيئة سياسية واقتصادية واستثمارية ورياضية وثقافية خصبة في مقبل الأيام، والقواسم المشتركة بين هذه الروابط هي الإسلام والعروبة والتاريخ المشترك والمواقف المشرفة تجاه القضايا العربية والإسلامية والمصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني والانتهاكات غير المشروعة والمخالفة لكافة الدساتير والمنظمات الدولية في شتى المحافل الدولية.

الأردن حريص كل الحرص على تطوير علاقاته مع الدول العربية؛ نظرا لما يمر به العالم العربي والإسلامي في شتى بقاع الأرض من متغيرات وتطورات سياسية ودينية تستدعي تكثيف الجهود لرص الصف العربي وتوحيد الرؤى لمواجهة القلق والاضطرابات التي تعصف بالعديد من دول المنطقة وبما يخدم مصالح شعوبها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي يجمع على أهميتها كل من القيادتين الأردنية والقطرية ومحبة كل من الشعبين، والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في فلسطين والتي تشيد بها دولة قطر.

تعد زيارة الملك عبدالله الثاني الى قطر أول زيارة له منذ عام 2014 كما أنها أول زيارة لجلالته بعد الزيارة التي قام بها أمير قطر الى عمان منذ أكثر من عام. وعلى هامش هذه الزيارة المحببة لكل من الشعبين تم توقيع اتفاقية بين الحكومتين الأردنية والقطرية بشأن الاعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر والدبلوماسية والخاصة. كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار وشركة إدارة الاستثمارات الحكومية الأردنية؛ لبناء شراكة استراتيجية استثمارية بين البلدين وتطوير فرص التعاون، وتطرقت الزيارة لتعزيز العلاقات في المجالات الاقتصادية والسياسية والاستثمارية والتنموية والثقافية والجمركية.

تتميز الخبرات الأردنية والكفاءات في قطر بالنادرة والمتميزة بحيث يوجد ما يزيد عن 60 ألف أردني يعملون في بلدهم الثاني قطر، وتسعى كل من الدولتين الى تبادل الخبرات والكفاءات بينهما لتعزيز التبادل الثقافي والعلمي والتجاري والتعليمي والأكاديمي والرياضي والعلاجي، حيث ثمنت قطر الحكومة الأردنية ووزارة العمل في تطوير التعاون المشترك بين البلدين فيما يخص توافر فرص عمل للأردنيين في قطر. وفي المقابل الاخر تسعى دولة قطر الى توسيع آفاق التعاون الرياضي المشترك مع الأردن خصوصا وأن قطر على أبواب افتتاح كأس العالم 2022 والتي تقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.

أما عن العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين فمنذ عام 2011 وحجم التبادل التجاري في ارتفاع، وأهم الصادرات القطرية الى الأردن « الزيوت والكيروسين والغاز المسال والاسمدة والمستحضرات الاسمنتية والانابيب، اما الصادرات الأردنية الى قطر « منتوجات نباتية وحيوانات حية وصناعات كيميائية وأثاث وتبغ وأدوية وخضروات أجهزة تكييف أشجار مواد غذائية احجار رخام فوسفات وبوتاس. أما بالنسبة للاستثمار فقد بلغ حجم الاستثمار القطري في الأردن نحو 1.5 مليار دولار، وهنالك نية كبيرة لزيادة حجم الاستثمارات في الأردن؛ لأنها تشكل رافدا أساسيا في دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين ويعود بالفائدة الاقتصادية المباشرة على الدولتين. لذلك جاءت زيارة الملك في هذا التوقيت لغايات تعكس الأهمية السياسية خصوصا بالوضع الراهن في الشرق الاوسط والاقتصادية والاستراتيجية والاستثمارية والتعليمية والثقافية بين البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى