رسالة من صديق
بقلم: حسن العيسى
النشرة الدولية –
هذه رسالة من الصديق النائب السابق صالح الملا يرد فيها على مقال الأحد
الأخ الكبير والعزيز بوحامد…
قرأت بتمعن مقالك بشأن حوار السُّلطتين الذي دعوت فيه إلى ضرورة عدم “التشكيك” في نوايا ومقاصد المشاركين من النواب وخصوصاً د. حسن ود. عبيد ومهلهل المضف، ومع اتفاقي الكامل مع هذه المطالبة لقربي ممن ذكرتهم وثقتي بهم، إلا أن تصوير من يطالب بالشفافية بالمتصيد ويريد تصفية حساباته معهم أو مع العزيز عبيد! أستكثرها أن تخرج من كاتب وطني كبير صاحب تجربة مثلك بوحامد.
لم يطالب أحد بأن يخرج النواب كل ساعة ليعلنوا عن تفاصيل ما يجري، كل ما كانوا مطالبين به هو أن يعرف الناس ما هي أجندة هذا الحوار الذي يشاركون به على أقل تقدير!! والذي أزعم بأنك مثلي ومثل الجميع لا تعلمها… رسمياً على الأقل!
الشفافية دائماً مطلوبة خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالشأن العام، بل تزداد أهميتها عندما تكثر التسريبات من الطرف الآخر وتزداد الإشاعات… وحدود ما يمكن أن يصرحوا به من معلومات تقديره عند الإخوة، لكن هذا الصمت المطبق غير مفهوم إطلاقاً!! إلى درجة لا نعلم حتى على ماذا يتفاوضون أو بأي شأن هم يتحاورون!!
د. حسن ود. عبيد والأخ مهلهل لم يحضروا ويشاركوا في الحوار إلا بصفتهم ممثلين عني وعنك، لذلك من حقنا أن نعرف – بشكل رسمي – ما هي القضايا المطروحة على طاولة الحوار أو “التفاوض”!
أخيراً أشاطرك الأمنيات بأن يوفقهم الله، وأن تخرج نتائج الحوار كما نتمنى.
تقبل مني خالص التحية والتقدير.
صالح الملا
صالح كان نجماً سابقاً في المجلس ومازال نجماً اليوم في نشاطه السياسي ومعاركه من أجل الحرية والديموقراطية، لم أختلف معه في مضمون رسالته، لكن حين نطالع بعض ما وصف به النائب الوسمي من عبارات واتهامات ولم يمضِ على بداية “الحوارات” مع الحكومة بضعة أيام، مثل وصفه بالأرنب، أو التهكم عليه لمجرد أن عبيد صور مع عيسى الكندري، فهذا وإن كان ضمن حق الناقدين للدكتور عبيد وغيره فإن مثل هذا الحط من قدره والاستهزاء به أمر محزن، ليس لأن عبيد ورفاقه يفاوضون السلطة بل لأنه عبيد الوسمي تحديداً لا أكثر، وأياً كانت نتيجة الحوار الذي لن ينتهي بالعصا السحرية السلطوية لإنقاذ الدولة من أمراضها، إلا أنه محاولة ورد لدعوة أميرية لفتح قناة تواصل مع السلطتين، فلننتظر ونصبر، ولنا إيمان بأن النواب الثلاثة لن يخفوا شيئاً في نقاشهم، نتمنى أن تنتهي الأمور في حوارهم ولو “بترقيع” مؤقت للحالة المالية وعودة المهجرين والعفو عن أصحاب الرأي دون استثناء، أما الإصلاح الجذري لواقع الدولة الاقتصادي والسياسي، فهذا بعيد جداً عن طاولة الحوار، ولكننا نعلم بسيفوه وخلاجينه في النهاية.