الحكومة تُصاب بحمّى التعطيل والانتخابات إلى التأجيل سنتين
بقلم: اكرم كمال سريوي

النشرة الدولية –

الثائر نيوز –

أُصيبت حكومة ميقاتي منذ الأمس بحمّى التعطيل،وبعد أن تم تعليق الجلسة إلى اليوم الأربعاء، عاد وتم تأجيلها لعدم التمكّن من إيجاد مخرج للأزمة التي تواجهها، وهي لم تبلغ شهرها الثاني بعد .

ثلاث حقائق ظهرت دفعة واحدة في جلسة الأمس :

أولاً : أنه في لبنان لا حاجة إلى ثلث معطل في الحكومة، ففريق واحد وربما شخص واحد قادر على تعطيل الحكومة والبلد وكل ما فيه .

ثانياً: غير صحيح أن أزمة لبنان هي اقتصادية، وتتمثل باعتماد الاقتصاد الريعي ،وأن الحل هو بالتحول إلى الاقتصاد الانتاجي . فالصحيح هو أن لبنان يعاني من أزمة غياب الدولة وعدم تطبيق الدستور والقانون، والحل يبدأ باستعادة هيبة الدولة، وفرض تطبيق القانون على الجميع دون استثناء ولا استنسابية.

ثالثاً: غير صحيح ما حُكي ويُحكى أن الجميع يريد حصول الانتخابات النيابية في موعدها في الربيع القادم . والصحيح أن لا أحد في السلطة يريد الانتخابات، والجميع يتهيّب الخسارة، ويعلم أنه خاسر لا محالة. ولهذا السبب رغم الخلافات بين هذه الأحزاب، لكنهم متفقون جميعاً على افتعال المشكل الكبير، الكفيل بتأجيل الانتخابات النيابية، والبلدية لمدة سنتين على الأقل.

مَن دفع بالقاضي بيطار إلى رمي كرة النار في وجه الحكومة بهذا التوقيت بالذات ؟؟؟

مذكرة توقيف غيابية بحق وزير مالية سابق، بتهمة القتل والإيذاء والإحرق والتخريب معطوفة على القصد الاحتمالي!!!!! .

يعلم القاضي بيطار جيداً حدود صلاحيات ودور ومسؤولية وزير المالية في تخزين نترات الأمونيوم على المرفأ، وهو يعلم بكل تأكيد أن ليس الوزير علي حسن خليل هو المجرم، حتى وإن سلمنا جدلاً أنه تقع على عاتقه كغيره من عشرات المسؤولين مسؤولية تقصيرية، في مكان ما في هذه الكارثة التي أصابت الوطن .

والأهم من كل ذلك أن القاضي بيطار يعلم ارتدادات مذكرة التوقيف هذه . فهل أراد البيطار عذراً للتخلي عن الملف بعد أن علم أنه لن يصل إلى الحقيقة ؟؟ أم أن هناك ما هو أبعد من ذلك ؟ فطُلب إلى القاضي بيطار إصدار مذكرة كهذه ، بغية تفجير الوضع الحكومي، وإلهاء الشعب بأزمات متعددة مفتعلة ، من أجل تبرير التمديد للمجلس النيابي ؟؟؟؟؟

سعر الدولار لامس ٢١ الف ليرة اليوم، وربما يصل إلى خمسين الف إذا تتطلب تطير الانتخابات النيابية ذلك، واذا لم يُقنع العجز المالي الشعب اللبناني الذي يطالب بالانتخابات، فعليه عندها تحمّل الأسوأ، من إغراق للشارع في الفوضى، والانفلات الأمني، والمشاكل المتنقلة، وما حصل لجريدة الشرق اليوم ، هو نموذج عن استعداد المناصرين لإحراق البلد من أجل الزعيم وصورته المعظّمة.

الانتخابات النيابية باتت على مفترق الانفجار والتعطيل والتهديد بالحرب.

وَيَا أيها اللبنانيون: تصبحون على وطن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button