بين مرارة البقاء ونزيف الهجرة الثالثة…
بقلم: نقولا ابو فيصل
النشرة الدولية –
بعد إخفاق الحكومات اللبنانية المتعاقبة في إرساء أسس الدولة الوطنية وترسيخ مبدأ المواطنة والمساواة بدلًا عن المحاصصة الطائفية، وتصاعد موجة الخطاب المتشدد، أضف الى ذلك تفاقم الوضع الأمني وخصوصًا بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 وما تبعها من اغتيالات واجتياحات وانتفاضات وصولا الى البطالة وانعدام فرص العمل بعد تعرض ودائع اللبنانيين للحجز في المصارف اللبنانية .وبسبب كل ذلك هاجر ما يقارب نصف مليون لبناني من البلاد معظمهم من الشباب المنتج ، ومع حلول صيف 2021 وبعد الانهيار الاقتصادي وبتشجيع من المنظمات الدولية التي قدمت التسهيلات للعائلات اللبنانية هاجر حوالي ٥٠٠ الف شخص ، وما زالت هجرتهم مستمرة إلى يومنا هذا.
يحتاج الشباب اللبناني إلى تطمينات نتيجة انعدام الثقة بما يسمى الدولة اللبنانية ، والتي بمجرد توفرها فانها تساعد الشباب على عدم الهجرة والبقاء في الوطن والتواصل مع تاريخهم وهويتهم وحضارتهم واهاليهم ، والحل الوحيد المتاح هو النأي الكامل للبلاد عن صراعات المحاور وان تستمع الحكومات اللبنانية الى هواجس الشباب وتوفير مقومات الصمود لهم وان تنظر إلى المواطنين، وتشعرهم أنهم متساوون في الحقوق والواجبات، فالدولة الوطنية لا تقوم على أساس الدين والمذهب، بل على قواسم مشتركة وأهمها الإنسانية ،
كما يحتاج اللبنانيون إلى حماية حقوقهم وخصوصيتهم وحماية مصالحهم بعد استضافة ثقيلة لما يقارب المليوني نازح ، كما يحتاج الشباب اللبناني إلى إعادة بناء الثقة بينه وبين جميع المقيمين على تراب لبنان ، خاصة وانه بتعرض لمنافسة شرسة في تحصيل لقمة عيشه في المصانع ومحلات التجزئة والمستشفيات وصولا الى كل المهن، كما يجب تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والتوعية وتعميم ثقافة قبول الآخر، والاحترام المتبادل بين أهل الوطن من جميع الديانات والانتماءات المختلفة، ورفض أي إساءة إلى أي مواطن بسبب دينه أو معتقده ، ولان الباطل لن يدوم ولن يبقى الى الابد في لبنان ولن يبقى عندنا مواطن مدعوم ومواطن محروم وسلملي على القضاء المستقل طالما التوزير هو مكافأة القضاة من يعرف منهم للطاعة سبيل…