حارة كل من إيده إلو
بقلم: إيمان حيدر دشتي

النشرة الدولية –

من منكم شاهد مقطع السقوط الجماعي لمتسابقي وراكبي الدرجات الهوائية في طواف فرنسا؟ الذي تسببت فيه مشجعة ومحبة لتلك الرياضة، برفعها لافتة ورقية، لتصيب بالخطأ أحد المتسابقين، فتساقطت الدراجات وتشابكت مع أجساد المتسابقين!

هذا المشهد حدث في دولة حاضنة ومشجعة ومهيأة كبنية تحتية وكثقافة مجتمعية، لممارسة ركوب الدراجات، كوسيلة تنقل وهواية أو كرياضة تقيم لها المسابقات بصورة دورية.

فتخيل مدى خطورة ممارسة تلك الهواية أو الرياضة في مدينة ليست شوارعها الخارجية والداخلية فقط غير مهيأة للمشاة وراكبي الدراجات، بل حتى شواطئها وحدائقها الصغيرة في المناطق السكنية مع أكبر حديقة فيها وهي حديقة الشهيد، التي نتغنى بها كصرح ترويحي، لا يسمح فيها بممارسة هواية ركوب الدراجات، ولم يخصص من ملايين الدنانير التي أنفقت عليها، لإنشاء ممر لراكبي الدراجات الهوائية أو السكوتر أو ألواح وأحذية التزحلق، وهي ممارسات اعتيادية ومشاهد روتينية تراها أينما ذهبت في أقدم وأعرق المنتزهات في دول العالم، سواء في الهايد بارك أو سنترال بارك أو في دول الجوار.

إن فكرة قيادة الدراجات الهوائية في المدن العصرية، وفي مدينة لا تهتم بآداب الطريق قد تكون فكرة مرعبة لدى الكثيرين، لما تنطوي عليها من مخاطر تصاحب مزاولتها، فكيف في مدينة أشبه ما تكون قيادة السيارات فيها بحرب شوارع بين مستخدمي الطريق، وحارات القيادة ينطبق عليها «حارة كل من إيده إلو».

أتذكر صديقنا البريطاني عندما علق مستغربا ترددنا بتأجير سيارة وقيادتها في بريطانيا: «تقودون وتتمكنون من قيادة السيارات في الكويت، وتخشون القيادة في شوارع بريطانيا الأكثر أمانا وسهولة!

عزيزي راكب الدراجة الهوائية.. كن يقظا فأغلب سائقي السيارات يبغضون وجودكم في الشارع، وضع نصب عينيك هذه الكلمات: «قائدو هذه المركبات لا يرونك»، وتذكر أنهم يقودون مركبة حديدية قد تهشمك ودراجتك، فأنت مهما أخذت من تدابير الأمان والسلامة من خوذة وسترة واقية، الا أن شوارع الكويت وطرقها ليست مناسبة لممارسة تلك الهواية، حتى وإن تم إقرار ساعات محددة في تلك الشوارع والجسور لممارسة هذه الهواية، فهي قرارات لا تتوافر شروط تطبيقها لدى من أقرها، مثل كثير من القرارات التي لا تعدو مسكنا لألم ورد فعل لحدث معين أو خبر للنشر والظهور الإعلامي.

رحم الله ضحايا التقصير وعدم تنفيذ مسارات وحارات لركوب الدرجات الهوائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى