“حكاية” مرفأ بيروت!!
بقلم: صالح القلاب

النشرة الدولية –

قد يقول بعض الاشقاء اللبنانيين، وسواءً أكانوا من “المردة” أو غيرهم: وما هي علاقتكم بقضية لبنانية ومن الوريد حتى الوريد فإنفجار مرفأ بيروت يخصُّ ويهُمْ لبنان وحده، وبالطبع فإنَّ المقصود إنّ هذه مسألة لاعلاقة لغير أهل هذا البلد بها وإنها لا تهُم إلَّا: “حزب الله” و”حركة أمل” و”تيار المردة” وإن باقي ما تبقى ليس هذا شأنهم وأنَّ هذه الكارثة التي لا مثيل لها إلاَّ ما كان جرى في “هيروشيما” و “ناغازاكي” قبل أكثر من سبعين عاماً حيث كانت قد ألْقت طائرة أميركية قنبلة نووية على هاتين المدينتين اليابانيتين!!

 

والسؤال هنا هو: هل يا ترى لو أنّه لا علاقة للسيد حسن نصر الله بتفجير هذا المرفأ اللبناني أنْ يحول دون فتح ملفه والتحقيق فيه وهذا مع العلم أنه كان قد أعلن أنَّ لبنان جزءاً من إيران التي يحكمها الولي الفقيه وإنه قال إن المحقق العدلي القاضي طارق البيطار لا علاقة له بهذا التفجير “المسيّسٌ” وإنه مهما حاول لن يصل إلى الحقيقة بالنسبة لهذا الإنفجار!!

 

وبالطبع فإنّ الحقيقة بالنسبة لهذا الإنفجار الكارثي فعلاً لا يعرفها إلَّا هو أي حسن نصر الله وبالطبع وإيران وأيضاً وبعض قادة “حزب الله” وبالطبع وحركة “أمل” و”تيار المردة” الذي يرأسه سليمان طوني فرنجيه وأنَّ هذه الكارثة ستبقى من الممنوع فتح ملفها أو الحديث عنها اللهم إلاّ بعد تغيير المعادلات الأمنية والسياسية في لبنان وأيضاً في سوريا ثم وبعد أن ينتهي هذا الدور الذي تلعبه طهران في هذه المنطقة العربية.

 

ثم وإن ما يؤكد أن حسن نصر الله ليس بوارد فتح ملفَّ مرفأ بيروت إطلاقاً وذلك لأن فتحه سيفتح عليه أبواباً مغلقة كثيرة ولذلك فإنَّه قد تذرع بأنَّ إنفجار هذا المرفأ “مسيّسٌ” وأنه لا بد من قاضٍ: “صادقٍ وشفاف” لاستكمال التحقيق فيه وهو قد يتهم القاضي الحالي، طارق البيطار، بأنه لم يستفد من أخطاء سلفه لا بل أنه قد ذهب إلى الاستنسابية والتسييس..وهكذا فإن هذا كله يعني أنَّ هذه المسألة ستبقى معلقة إلى أنْ تحل محل هذا الواقع الحالي مستجدات تغيّر المعادلات السياسية والأمنية في هذا البلد وفي هذه المنطقة كلها.

 

إنَّ حسن نصر الله يعرف إنّ كل اللبنانيين يعرفون وأنَّ نظام دمشق يعرف وأيضاً وإنَّ حتى الإسرائيليين يعرفون ومعهم الفرنسيين كذلك أنّ من فجر مرفأ بيروت هو من يرفض فتح ملف هذا التفجير وأن هذه المسألة لن يُكشف النقاب عنها إلّا بعد ما يخرج الإيرانيون من لبنان وإلاَّ بعد ما ينتهي دور ضاحية بيروت الجنوبية ويعود هذا البلد إلى ما كان عليه قبل أن تكون هناك كل هذه المتغيرات التي كانت قد بدأت في فترة سابقة باتت بعيدة!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى