الأجهزة الصحية الأردنية تواصل أخذ العينات المخبرية لتحديد مصدر جرثومة “شيغيلا”

الجرثومة تنتقل من خلال الماء أو الغذاء أو اللمس

تواصل الأجهزة الصحية الرسمية في الأردن، أخذ العينات من مصادر المياه والمطاعم والمخابز في قريتي جبة بمحافظة جرش، وقرية الوهادنة في محافظة عجلون شمالي الأردن، لتحديد مصدر جرثومة “شيغيلا” التي تنتقل عبر الماء أو الغذاء أو اللمس، وأصابت حتى الآن أكثر من 90 شخصاً وجميعهم بحالة غير خطيرة، حسب مصدر رسمي أردني.
وقال مساعد الأمين العام للرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور غازي شركس لـ”العربية.نت” إنه تم تشخيص 14 حالة جديدة مصابة بجرثومة “شيغيلا” يوم أمس، ليرتفع إجمالي الإصابات في بلدة جبة إلى 72، فيما وصلت الإصابات في عجلون إلى 18 إصابة. وأوضح شركس أن هذه الجرثومة “تنتقل من خلال الماء أو الغذاء أو اللمس”، مؤكداً على أن عدد الإصابات تحت السيطرة، وأغلب الحالات غادرت المستشفى.
تعليق الدوام في بعض المدارس
وقال الناطق الإعلامي لوزارة التربية الأردنية أحمد المساعفة إنه تم تعليق الدوام في مدارس جرش وعجلون ليوم واحد فقط، والتمديد يعتمد على المستجدات الصحية في المناطق التي تحتوي على جرثومة “شيغيلا”.وأضاف المساعفة أن تعليق الدوام سيكون لغايات التعقيم، وأن منصة الوزارة جاهزة للتعليم عن بعد في المناطق، بحسب المنطقة، كما جاء في التقرير.
وزار وزير الصحة، فراس الهواري، مستشفى جرش الحكومي البؤرة الأسخن للجرثومة، واطمأن على الوضع الصحي لتسعة أطفال تم إدخالهم لوجود أعراض اشتباه تسمم بجرثومة “شيغيلا”.

وأوضح أن جرثومة “شيغيلا” شديدة العدوى، وتعد فئة الأطفال وكبار السن الأكثر احتمالية للإصابة بها، والتي في الغالب يتم الشفاء منها بعد مرور 3 أيام من الإصابة، ولا تحتاج عادة للعلاج بالمضادات الحيوية، إلا في الحالات الشديدة التي تستدعي الصورة السريرية ذلك.

ولفت الوزير إلى أن هذه الجرثومة عادة ما تنشط في فصل الخريف، وتنتقل للإنسان عن طريق الماء والغذاء حال وجودها فيهما، كما تنتقل من جسم لآخر عن طريق التلامس.

وتعد إجراءات السلامة وغسل الأيدي والخضار والفواكه من أهم ركائز السيطرة على انتشار هذه العدوى بعد حدوث التسمم الأولي، كما جاء في التقرير.

“داء شيغيلات”

تُعَد شيغيلا “داء شيغيلات” عدوى معوية تسببها فصيلة بكتيرية تُعرف باسم “شيغيلا”. تبرز أهم العلامات الدالة على الإصابة بها في شكل الإسهال، والذي عادةً ما يكون مدممًا.

وعدوى شيغيلا معدية جدا، حيث يصاب الأشخاص بها عند ملامسة كميات صغيرة من بكتيريا من شخص مصاب بـ “شيغيلا” ويبتلعونها.

وعلى سبيل المثال؛ يمكن أن يحدث ذلك في بيئات رعاية الأطفال، حيث قد لا يغسل العاملون أيديهم جيدا بما يكفي بعد تغيير الحفاضات للأطفال، أو بعد مساعدة الأطفال الرُّضَّع أثناء التدريب على استخدام المراحيض.

ويمكن أن تنتقل أيضًا بكتيريا شيغيلا من خلال الأطعمة الملوثة أو بسبب شرب مياه أو السباحة في مياه ملوَّثة.

وتزداد احتمالية إصابة الأطفال دون سن الخامسة بعدوى شيغيلا، لكن يمكن أن يحدث ذلك في أي عمر، وتشفى عادةً الحالات المرَضية الخفيفة من تلقاء نفسها في خلال أسبوع.

وعندما يتطلب الأمر تناول علاج، يصف الأطباء عادةً مضادات حيوية.

– أعراض شيغيلا –

وتبدأ علامات وأعراض الإصابة بعدوى شيغيلا في الظهور عادةً بعد يوم أو يومين من التعرض لـ “شيغيلا”، ولكن قد يستغرق الأمر ما يصل إلى أسبوع للإصابة بالمرض.

وقد تشمل العلامات والأعراض ما يلي:

الإسهال (يحتوى عادةً على دم أو مخاط).

آلام المعدة أو تقلصات المعدة المؤلمة.

الحُمَّى.

الغثيان أو القيء.

وتستمر الأعراض بوجه عام لمدة خمسة إلى سبعة أيام. وفي بعض الحالات، قد تستمر لفترات أطول. وبعض الأشخاص لا تظهر عليهم أي أعراض بعد الإصابة بعدوى الشيغيلا. بالرغم من أن برازهم قد يظل مُعدِيًا لبضعة أسابيع.

متى تزور الطبيب؟

اتصل بالطبيب أو اطلب الرعاية الفورية إذا كان طفلكِ مصابًا بإسهال دموي أو إسهال حاد ينتج عنه فقدان الوزن والجفاف.

وأيضًا، اتصل بطبيبكِ إذا كنتِ أنت أو طفلك مصابَيْن بالإسهال والحمى بدرجة حرارة 101 فهرنهايت (38 درجة مئوية) أو أعلى.

– أسباب الإصابة –

تحدث العدوى عندما تبتلع بكتيريا شيغيلا بالخطأ. قد يحدث هذا الأمر في عدة حالات:

أولا: لمس الفم، والمخالطة المباشرة بين الأشخاص هي الطريقة الأكثر شيوعًا لانتشار المرض، فعلى سبيل المثال، قد تحدث الإصابة بالعدوى في حالة عدم غسل اليدين جيدًا بعد تغيير حفاضات طفل مصاب بعدوى شيغيلا.

ثانيا: قد تنتقل عند تناوُل أطعمة ملوثة، حيث يمكن أن يتسبب المصابون بالعدوى ويتعاملون مع الأطعمة في نقل البكتيريا إلى الأشخاص الذين يتناولون هذه الأطعمة. يمكن أن يكون الطعام أيضًا مصدرًا للعدوى ببكتيريا شيغيلا إذا نمت مكوناته النباتية في حقل يُروى بمياه الصرف الصحي.

ثالثا: شُرب المياه الملوثة. قد يكون الماء مصدرًا للعدوى ببكتيريا شيغيلا إذا اختلط بمياه الصرف الصحي أو سبح فيه شخص مصاب بعدوى الشيغيلة.

عوامل الخطر

– الأطفال؛ حيث تزداد احتمالية إصابة الأطفال دون سن الخامسة بعدوى شيغيلا، لكنها يمكن أن تصيب الجميع في أي عمر.

– العيش في سكن جماعي أو المشاركة في أنشطة جماعية. يؤدي التقارُب اللصيق مع الأشخاص الأخرى إلى انتشار البكتيريا من شخص إلى آخر، وتتفشى شيغيلا بشكل أكبر في مراكز رعاية الأطفال، وحمامات السباحة الجماعية، ودور الرِّعَاية والسجون والثكنات العسكرية.

– العيش في مناطق تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي أو السفر إليها؛ فالمقيمون بالدول النامية أو مَن يسافرون إليها هم الأكثر عرضة للإصابة بعدوى شيغيلا.

المضاعفات

عادةً ما تنتهي عدوى شيغيلا دون مضاعفات. ولكن قد تستغرق عودة عملية التبرز إلى حالتها الطبيعية بضعة أسابيع وربما شهور، ويمكن أن تتضمن المضاعفات ما يلي:

– الجفاف؛ قد يؤدي الإسهال بشكل مستمر إلى الجفاف. تشمل مؤشرات هذه الحالة وأعراضها الدوار والدوخة وقلة الدموع عند الأطفال، والإصابة بداء العيون الغائرة، وجفاف الحفاضات. الجفاف الشديد يمكن أن يؤدي إلى الصدمة والموت.

– النوبات الـمَرَضية؛ يعاني بعض الأطفال المصابين بعدوى شيغيلا من هذه النوبات المَرَضية، حيث تنتشر مثل هذه النوبات المَرَضية بين الأطفال المصابين بحُمَّى شديدة، ولكنها تُصيب أيضًا الأطفال غير المصابين بالحُمَّى. ولا يُمكن الجزم بما إذا كانت هذه النوبات المَرَضية ناتجة عن الحُمَّى أم عن عدوى شيغيلا نفسها. إذا كان لدى طفلك نوبة صرع، فاتصل بطبيبك على الفور.

– تدلِّي المستقيم؛ في هذه الحالة، قد يؤدي الضغط أثناء التبرز أو التهاب الأمعاء الغليظة إلى خروج الغشاء المخاطي أو بطانة المستقيم عبر فتحة الشرج.

– متلازمة انحلال الدم اليوريمية؛ فالمضاعفات النادرة لداء شيغيلا – والناتجة عادةً عن نوع من بكتيريا الإشريكية القولونية وليست عن بكتيريا شيغيلا – تؤدي إلى انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم الانحلالي)، وكذلك انخفاض عدد الصفيحات الدموية (نقص الصفيحات) والفشل الكلوي الحاد.

– تضخُّم القولون السُّمِّي؛ حيث تحدث هذه المضاعفات النادرة عندما يصاب القولون بالشلل، ويمنعك من التبرز أو خروج الأرياح. تتضمن المؤشرات والأعراض ألم المعدة والتورم والحُمّى والضعف. وإذا لم تتلقى علاج لتَضَخُّمُ القَوْلُوْنِ السُّمِّيِّ، يمكن أن يتمزق قولونك (التمزُّق) مسببًا التهاب الصِّفاق، وهي عدوى تهدد الحياة وتتطلب عملية جراحية طارئة.

– التهاب المفاصل التفاعلي؛ حيث يحدث التهاب المفاصل التفاعلي كاستجابة للعدوى، وتتضمن العلامات والأعراض: ألم والتهاب المفاصل عادةً في الكاحلين والقدمين والوركين، واحمرار وحِكَّة وإفرازات من إحدى أو كلتا العينين “التهاب الملتحمة” وتبول مؤلم “التهاب الإحليل”.

– عدوى مجرى الدم “تجرثم الدم”؛ قد تضرّ عدوى شيغيلا ببطانة الأمعاء. وفي حالات نادرة، قد تدخل بكتيريا شيغيلا مجرى الدم عبر بطانة الأمعاء التالفة وتُحدث عدوى في مجرى الدم.

– طرق الوقاية من شيغيلا –

رغم استمرار سعي الباحثين إلى تصنيع لقاح مضاد لبكتيريا شيغيلا، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى أي لقاح حتي الآن. للمساعدة في منع انتشار شيغيلا، وهي:

غسل اليدين كثيرًا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
مراقبة الأطفال أثناء قيامهم بغسل أيديهم.
التخلص من الحفاضات المتسخة بطريقة صحيحة.
طهِّر مناطق تغيير الحفاضات بعد الاستخدام.
لا تجهِّز الطعام لأشخاص آخرين إذا كنت مصابًا بالإسهال.
ابقِ الأطفال المصابين بالإسهال بالمنزل بعيدًا عن مناطق رعاية الأطفال، أو مناطق اللعب، أو المدرسة.
تجنب ابتلاع الأطفال لمياه البرك، أو البحيرات، أو حمامات السباحة غير المعالجة.
تجنب الممارسات الجنسية مع أي شخص مصاب بالإسهال، أو أي شخص شُفي توًّا من الإسهال.
عدم ممارسة السباحة حتى تمام شفائك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button