الرئاسة التركية ترفع مذكرة للبرلمان لتمديد صلاحيات أردوغان لإجتياح شمال سوريا والعراق لعامين آخرين
رفعت الرئاسة التركية، اليوم الأربعاء، مذكرة للبرلمان، لتمديد الصلاحية الممنوحة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا والعراق عامين آخرين.
وكانت القوات الحكومية السورية، قد عززت مؤخرا حشدها العسكري في ريف حلب الشمالي والغربي ورفع الجاهزية تأهبا لأي لاجتياح تركي جديد مرتقب لمناطق الشمال السوري.
واستقدمت القوات الحكومية تعزيزات نوعية خلال اليومين الماضيين إلى شمال حلب، وبشكل خاص إلى بلدة تل رفعت التي تقع بالقرب من خطوط التماس مع المسلحين المدعومين من تركيا.
وكانت تركيا قد أطلقت في 23 أبريل الماضي، عمليتي “مخلب البرق” و”مخلب الصاعقة” بشكل متزامن ضد عناصر “حزب العمال الكردستاني” (التركي) المتمركزين في مناطق متينا وأفشين-باسيان بشمال العراق.
ومنذ العام 2016، أطلقت القوات التركية 3 عمليات عسكرية بشمال سوريا شملت أراض في محافظات حلب والرقة والحسكة ضد تنظيمي “داعش” و”وحدات حماية الشعب” الكردية، وكذلك واحدة أطلق عليها اسم “درع الربيع” في إدلب ضد الجيش السوري في 27 فبراير 2020.
كان جاويش أوغلو أكد مؤخرا أن بلاده ستقوم بكل ما يلزم من أجل تطهير مناطق في شمال سوريا من المسلحين الأكراد، وذلك بعد تصريح للرئيس رجب طيب أردوغان قال فيه “لقد نفد صبرنا تجاه بعض المناطق التي تعد مصدرا للهجمات الإرهابية من سوريا تجاه بلادنا”.
وقالت تركيا إن الشرطة في منطقة أعزاز السورية هوجمت بصاروخ موجه يوم الأحد الماضي من تل رفعت من قبل وحدات حماية الشعب التي تصنفها أنقرة جماعة إرهابية مرتبطة بشكل وثيق بمسلحين يشنون تمردا منذ عقود في جنوب شرق تركيا.
وشنت القوات التركية ثلاث عمليات توغل في الأراضي السورية في السنوات الخمس الماضية، وفرضت سيطرتها على مئات الكيلومترات على طول الشريط الحدودي وتوغلت بعمق 30 كيلومترا تقريبا في شمال سوريا.
وتنشط مقاتلات روسية ومقاتلون مدعومون من إيران ومسلحون مدعومون من تركيا ومتشددون إسلاميون وقوات أميركية وقوات حكومية سورية عبر مناطق في شمال سوريا، إضافة إلى وحدات حماية الشعب الكردية.
وتعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب حليفا رئيسيا في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا. ولروسيا قوات في المنطقة لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
واعتبر الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا أن هناك “تنسيقا واضحا” في استهداف مناطق الشمال السوري برًّا وجوّا من قبل قوات سوريا الديمقراطية وروسيا.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود الاثنين إن هذا التنسيق يبعث رسالة مفادها أن موسكو ضامنة لقسد، موضحاً أن روسيا تستثمر قسد في سياسة “الرفع العسكري من أجل استخدامها بالضغط خلال المفاوضات السياسية”.
وأضاف حمود أن الرسالة الثانية موجهة إلى قسد، ومفادها أن روسيا قادرة على حماية هذه المجموعة المدعومة من الولايات المتحدة، في ظل ما يشاع عن خطة للانسحابات الأميركية من المنطقة.
وحول تصاعد التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد قسد، أكد حمود أن “الخيارات كلها متاحة وعلى طول امتداد خط الجبهة المشترك”، مضيفا “لا شيء مستبعدا والمعارك لم تنته في سوريا، ومازالت الأجواء تتجه نحو التصعيد وهذا ما يبدو لنا من خلال متابعة الأوضاع السياسية والعسكرية”.
وكانت تركيا وروسيا قد توصلتا مؤخرا إلى اتفاق بشأن خفض التصعيد في شمال سوريا غداة اللقاء الذي جمع بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، إلا أن مراقبين يشككون في صمود هذا الاتفاق لأن الوقائع على الأرض لا تعكس ذلك.